يستعد وفد أوكراني رفيع المستوى، برئاسة مستشار الأمن القومي روستيم أوميروف، للتوجه إلى الولايات المتحدة من أجل لقاء مبعوثي الرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في ميامي، غدًا الأحد، وذلك بحسب ما كشف مسؤول أوكراني لموقع أكسيوس الأمريكي، في حين تكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية في ظل الجهود المحمومة التي تبذلها إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الأوكرانية الروسية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
استقالة مدوية تهز كييف
وتأتي الزيارة المرتقبة وسط تطور وصفه مسؤول أوكراني بـ"الزلزال السياسي"، إذ قدم أندريه يرماك، رئيس ديوان الرئيس فولوديمير زيلينسكي والرجل الثاني الأقوى في البلاد، استقالته، أمس، بعد ساعات فقط من مداهمة محققي وكالة مكافحة الفساد لمنزله.
وكشف مسؤولان أوكرانيان لأكسيوس أن هذه الاستقالة جاءت قبل يوم واحد من الموعد المقرر لسفر يرماك نفسه إلى ميامي لقيادة المفاوضات مع فريق ترامب حول خطة السلام المرتقبة.
كان يرماك الذي كان يمسك بخيوط السلطة الحقيقية في أوكرانيا بعد زيلينسكي مباشرة، له نفوذ واسع يمتد من السياسة الداخلية إلى الشؤون العسكرية والسياسة الخارجية.
وأكد مسؤول أوكراني لأكسيوس أن الوضع الحالي يمثل "عاصفة مثالية"، مضيفًا أن "هناك قدرًا كبيرًا من الغموض وعدم اليقين في هذه اللحظة".
وجد يرماك نفسه في قلب فضيحة فساد ضخمة ضربت إدارة زيلينسكي، تتعلق باتهامات بالاختلاس من قطاع الطاقة، بحسب ما أشار أكسيوس.
وعلى الرغم من أن اسم يرماك لم يرد صراحةً في لوائح الاتهام، فإن أعضاء من المعارضة طالبوا باستقالته، فيما ظلَّ زيلينسكي يدافع عنه لعدة أسابيع ورفض كل الدعوات لإقالته حتى جاءت الاستقالة المفاجئة.
في آخر ظهور إعلامي له قبل الاستقالة، أجرى يرماك مقابلة مع أكسيوس يوم الثلاثاء الماضي، دافع فيها بشكل حماسي عن سجل زيلينسكي في مكافحة الفساد، مشددًا على ضرورة استمرار التحقيقات دون "تسييسها"، وأكد أن أولويته القصوى تتمثل في إنهاء الحرب.
الوفد البديل والمخاوف
رغم استقالة يرماك المفاجئة، أكد مسؤول أوكراني لأكسيوس أن المهمة الدبلوماسية مستمرة كما هو مقرر لها. يضم الوفد المتوجه إلى ميامي شخصيات عسكرية ودبلوماسية واستخباراتية رفيعة المستوى، من بينهم نائب وزير الخارجية سيرجي كيسليتسا، ورئيس الأركان العسكرية الأوكراني أندريه هناتوف، إضافة إلى مسؤولين كبار من جهاز الاستخبارات، مما يعكس أهمية اللقاءات المرتقبة في هذه المرحلة الحرجة.
مسؤول أمريكي حذَّر، في تصريحات لأكسيوس، من أن فضيحة الفساد التي أطاحت بيرماك قد تضعف بشكل كبير الموقف التفاوضي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، خاصة في ظل السعي الأمريكي الحثيث للتوصل إلى تسوية سلمية تنهي الصراع المدمر الذي استنزف البلاد على مدى السنوات الماضية.