يواصل الجيش الروسي الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية بواحد من أسرع معدلاته منذ الشرارة الأولى للحرب قبل ما يقرب من أربع سنوات، بحسب "ذا تليجراف".
أظهرت بيانات جديدة أن روسيا تتوسع في أوكرانيا بواحد من أسرع معدلاتها منذ بدء الحرب، وذلك قبل قمة داونينج ستريت الطارئة، بعد أن سيطر جيش الكرملين على 200 ميل مربع من الأراضي في نوفمبر، بزيادة عن 100 ميل مربع في الشهر السابق، بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي.
من المقرر أن يستضيف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي في داونينج ستريت، يوم الاثنين، في قمة تم ترتيبها على عجل بشأن تقدم محادثات السلام، بانضمام كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز.
دعت خطة سلام مكونة من 28 نقطة، أعدتها الولايات المتحدة وروسيا، أوكرانيا إلى تسليم الأراضي في منطقة دونباس الشرقية التي لم تسيطر عليها موسكو، وقبول القيود على حجم قواتها المسلحة.
وأثارت الخطة اعتراضات شديدة في كييف وأوروبا، التي ضغطت معًا من أجل التوصل إلى بديل مخفف من عشرين نقطة تم تقديمه إلى فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.
وصرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيسيطر على منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا، إما بالقوة أو من خلال المفاوضات. تضمنت خطة لإنهاء الحرب، وُضعت بالتعاون مع إدارة دونالد ترامب، تسليم أوكرانيا مساحات شاسعة من الأراضي، وقد رفضت أوكرانيا وأوروبا هذه المقترحات.
تُنذر المكاسب في الأراضي بإقناع ترامب بضرورة تحقيق السلام وفقًا لشروط روسيا، وأن إرسال الأسلحة والمساعدات إلى كييف كان هدرًا للوقت.
كما تتقدم روسيا حول مدينة سيفيرسك الشرقية الصغيرة في دونيتسك، في إطار حملتها الأوسع نحو مدينة سلوفيانسك "الحصن".
التحركات الدولية وضغوط واشنطن على الحلفاء الأوروبيين
صرّح زيلينسكي بأنه أجرى "مكالمة هاتفية مطوّلة ومهمة" مع ستيف ويتكوف، مبعوث البيت الأبيض إلى روسيا، وجاريد كوشنر، صهر السيد ترامب الذي يُساعد في المفاوضات.
بعد المكالمة بوقت قصير، شنّ بوتين هجومًا صاروخيًا وطائرات مُسيّرة قاتلًا، استهدف المدن الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات القطارات.
لكن قمة داونينج ستريت تأتي بعد أيام فقط من إصدار البيت الأبيض لاستراتيجية الأمن القومي التي اتهم فيها المسؤولين الأوروبيين بـ"التمسك بتوقعات غير واقعية للحرب" والعمل على عرقلة الاتفاق مع روسيا ضد رغبات "أغلبية" السكان.
وتأتي المحادثات في الوقت الذي أبلغت فيه واشنطن أوروبا أنها تريد أن تتولى غالبية القدرات الدفاعية التقليدية لحلف شمال الأطلسي، من الاستخبارات إلى الصواريخ، بحلول عام 2027. وتأتي هذه الخطوة في إطار التحول المستمر الذي تبنته إدارة ترامب بعيدًا عن الاتحاد.
وتم نقل هذه الرسالة خلال اجتماع عقد في واشنطن هذا الأسبوع بين موظفي البنتاجون المشرفين على سياسة حلف شمال الأطلسي وعدد من الوفود الأوروبية، بأن تحويل هذا العبء من الولايات المتحدة إلى الأعضاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي من شأنه أن يغيّر بشكل جذري الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة، العضو المؤسس في التحالف بعد الحرب، مع شركائها العسكريين الأكثر أهمية.
وفي الاجتماع، أشار مسؤولون في البنتاجون إلى أن واشنطن لم تكن راضية بعد عن الخطوات التي اتخذتها أوروبا لتعزيز قدراتها الدفاعية منذ الحرب الروسية الموسعة على أوكرانيا في عام 2022.