بعد ما يقارب ثلاث سنوات على اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، تتكشف صورة الحرب بأرقام معلنة وتقديرات تحليلية صادرة عن مؤسسات رسمية ووسائل إعلام دولية ومنظمات أممية، إذ تعكس الأرقام كُلفة بشرية وعسكرية واقتصادية هائلة، في حرب باتت توصف على نطاق واسع بأنها حرب استنزاف طويلة الأمد.
الخسائر الروسية
أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الأحد، بأن روسيا فقدت نحو 1.188.490 جنديًا في أوكرانيا، منذ بدء الحرب، 24 فبراير 2022، ويشمل هذا الرقم 710 إصابات، خلال اليوم السابق فقط.
ووفقًا لهيئة الأركان الأوكرانية، خسرت روسيا 11410 دبابات، و23721 مركبة قتالية مدرعة، و69798 مركبة وخزان وقود، و35041 نظام مدفعية، و1567 نظام إطلاق صواريخ متعددة، و1259 نظام دفاع جوي، و432 طائرة، و347 مروحية، و90124 طائرة مسيّرة، و28 سفينة، وقاربًا واحدًا وغواصة واحدة.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي"، أن خبراء عسكريين يُقدِّرون عدد الجنود الروس، الذين قُتلوا منذ الحرب بما يتراوح بين 165 ألفًا و235 ألفًا، وأشارت تقديرات مجلة الإيكونوميست، استنادًا إلى بيانات مفتوحة المصدر وشهادات شهود عيان وتقارير تحليلية، إلى أن إجمالي الخسائر العسكرية الروسية، منذ فبراير 2022، يتراوح بين مليون ومليون و350 ألف جندي بين قتيل وجريح، وهو رقم يتجاوز إجمالي الخسائر العسكرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.
الخسائر الأوكرانية
وكان آخر تحديث رسمي لأرقام الخسائر الأوكرانية، ديسمبر 2024، حين أقر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بمقتل 43 ألف جندي وضابط أوكراني، فيما يعتقد محللون غربيون أن الرقم أقل من الواقع، وفق "رويترز".
و4 فبراير الماضي، قال زيلينسكي، إن أوكرانيا فقدت 45100 جندي في ساحة المعركة منذ بدء الحرب، مضيفًا في مقابلة صحفية، أن عدد الإصابات بلغ 390 ألف حالة، مع الإشارة إلى أن العدد الحقيقي للجرحى أقل، نظرًا لتعرض بعض الجنود لأكثر من إصابة.
وأوضح "زيلينسكي"، أن هذه الأرقام لا تشمل الجنود الذين قُتلوا بين عامي 2014 و2022، إذ قدرت الأمم المتحدة مقتل 4400 جندي أوكراني خلال تلك الفترة، كما أشار إلى عدم وضوح عدد الأسرى والمفقودين، مؤكدًا أن العمل جارٍ لتحديدهم.
ووفقًا لإحصاءات مقر التنسيق الأوكراني لمعاملة أسرى الحرب، عاد أكثر من 4000 أوكراني إلى بلادهم حتى الآن في عمليات تبادل، من بينهم عسكريون ومدنيون.
آخر إحصائية
ويشير تحليل "RM" لبيانات معهد دراسات الحرب الأمريكي، إلى أن الخسائر الروسية تُقدر بأكثر من 790 ألف قتيل وجريح، وفقًا لتقديرات القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا سابور كافولي، أبريل 2025، إضافة إلى 84.568 مفقودًا، وفي المقابل، تُقدر خسائر أوكرانيا بنحو 400 ألف قتيل أو جريح، وفق تقديرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ديسمبر 2024، مع تسجيل 335 ألف مفقود.
أما الخسائر في صفوف المدنيين، فتشير البيانات إلى مقتل 7175 مدنيًا في روسيا مقابل 15.954 في أوكرانيا، ويتوزع القتلى الأوكرانيون بين 13.145 في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية، و2809 في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
تقديرات دولية
بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 12 فبراير، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الحرب كلفت ملايين الأرواح، وسبق له أن صرّح في يناير بمقتل نحو مليون جندي روسي و700 ألف جندي أوكراني.
غير أن حساب العدد الإجمالي للضحايا يبقى مُعقدًا، بسبب شح البيانات الروسية وحداثة نشر الأرقام الأوكرانية، وفق صحيفة "كييف أندبندنت" الأوكرانية.
ووفقًا لبيانات صادرة عن كييف وإحصاءات الأمم المتحدة وبيانات مفتوحة المصدر نشرتها "بي بي سي" روسيا، فقد بلغ إجمالي عدد القتلى من الجنود الروس والأوكرانيين والمدنيين الأوكرانيين 147459، حتى 13 فبراير، مع تأكيد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير.
تقدم روسي
يشير تحليل "RM" لبيانات معهد دراسات الحرب، خلال الفترة من 11 نوفمبر إلى 9 ديسمبر 2025، إلى أن القوات الروسية سيطرت على 243 ميلًا مُربعًا من الأراضي الأوكرانية، مقارنة بـ165 ميلًا مربعًا، خلال الأسابيع الأربعة السابقة من 14 أكتوبر إلى 11 نوفمبر 2025. ووفق التحليل نفسه، سجل الأسبوع الممتد من 2 إلى 9 ديسمبر 2025، سيطرة روسية على 55 ميلًا مربعًا، مقابل 23 ميلًا مربعًا في الأسبوع الذي سبقه.
ومنذ 1 يناير 2025، بلغ متوسط السيطرة الروسية على الأراضي الأوكرانية 44 ميلًا مربعًا أسبوعيًا. وفي السياق ذاته، أصبحت مدينة بوكروفسك الأوكرانية الحصينة تحت السيطرة الروسية بشكل شبه كامل، غير أن جورج باروس من معهد دراسات الحرب أوضح في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن سقوط بوكروفسك لا يعني نهاية دفاع أوكرانيا عن دونيتسك.
وبحسب تقرير روسيا ماترز، الصادر 3 ديسمبر 2025، لا تسيطر أوكرانيا سوى على 22% من مقاطعة دونيتسك، بدءًا من 1 ديسمبر 2025. ويشير التقرير إلى أن روسيا تفتقر إلى الكمية والنوعية الكافية من القوات لتحقيق اختراق كبير، في وقت أنشأت فيه أوكرانيا خطًا دفاعيًا غرب بوكروفسك، رغم أن تكتيكات التسلل وعمليات مكافحة الطائرات المسيّرة الروسية الأكثر عدوانية تنذر بتحديات خطيرة مستقبلًا.
النزوح السكاني
ووفق معهد دراسات الحرب، في روسيا، بلغ عدد النازحين داخليًا نحو 5000 شخص حتى أغسطس 2025، كما غادر نحو 800 ألف شخص البلاد، لأسباب اقتصادية أو سياسية، وهو ما يعادل 0.6% من سكان روسيا.
أما في أوكرانيا، فبلغ عدد النازحين 9.5 مليون شخص، أي ما يعادل 24% من عدد السكان قبل الحرب، البالغ 44 مليون نسمة. ويتضمن هذا الرقم 5.7 مليون نازح داخليًا، و3.8 مليون لاجئ، وفقًا للبيانات الواردة.