الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ليس الانتقاد الأول.. البابا يحث ترامب على عدم "تفكيك" العلاقات الأمريكية الأوروبية

  • مشاركة :
post-title
البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

دعا البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عدم "تفكيك" التحالف عبر الأطلسي، بعد أن انتقد الزعيم الجمهوري أوروبا بشدة في مقابلة مع موقع "بوليتيكو".

وفي حديثه للصحفيين بعد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كاستل جاندولفو بالقرب من العاصمة الإيطالية روما، قال البابا إن تصريحات ترامب الأخيرة، التي وصف فيها القادة الأوروبيين بأنهم "ضعفاء" والقارة بأنها "متدهورة"، كانت محاولة لتدمير العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال البابا ليو: "أعتقد أن التصريحات التي أدليت بشأن أوروبا في المقابلات الأخيرة تحاول تفكيك ما أعتقد أنه يجب أن يكون تحالفًا مهمًا للغاية اليوم وفي المستقبل".

تهميش أوروبا

في مقابلته مع داشا بيرنز، التي تم بثها أمس الثلاثاء في حلقة خاصة من بودكاست The Conversation، انتقد ترامب أوروبا، ووصفها بأنها "سيئة الحكم وتفشل في تنظيم الهجرة".

وقال ترامب، في إشارة إلى رؤساء دول القارة العجوز ورؤساء وزرائها: "أعتقد أنهم ضعفاء"، مضيفًا: "أعتقد أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. أوروبا لا تعرف ماذا تفعل".

وفي مقابل تصريحات الرئيس الأمريكي، أعرب البابا ليو للصحفيين عن اعتقاده بأن خطة السلام التي وضعتها إدارة ترامب لأوكرانيا "لسوء الحظ" تمثل تغييرًا هائلًا فيما كان لسنوات عديدة تحالفًا حقيقيًا بين أوروبا والولايات المتحدة".

وقد أثار اقتراح ترامب لإنهاء الحرب، الذي همّش بروكسل وتضمن العديد من التنازلات الأوكرانية الكبيرة لروسيا، بما في ذلك التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية وتحديد حجم جيشها، قلق كييف وحلفائها الأوروبيين وأدى إلى مفاوضات محمومة في جنيف للتوصل إلى إطار بديل.

وأضاف البابا ليو: "إنه برنامج قام الرئيس ترامب ومستشاروه بوضعه. إنه رئيس الولايات المتحدة وله الحق في القيام بذلك".

لكن في الوقت نفسه، قال الزعيم الكاثوليكي إن التوسط في محادثات السلام "دون إشراك أوروبا" أمر "غير واقعي"، حسب التعبير الذي نقلته النسخة الأوروبية لـ"بوليتيكو".

وأضاف البابا: "أعتقد حقًا أن دور أوروبا بالغ الأهمية. فالسعي إلى اتفاق سلام دون إشراك أوروبا في الحوارات ليس واقعياً".

وأكد ليو الرابع عشر أن "الحرب تدور رحاها في أوروبا. وأعتقد أنه في ضمانات الأمن التي تُسعى إليها اليوم وفي المستقبل، يجب أن تكون أوروبا جزءًا منها".

البابا والرئيس

ليست المرة الأولى التي ينتقد البابا ليو -وهو من مواليد شيكاغو وتم تنصيبه في مايو الماضي كأول بابا من أمريكا الشمالية- ترامب، منددًا بمعاملة واشنطن للمهاجرين باعتبارها "لا إنسانية". كما حثّه على عدم غزو فنزويلا.

وبعيدًا عن الوطن المشترك بين البابا وحاكم البيت الأبيض، دخل ترامب في صراع مع سلف البابا ليو، البابا فرنسيس، الذي انتقد جدار الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ووصفه بأنه "ليس مسيحيًا". وقبل أشهر من وفاته، وصف خطط ترامب للترحيل الجماعي بأنها "عار". وردّ ترامب بدوره واصفًا إياه بأنه "شخص سياسي للغاية".

وعلى الرغم من انتقادات البابا الحالي، أشار ترامب إلى انفتاحه على التحدث أو الاجتماع مع ليو في تصريحاته لـ"بوليتيكو". وقال: "بالتأكيد، سأفعل. لم لا؟".