الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محادثات برلين.. جولة أمريكية جديدة لإقناع أوروبا وأوكرانيا بالسلام

  • مشاركة :
post-title
ترامب وويتكوف وزيلينسكي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى دفع مسار التفاوض نحو اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، تشكّل زيارة المبعوث الخارجي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ألمانيا محطة جديدة في جولات الحوار رفيعة المستوى، وسط خلافات جوهرية حول القضايا الإقليمية والضمانات الأمنية، وضغوط مالية متزايدة على كييف.

جولة برلين

بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، من المقرر أن يسافر ستيف ويتكوف، المبعوث الخارجي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى ألمانيا هذا الأسبوع للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين، في أحدث جولة من المحادثات الهادفة إلى إنهاء الحرب.

ويقود ويتكوف محاولات البيت الأبيض للتوسط بين أوكرانيا وروسيا، حيث من المنتظر أن يناقش في برلين أحدث نسخة من اتفاقية السلام المقترحة، وتسعى إدارة ترامب بشكل مكثف إلى التوصل لاتفاق قبل عيد الميلاد، وقد أجرت بالفعل عدة جولات من المحادثات مع ممثلين عن أوكرانيا وروسيا خلال الأسابيع الماضية.

ولم يتم حتى الآن تأكيد أسماء القادة الأوروبيين المشاركين في محادثات برلين، غير أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، كشفت تفاصيل الاجتماع لأول مرة، وذكرت أن رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، سيشاركون جميعًا في هذه المحادثات.

تصعيد ميداني

تأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقت يشهد فيه الميدان العسكري تصعيدًا لافتًا بين روسيا وأوكرانيا، إذ قال مسؤولون أوكرانيون، بحسب "بي بي سي"، إن روسيا شنّت خلال الليل سلسلة ضربات واسعة النطاق في جنوب أوكرانيا.

وأوضح الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن منشآت مدنية كانت من بين الأهداف، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة والمنشآت الصناعية، وأضاف أن أكثر من 450 طائرة مسيرة و30 صاروخًا استخدمت في الغارات الجوية الليلية، ما أسفر عن إصابة شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف السكان في سبع مناطق.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمت في هذه الضربات أسلحة متنوعة، من بينها صواريخ كينجال الفرط صوتية، التي يصعب تتبعها لقدرتها على تغيير مسارها أثناء الطيران.

عقدة الأراضي

وتشير شبكة "بي بي سي" إلى أن مصير الأراضي في شرق أوكرانيا لا يزال من أعقد القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات، فكييف ترفض بشكل قاطع التنازل عن الأراضي التي احتلتها روسيا بصورة غير قانونية، في حين تكرر موسكو نيتها الاستيلاء على منطقة دونباس بالكامل بالقوة ما لم تنسحب القوات الأوكرانية.

وفي هذا السياق، أبدى زيلينسكي شكوكه تجاه أحدث مقترح للبيت الأبيض لحل المسألة الإقليمية، الذي يقوم على انسحاب الجيش الأوكراني من المنطقة وتحويلها إلى منطقة اقتصادية خاصة.

وشرح الرئيس الأوكراني أن المقترح يتضمن تعهدًا من الكرملين بعدم التقدم إلى المناطق التي تخليها القوات الأوكرانية، مع تحويل الأرض الواقعة بين المناطق التي تسيطر عليها روسيا في دونباس وخطوط الدفاع الأوكرانية إلى منطقة منزوعة السلاح.

إلا أن زيلينسكي شكك علنًا في جدوى هذا الطرح، متسائلًا عما يمكن أن يمنع روسيا من التقدم أو التسلل متنكرة بزي مدنيين.

خلافات وضغوط

وأعلنت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة كانت مثمرة، وأشادوا بالتعديلات التي أُدخلت على خطة سلام كانت توصف في بداياتها بأنها منحازة لروسيا.

غير أن الأسابيع الأخيرة أظهرت مؤشرات على تراجع صبر الرئيس الأمريكي تجاه زيلينسكي وحلفائه الأوروبيين، ففي مقابلة مع موقع بوليتيكو، وصف ترامب القادة الأوروبيين بأنهم ضعفاء، وجدد دعواته لإجراء انتخابات في أوكرانيا.

وتواجه الحكومة الأوكرانية وضعا ماليا بالغ الصعوبة، إذ تحتاج إلى تأمين 135.7 مليار يورو إضافية خلال العامين المقبلين، وفي هذا الإطار، وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على تجميد أصول روسية بقيمة 210 مليارات يورو موجودة في أوروبا إلى أجل غير مسمى.

ويأمل الأوروبيون أن يفتح هذا القرار الباب أمام إعادة إقراض هذه الأموال لأوكرانيا، في حال التوصل إلى اتفاق خلال قمة الاتحاد الأوروبي المرتقبة، بما يوفر دعما لجيشها وجهود إعادة الإعمار.

وأدان الكرملين هذه الخطوة واعتبرها سرقة، فيما أعلن البنك المركزي الروسي عزمه مقاضاة بنك يوروكلير البلجيكي الذي يحتفظ بمعظم الأصول المجمدة.

وفي موازاة ذلك، أفادت تقارير بأن النسخة الأخيرة من خطة السلام تتضمن تصورًا لانضمام أوكرانيا السريع إلى الاتحاد الأوروبي، كما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز".