الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مكاسب روسيا ليست كما تراها.. قائد جيش أوكرانيا يواجه ضغوط ترامب للاستسلام

  • مشاركة :
post-title
الجنرال أولكسندر سيرسكي قائد الجيش الأوكراني

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قال الجنرال أولكسندر سيرسكي، قائد الجيش الأوكراني، إن جنوده يحققون في المعارك الضارية في شرق البلاد أداءً أفضل بكثير مما تدعيه روسيا، منددًا بما وصفه بـ"التضليل الذي يمارسه الكرملين" بهدف التأثير على الجمهور الأجنبي.

وتشير النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو"، إلى أن الهدف من الإحاطة الإعلامية التي قدمها سيرسكي هذا الأسبوع كان "تغيير السرد"، إذ تتعرض أوكرانيا لضغوط شديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستسلام والموافقة على اتفاق سلام روسيا.

ونقلت الصحيفة عن سيرسكي أنه قد يبدو كما لو أن أوكرانيا "تنسحب فقط" بسبب الهجمات الروسية المتواصلة، لكن في الواقع كييف تصمد وتمكنت حتى من استعادة بعض الأراضي في المدن المتنازع عليها الرئيسية في الأيام الأخيرة.

وأوضح أن أوكرانيا تريد أن تُظهِر أنها "لا تتراجع فحسب"، ولكن بمجرد أن تُحدد كييف المناطق التي استعادت السيطرة عليها "ينقل العدو على الفور قوات إضافية إلى هناك، أو تُطلق الصواريخ. وهذا يُسبب لنا خسائر إضافية بينما نحاول تقليلها إلى أدنى حد".

أغراض دعائية

كان سيرسكي يتحدث إلى الصحفيين في كييف بينما تواصل روسيا تحقيق ما يرى الغرب أنه "مكاسب تدريجية بتكلفة باهظة في مواجهة المقاومة الأوكرانية الشرسة"، بحسب الصحيفة.

في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نجحت في احتلال مدينة بوكروفسك الواقعة على خط المواجهة الحاسم، وكذلك في محاصرة القوات الأوكرانية في ميرنوهراد القريبة والاستيلاء على فوفشيانسك وكوبيانسك في منطقة خاركيف.

بينما يصر الجيش الأوكراني على أن قواته عادت إلى أجزاء من بوكروفسك، ويقول إن مجموعات صغيرة من الجنود الروس تتسلل لالتقاط صور مع الأعلام لأغراض دعائية، لكنها لا تسيطر بشكل كامل على أنقاض المدينة المدمرة.

وفيما يحاول الأوكرانيون تصوير المكاسب الروسية على الجبهة بأنها "محدودة"، يأمل الكرملين إقناع داعمي أوكرانيا بأن استمرار دعم كييف "أمرٌ عبثي".

هذه هي الرسالة التي تصل إلى واشنطن، والتي بدا صداها واضحًا في مقابلة مع موقع "بوليتيكو" هذا الأسبوع، إذ أكد ترامب أنه يريد من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الموافقة على اتفاق سلام، وبسرعة.

قال ترامب: "سيتعين عليه (زيلينسكي) أن يستعيد تركيزه ويبدأ في تقبل الأمور -كما تعلمون- عندما يخسر.. لأنك تخسر بالفعل".

ونصّت النسخة الأولى من الخطة الأمريكية على تسليم أوكرانيا مناطق دفاعية رئيسية في دونيتسك، بما في ذلك بوكروفسك، لكنها عُدّلت لاحقًا بعد احتجاجات شديدة من كييف ودول أوروبية.

ويصرّ زيلينسكي على أنه لن يسلم أي أراضٍ أوكرانية لروسيا، فيما أكد سيرسكي أن مكاسب روسيا أقل بكثير مما يدعيه الكرملين.

قال: "إن حجم الأكاذيب الروسية يتجاوز بكثير وتيرة تقدم القوات الحقيقية.. يستخدم العدو التضليل والخرائط المزيفة في حرب هجينة ضد أوكرانيا، للتأثير على كل من الجمهور الأجنبي ومجتمعنا وجيشنا".

تكاليف باهظة

في تحديث صدر الثلاثاء الماضي، زعم معهد دراسات الحرب (ISW) أن القوات الروسية لم تكسب سوى 0.77% من الأراضي الأوكرانية حتى الآن هذا العام، بينما تكبدت خسائر بشرية كبيرة بشكل غير متناسب.

وقال المعهد إن الحملة الروسية للاستيلاء عسكريًا على ما تبقى من دونيتسك -بما في ذلك حزام من المدن المحصنة بشدة- من المرجح أن تستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام على الأقل، وستشكل تحديًا كبيرًا، وستؤدي إلى معارك صعبة ومكلفة قد لا تتمكن روسيا من تحملها.

وأضاف مركز الأبحاث الأمريكي: "تهدف جهود الحرب المعرفية الروسية إلى دفع أوكرانيا والغرب للتنازل عن هذه الأراضي شديدة التحصين لروسيا دون قتال، ما يسمح لروسيا بتجنب إنفاق كميات كبيرة من الوقت والموارد لمحاولة الاستيلاء عليها في ساحة المعركة".

كما قال سيرسكي إن القوات الروسية في بعض المناطق لا تتقدم إلا أقل من 5 كيلومترات شهريًا، مشيرًا إلى أنه "بهذه الوتيرة، يُعد تقدم الروس مع الخسائر اليومية التي تتجاوز 1000 شخص نتيجة ضئيلة".

مع ذلك، أقرّ سيرسكي بأن الوضع صعب بالنسبة للقوات الأوكرانية التي تدافع عن بوكروفسك، حيث حشدت روسيا 156 ألف جندي في المعركة.

وقال سيرسكي: "إنها حاليًا مسرح العمليات العسكرية الرئيسي"، معترفًا أن القوات الأوكرانية انسحبت بالكامل من بوكروفسك هذا الخريف، لكنه قال في 15 نوفمبر إنهم شنوا هجومًا مضادًا، واستعادوا ما يقرب من نصف المدينة.

وأضاف قائد الجيش الأوكراني: "لا نزال نسيطر على الجزء الشمالي من المدينة، على طول خط السكة الحديد تقريبًا.. بالإضافة إلى ذلك، غرب بوكروفسك، قمنا بتطهير والسيطرة على نحو 54 كيلومترًا مربعًا".

لكنه أوضح أن "الوضع صعب، لا سيما في ظل الضباب والمطر.. يستغل العدو الظروف الجوية لدخول المدينة، متجنبًا أضرار طائراتنا المُسيّرة.. ومع ذلك، سنزيد في المستقبل عدد قواتنا داخل بوكروفسك".