عاد اسم أوكرانيا إلى واجهة تصريحات البيت الأبيض، بعدما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خيبة أمله تجاه ما اعتبره "تأخرًا" من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مراجعة المقترح الأمريكي للسلام، وذلك وسط زخم دبلوماسي لافت، ومناقشات تشريعية أمريكية جديدة حول مستقبل دعم كييف.
تصريح ترامب
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يشعر "بخيبة أمل" لأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي لم يراجع بعد اقتراح السلام الأمريكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأوضح للصحفيين في مركز كينيدي بواشنطن أن إدارته أجرت اتصالات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الأوكرانيين.
وأضاف ترامب: "تحدثنا مع الرئيس بوتين، وتحدثنا مع القادة الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس زيلينسكي، ويجب أن أقول إنني أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح بعد".
وتابع: "روسيا راضية عن هذا الأمر"، قبل أن يعلق بأن موسكو "تفضل الحصول على البلد بأكمله إذا فكرت في الأمر"، وجاءت تصريحاته بعد يوم واحد من قول مبعوثه الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، إن اتفاق السلام يبدو "قريبًا من الاكتمال".
وفي سياق التحركات الدبلوماسية، وصل كبار المفاوضين الأوكرانيين إلى ميامي في 4 ديسمبر؛ لمواصلة مناقشات جهود السلام مع مبعوثي ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
وجرت هذه الزيارة في ظل نشاط سياسي متزايد، عقب تسريب خطة من 28 نقطة مدعومة أمريكيًا، اعتبرها كثيرون ضغطًا على أوكرانيا لدفعها نحو الاستسلام في الحرب الروسية الشاملة.
مشروع قانون دفاعي
وفي السياق التشريعي، كشف مشرعون أمريكيون في 7 ديسمبر، عن مشروع قانون دفاعي بقيمة 900 مليار دولار، يخصص 400 مليون دولار سنويًا لمبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا (USAI) لعامي 2026 و2027.
وتمثل النسخة الأخيرة من التشريع حلًا وسطًا بين مسودتين سابقتين لمجلسي النواب والشيوخ، ويعيد مشروع القانون تفويض استخدام برنامج USAI لتزويد أوكرانيا بالأسلحة عبر عقود أمريكية، كما يطالب الكونجرس بتقارير أكثر تواترًا عن الدعم الأوروبي لكييف، في إشارة إلى ضغط واشنطن على أوروبا لتحمل مسؤولية أكبر.
ويتضمن المشروع زيادات مالية إضافية بقيمة 8 مليارات دولار عن طلب البيت الأبيض، ويرفع رواتب العسكريين، ويوسع تمويل منظومة "القبة الذهبية"، ويعزز الموقف العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويسمح بنشر قوات على الحدود الأمريكية المكسيكية.
وذكرت السفيرة الأوكرانية في واشنطن، أولها ستيفانيشينا، أن التشريع يتضمن بندًا يدين اختطاف روسيا نحو 20 ألف طفل أوكراني، ويدعو لإطلاق سراحهم، كما قال السفير لصحيفة "برافدا الأوروبية" إن المشروع يلزم وزارة الدفاع الأمريكية بإخطار الكونجرس خلال 48 ساعة عند اتخاذ أي قرار يتعلق بتقييد تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا.
مساعدات متغيرة
وفي تحول يختلف عن نهج إدارة بايدن، خفض ترامب بشكل كبير المساعدات المقدمة لأوكرانيا؛ ضمن مساعيه للتوسط في اتفاق سلام سريع بين كييف وموسكو، ولم يخصص أي حزم دفاعية جديدة بموجب سلطة السحب الرئاسي (PDA) التي اعتمد عليها جو بايدن بكثافة، بينما تعتمد الإدارة الجديدة على بيع أسلحة لأوكرانيا عبر شركاء الناتو باستخدام قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية (PURL).
وذكر وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، الأسبوع الماضي، أن 21 دولة انضمت لهذه المبادرة، مسهمة بأكثر من 4 مليارات دولار منذ إطلاقها في أغسطس، وأشار التقرير إلى أن المبلغ الذي خصصه الكونجرس يمثل جزءًا صغيرًا من إجمالي المساعدات الأمريكية لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية، والذي بلغ 67 مليار دولار مع بداية ولاية ترامب.