أفرجت بيلاروسيا، السبت، عن الحائز على جائزة نوبل للسلام أليس بيالياتسكي، والمعارضة ماريا كوليسنيكوفا، وعشرات السجناء السياسيين الآخرين، مختتمة بذلك يومين من المحادثات مع واشنطن التي تهدف إلى تحسين العلاقات ورفع العقوبات الأمريكية المشددة المفروضة على صادرات زراعية بيلاروسية رئيسية.
وحسب وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية "بيلتا"، أصدر الرئيس ألكسندر لوكاشينكو عفوًا عن 123 سجينًا. وفي المقابل، أعلنت الولايات المتحدة رفع العقوبات عن قطاع البوتاس (الأسمدة الحيوية التي تحتوي على البوتاسيوم) في بيلاروسيا.
وواجهت مينسك، الحليف المقرب لموسكو، عزلة وعقوبات غربية لسنوات. وقد فرض الغرب عقوبات متكررة على البلاد التي يبلغ عدد سكانها 9.5 مليون نسمة ويحكمها لوكاشينكو لأكثر من ثلاثة عقود؛ بسبب ادعاءات قمعها لحقوق الإنسان وسماحها لموسكو باستخدام أراضيها خلال العملية العسكرية على أوكرانيا عام 2022.
حسب "أسوشيتد برس"، تم نقل معظم السجناء المُفرَج عنهم إلى أوكرانيا. بينما ثمانية أو تسعة سجناء آخرين، من بينهم بيالياتسكي، أُرسلوا إلى ليتوانيا، وسيتم نقل المزيد من السجناء إلى الدولة البلطيقية في الأيام القليلة المقبلة.
وأكدت السلطات الأوكرانية أن بيلاروسيا سلمت 114 مدنيًا، بينهم خمسة مواطنين أوكرانيين. وأضافت أن المواطنين البيلاروسيين المفرج عنهم "بناءً على طلبهم" و"بعد تلقيهم العلاج الطبي اللازم" سيتم نقلهم إلى بولندا وليتوانيا.
ثمار الحوار
وصف جون كويل، المبعوث الأمريكي الخاص إلى بيلاروسيا الذي التقى لوكاشينكو في مينسك، المحادثات بأنها "مثمرة للغاية"، وقال إن تطبيع العلاقات بين البلدين هو "هدفنا"، حسبما أفادت وكالة "بيلتا".
ونقلت عنه وكالة الأنباء البيلاروسية: "نحن نرفع العقوبات، ونطلق سراح السجناء. نحن نتحدث مع بعضنا البعض باستمرار"، مضيفًا أن العلاقة بين الولايات المتحدة وبيلاروسيا تنتقل من "خطوات صغيرة إلى خطوات أكثر ثقة" مع زيادة الحوار.
ومن بين الـ 123 الذين أُفرج عنهم السبت، مواطن أمريكي، وستة مواطنين من دول حليفة للولايات المتحدة، وخمسة مواطنين أوكرانيين، وفقًا لما صرّح به مسؤول أمريكي لوكالة "أسوشيتد برس".
ووصف المسؤول هذا الإفراج بأنه "إنجاز هام في العلاقات الأمريكية البيلاروسية" و"انتصار دبلوماسي آخر" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن تدخل ترامب حتى الآن "أدَّى إلى إطلاق سراح أكثر من 200 سجين سياسي في بيلاروسيا، بما في ذلك ستة مواطنين أمريكيين وأكثر من 60 مواطنًا من حلفاء الولايات المتحدة وشركائها".
معارضون ونشطاء
أشهر المفرج عنهم بيالياتسكي، المدافع عن حقوق الإنسان ومؤسس منظمة "فياسنا"، الذي كان مسجونًا عندما مُنِح جائزة نوبل للسلام عام 2022 إلى جانب منظمة "ميموريال" الروسية البارزة المعنية بحقوق الإنسان ومركز الحريات المدنية الأوكراني.
لاحقًا أُدين بيالياتسكي بتهم التهريب وتمويل أعمال تُخِلّ بالنظام العام، وهي تُهم وُصفت على نطاق واسع بأنها ذات دوافع سياسية، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات عام 2023.
كما كانت كوليسنيكوفا شخصية رئيسية في الاحتجاجات الجماهيرية التي هزَّت بيلاروسيا في عام 2020، وهي حليفة مقربة لزعيمة المعارضة المنفية، سفيتلانا تسيخانوفسكايا.
اشتهرت كوليسنيكوفا بشعرها القصير وإيماءتها المميزة المتمثلة في تشكيل قلب بيديها، وأصبحت رمزًا أكبر للمقاومة عندما حاولت السلطات البيلاروسية ترحيلها في سبتمبر 2020.
ووفق ما ذكرت "أسوشيتد برس"، بعد أن تم اقتيادها إلى الحدود الأوكرانية، انفصلت كوليسنيكوفا لفترة وجيزة عن قوات الأمن على الحدود، ومزَّقت جواز سفرها وعادت سيرًا على الأقدام إلى بيلاروسيا. وقد أُدينت عازفة الفلوت المحترفة البالغة من العمر 43 عامًا في عام 2021 بعدة تهم، من بينها التآمر للاستيلاء على السلطة، وحُكم عليها بالسجن 11 عامًا.
ومن بين الآخرين الذين تم إطلاق سراحهم، وفقًا لمنظمة "فياسنا"، كان فيكتور باباريكا، وهو شخصية معارضة سعى إلى تحدي لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، قبل إدانته والحكم عليه بالسجن 14 عامًا بتهم رفضها باعتبارها سياسية.
كما أفادت "فياسنا" بإطلاق سراح الناشط أولادزيمير لابكوفيتش، بالإضافة إلى المعارض البارز مكسيم زناك.