نشرت القناة السابعة الإسرائيلية ملامح خطة حكومية ومالية واسعة النطاق، تكشف عن سباق محموم لترسيخ الوجود الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وتثبيت وقائع جديدة على الأرض عبر استثمارات ضخمة تمتد لسنوات، وذلك بالتوازي مع إعلان عسكري يعتبر أن "الخط الأصفر" في غزة قد أصبح حدودًا جديدة لإسرائيل.
ميزانيات واستيطان
ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية أن وزارة المالية الإسرائيلية قدمت خطة استيطانية بقيمة 2.7 مليار شيكل تشمل إنشاء 17 مستوطنة جديدة، وتدعيم 36 مستوطنة وبؤرة استيطانية قيد التسوية، إضافة إلى تحسين البنى التحتية وشق الطرق والاستثمار في الأمن.
وتتضمن الخطة وضع نحو 20 كرفانًا في كل مستوطنة جديدة ضمن بند “مراكز الاستيعاب” لإسكان العائلات فورًا وإتاحة التوسع، وسيتم تخصيص 338 مليون شيكل للمستوطنات والبؤر قيد التنظيم لإنشاء شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والمباني العامة.
بنية تحتية وأمن
أوضحت القناة أن الخطة تشمل دعمًا إضافيًا للمستوطنات القائمة بقيمة 734 مليون شيكل، منها 434 مليونًا توزع وفق عدد السكان بهدف تحسين البنى التحتية، كما سيتم تخصيص 300 مليون شيكل للمجالس المحلية في الضفة الغربية.
وفي قطاع الأمن والطرق، ستُستثمر 440 مليون شيكل، بينها 150 مليونًا لحماية الحافلات العامة لمدة ثلاث سنوات، بزيادة كبيرة عن الميزانية السابقة البالغة 36 مليون شيكل، وسيُخصص 140 مليون شيكل لشق طرق جديدة بما يتناسب مع متطلبات الجيش الإسرائيلي.
سيطرة على الضفة
وتركز الخطة على تعزيز السيطرة الإسرائيلية في شمال الضفة عبر نقل قواعد عسكرية إلى ما وراء الخط الأخضر، وخصوصًا في المنطقة المذكورة، ونقل مكتب الوزير بتسلئيل سموتريتش أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة تثبيت السيطرة التي تقلصت في الماضي بموجب اتفاقيات أوسلو، مع التركيز على مستوطنة شانور التي يجري إخلاؤها بموجب قانون فك الارتباط، حيث يسعى المستوطنون إلى العودة إليها تنفيذًا لقرار حكومي لضمان وجود يهودي دائم فيها.
وأفادت صحيفة إسرائيل اليوم، بأن الخطة الحكومية تتضمن استثمارات خلال خمس سنوات لتعزيز الوجود الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وتشمل الخطة نقل قواعد عسكرية وتوسيع البنى التحتية للمستوطنات القائمة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن سموتريتش وصف الضفة الغربية بأنها "حزام أمني لإسرائيل"، مؤكدًا أنه يفخر بقيادة سياسية "تلغي فكرة تقسيم إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية".
ردود فلسطينية غاضبة
وأثارت الخطة ردود فعل فلسطينية غاضبة، حيث اعتبرتها وزارة الخارجية الفلسطينية "استخفافًا بالقانون الدولي"، فيما وصفتها حركة حماس بأنها محاولة لفرض واقع استيطاني جديد، يشكل عقبة رئيسية أمام حل الدولتين الذي تدعمه معظم الدول.
من جهة أخرى، نقلت "إسرائيل اليوم" عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير قوله إن "الخط الأصفر" في قطاع غزة أصبح خطًا حدوديًا جديدًا لإسرائيل.
وخلال جولة ميدانية مع قادة الجيش، قال زامير إن المؤسسة العسكرية تستعد لما وصفه بـ "سيناريو حرب مفاجئة"، مضيفًا أن الجيش يعمل على إزالة التهديدات في مختلف المناطق.
وأكد زامير أن الخط الأصفر يمثل "خط دفاع أمامي للمستوطنات"، وأن الجيش يملك "حرية التصرف" في غزة والقطاعات العسكرية الأخرى، مشيرًا إلى أن الجيش "لن يسمح لحماس بإعادة تأسيس وجودها"، وأن القوات الإسرائيلية تسيطر على أجزاء كبيرة من قطاع غزة وتقف على خطوط السيطرة.