الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا تستنجد بالغاز اليوناني.. فضائح الطاقة تنفجر في وجه زيلينسكي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء اليونان

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تسعى روسيا إلى إخضاع أوكرانيا قبل حلول الشتاء بهجماتها المكثفة على البنية التحتية للطاقة، ما دفع كييف إلى اللجوء لليونان لتزويدها بالغاز الطبيعي الأمريكي المسال، وسط توقعات ببدء عمليات التسليم خلال أسابيع قليلة.

تُوطد اليونان وأوكرانيا علاقاتهما في مجال سياسات الطاقة، ويتمثل المحور الرئيسي في ما يُسمى بممر الغاز العمودي، الذي سيتدفق عبره المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الموانئ اليونانية إلى جنوب شرق أوروبا، ومنها إلى أوكرانيا، وقد وقّع الجانبان اتفاقية في أثينا تهدف إلى توفير إمدادات إضافية لكييف خلال الشتاء المقبل والسنوات المقبلة.

بينما تشنُّ روسيا أخيرًا هجمات واسعة النطاق على منشآت إمدادات وإنتاج الطاقة في أوكرانيا، ووفقًا لكييف، شنّت موسكو أعنف غاراتٍ جوية على منشآت الغاز الأوكرانية الشهر الماضي منذ بدء الحرب الروسية في 2022، وأفادت التقارير بأن هذه الهجمات شلّت نحو 60٪ من الإنتاج.

الحرب الروسية الأوكرانية

في الوقت نفسه يعتزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي إصلاح شركات الطاقة الحكومية بعد كشف مخطط رشاوى بقيمة 100 مليون دولار، إذ أعلن الرئيس الأوكراني عن خطة لتنظيف قطاع الطاقة في البلاد بعد مزاعم محققي مكافحة الفساد بوجود مخطط رشاوى، في واقعة وصفتها وسائل الإعلام بأسوأ فضيحة خلال فترة رئاسته.

قال زيلينسكي، إن تعليمات صدرت للمسؤولين الحكوميين بالحفاظ على تواصل دائم وهادف مع أجهزة إنفاذ القانون ومكافحة الفساد، ويجب الرد بسرعة وعدالة على أي مخطط يُكشف في هذه الشركات.

وأضاف أنه وجّه الحكومة بتقديم قانون عاجل إلى البرلمان الأوكراني لإجراء تغييرات على تشكيل الهيئة التنظيمية الرئيسية للطاقة، وهي الهيئة الوطنية لتنظيم الطاقة والمرافق، كما وعد بتعيين قادة جدد في هيئات الطاقة الأخرى.

كان مكتب مكافحة الفساد الأوكراني أعلن يوم الاثنين الماضي أنه يحقق مع عصابة إجرامية وراء مخطط أُجبرت بموجبه أطراف شركة إنيرجوأتوم على دفع عمولات تتراوح بين 10% و15 لتجنب تجميد المدفوعات أو فقدان وضعهم كموردين.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية لاحقًا أن أحد كبار الشخصيات المتورطة هو تيمور مينديتش، رجل أعمال وشريك في ملكية شركة إنتاج إعلامي أسسها زيلينسكي قبل توليه الرئاسة.

الهجمات الروسية على منشأت الطاقة

جاءت وعود الإصلاح قبيل وصول زيلينسكي إلى أثينا اليوم الأحد لتوقيع اتفاقية تُمكّن أوكرانيا من استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة خلال فصل الشتاء، وتسعى الحكومة الأوكرانية جاهدةً لإيجاد بدائل لتعويض الخسائر الناجمة عن الهجمات الروسية المتواصلة على البنية التحتية للطاقة.

وتنص الاتفاقية بين شركة الغاز الحكومية اليونانية "ديبا كوميرشال" ونظيرتها الأوكرانية "نفتوغاز" على توريد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوكرانيا عبر اليونان في الفترة ما بين ديسمبر 2025 ومارس 2025.

وأعرب الرئيس الأوكراني عن امتنانه لنظيره الأمريكي دونالد ترامب على إمدادات الطاقة الأمريكية عبر اليونان، قائلاً: "يُشكّل هذا الشتاء، في ظلّ الطائرات المسيّرة والصواريخ والضربات اليومية الروسية، تحديًا كبيرًا لأوكرانيا وشعبها".

ويواجه زيلينسكي، الذي من المقرر أن يسافر أيضًا إلى فرنسا وإسبانيا هذا الأسبوع لتوقيع اتفاقيات مساعدات عسكرية، ضغوطًا لإثبات لحلفائه الأوروبيين أنه جاد في معالجة الفساد، وهو شرط أساسي لكي تصبح أوكرانيا دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب لوكالة أسوشيتد برس للأنباء إن زيلينسكي كان عليه التعامل بسرعة مع مزاعم الفساد، لكنه أشاد أيضًا بقيادته في زمن الحرب وحثّ الزعماء الأوروبيين على زيادة الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا.

تأتي هذه الفضيحة في وقتٍ عصيب، إذ تواجه كييف عجزًا وشيكًا في الميزانية، بينما يواجه الاتحاد الأوروبي طريقًا مسدودًا بشأن قرضٍ بقيمة 140 مليار يورو، مُستندًا إلى أصولٍ روسيةٍ مُجمدة.

وقد استغل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يُعيق تقدّم محادثات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، تحقيقَ مكافحة الفساد، مُدّعيًا أنه كشف عن "شبكة مافيا من زمن الحرب" ذات علاقاتٍ لا تُحصى مع زيلينسكي.