في حين أفادت تقارير بأن تبادل الأراضي بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب قد يكون على جدول أعمال القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، تظهر خريطة نشرتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، المناطق التي قد تكون قيد المناقشة.
وقال الكرملين، أمس الخميس، إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على مكان الاجتماع الذي يمكن أن يعقد في الأيام المقبلة، وقال بوتين في وقت لاحق، إنه يمكن أن يعقد في الإمارات العربية المتحدة.
وذكرت وكالة "بلومبرج" الأمر يكية، أن ترامب أبلغ حلفاءه بأنه متفائل بشأن وقف إطلاق النار، وأن بوتين سيكون منفتحًا على الدخول في محادثات سلام إذا تضمنت المناقشات تبادل الأراضي المشمولة في الحرب.
وكانت الولايات المتحدة قد عرضت في وقت سابق، الاعتراف بسيطرة روسيا على المناطق الأوكرانية التي ضمتها بالكامل أو التي احتلتها جزئيًا، وهو ما رفضته كييف.
قالت إلينا بيكيتوفا، زميلة مركز تحليل السياسات الأوروبية، لنيوزويك، إن موقف كييف لم يتغير وهي ملتزمة بالحفاظ على دولتها وسلامة أراضيها، كما هو موضح في الدستور الأوكراني.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014. وبعد بدء الحرب في أوكرانيا، سيطرت موسكو جزئيًا على مناطق خيرسون ودونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا. وأعلن بوتين ضم هذه المناطق، لكن روسيا لا تسيطر عليها بالكامل.
واقترح ترامب أن تشمل محادثات السلام مناقشات حول تبادل الأراضي التي تسيطر عليها روسيا حاليًا، مقابل وقف إطلاق النار.
وقد أثارت هذه الفكرة، التي تعرف غالبًا بـ"تبادل الأراضي"، جدلًا حادًا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض باستمرار أي شرط مسبق يتضمن التنازل عن أراض ذات سيادة قبل وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط.
والتقى بوتين مع مبعوث ترامب ستيف ويتكوف في الكرملين، أمس الأول الأربعاء، في أحدث خطوة من جانب الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الزعيمين ناقشا "آفاق التعاون الاستراتيجي" بين روسيا والولايات المتحدة وتبادلا "الإشارات" بشأن أوكرانيا.
وأضاف أوشاكوف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على مكان الاجتماع بهدف عقد محادثات الأسبوع المقبل، دون الكشف عن المكان أو الموعد المحدد.
وصرح بوتين، أمس الخميس، بأن الإمارات العربية المتحدة قد تكون مكانا، على الرغم من أن البيت الأبيض صرح لنيوزويك، أمس الخميس، بأنه لم يتم تحديد المكان بعد، ولكنه قد يعقد "في وقت مبكر من الأسبوع المقبل".
وتابع أوشاكوف أن ويتكوف طرح فكرة عقد اجتماع ثلاثي يضم بوتين وترامب وزيلينسكي، على الرغم من أن روسيا لم تعلق على هذا الاقتراح، وفقًا لوسائل إعلام روسية رسمية.
وأفادت "بلومبرج" نقلًا عن أشخاص مطلعين على المكالمة، أن ترامب أبدى تفاؤله بإمكانية وقف إطلاق النار خلال مكالمة هاتفية مع حلفائه، بمن فيهم زيلينسكي.
وأشار ترامب أيضًا إلى أن بوتين سيكون منفتحًا على الدخول في محادثات سلام مقابل مناقشة تبادل الأراضي، حسبما ذكرت الوكالة الأمريكية.
وكان ويتكوف قد طرح سابقًا اقتراحًا للولايات المتحدة بالاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، والتنازل فعليًا عن السيطرة على أجزاء من مناطق أوكرانية أخرى تحتلها موسكو جزئيا، وهو اقتراح قوبل بانتقادات واسعة.
وذكرت "بلومبرج" أن مثل هذه الصفقة، التي تتضمن إعادة السيطرة على منطقتي زابوريجيا وخيرسون إلى أوكرانيا، يمكن مناقشتها.
رفض زيلينسكي باستمرار أي اتفاق يتضمن التنازل عن أراض ذات سيادة قبل وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، وقال في أبريل إن القضايا الإقليمية لن تتم معالجتها إلا بعد توقف الأعمال العدائية تمامًا.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، لهيئة الإذاعة البريطانية، في أبريل، إن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل مؤقتًا عن الأرض مقابل السلام وسط ضغوط متزايدة من ترامب لقبول التنازلات الإقليمية، لكن استطلاعات الرأي في أوكرانيا تكشف عن مقاومة عامة للتنازلات عن الأراضي.
وذكرت بيكيتوفا لنيوزويك، أنه من غير الواضح نوع التنازل الذي يمكن تقديمه لروسيا. وأضافت أنه بغض النظر عن النتيجة، لا تزال أوكرانيا مصممة على استعادة وحدة أراضيها وزيادة إنتاجها العسكري المحلي، ويفضل أن يكون ذلك بدعم مستمر من حلفائها الغربيين.
وتابعت بيكيتوفا أنه في حين أن هناك إجمًاعا واسعًا على ضرورة انتهاء الحرب، إلا أن العديد من الأوكرانيين يقرون بأن الحرب قد تستمر لفترة طويلة، وأن ما تسعى إليه أوكرانيا ليس مجرد وقف إطلاق نار، بل سلام مستدام.
وأفادت صحيفة "يوروبيان برافدا"، نقلًا عن صحيفة "أونيت" البولندية، أمس الخميس، أنها اطلعت على تفاصيل اقتراح أمريكي عرض على بوتين خلال محادثاته مع ويتكوف.
شمل الاقتراح الأمريكي وقف إطلاق النار، وإن لم يكن اتفاق سلام شامل، والاعتراف الفعلي بالأراضي المحتلة من قبل روسيا بتأجيل مسألة الوضع القانوني لمدة 49 أو 99 عامًا، بالإضافة إلى رفع العقوبات.
صرح ديفيد سزاكوني، الخبير في السياسة الروسية من جامعة جورج واشنطن، لنيوزويك، بأن أوكرانيا لا ترغب في أي صفقة تتعلق بالأراضي، وخاصة تلك التي يتم التفاوض عليها دون مشاركتها.
وأضاف أن عقد لقاء فردي مع ترامب يصب في مصلحة بوتين، حيث يأمل الزعيم الروسي أن يسمح له الحوار الشخصي غير المنظم بتوجيه الرئيس الأمريكي نحو تقديم تنازلات، مثل عرقلة طموحات أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو رفع العقوبات.