الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط تحدي مادورو.. ترامب يقع في مأزق فنزويلا

  • مشاركة :
post-title
الإدارة الأمريكية تواجه أزمة سياسية في مواجهة النظام الفنزويلي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تعيش الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب أزمة سياسية واستراتيجية متزايدة في مواجهة النظام الفنزويلي بقيادة نيكولاس مادورو، وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تحولت محاولة تغيير النظام في كاراكاس إلى مأزق معقد على عدة مستويات، فيما يتصاعد الجدل حول أفعال محتملة تُصنف كـ"جرائم حرب" داخل الولايات المتحدة نفسها، وذلك في ظل استمرار الرئيس الفنزويلي في تحديه العلني، ووسط ضغوط متزايدة على البيت الأبيض لإعادة تقييم الخيارات.

تحدي مادورو

اجتمع الرئيس الأمريكي ترامب مع كبار مسؤولي الأمن القومي في المكتب البيضاوي مساء الاثنين لتقييم الخطوات المقبلة في المواجهة التي خرجت عن السيطرة، سواء داخل فنزويلا أو في واشنطن.

وقبل ذلك، ظهر مادورو في تجمع شعبي في كاراكاس بتحدٍّ واضح، رافضًا مغادرة السلطة رغم دعوات الولايات المتحدة، ومؤكدًا: "لا نريد سلام العبيد، ولا سلام المستعمرات".

وتزداد هشاشة الوضع السياسي المحلي لحملة ترامب مع تصاعد الجدل داخل الولايات المتحدة حول غارة أمريكية في منطقة البحر الكاريبي أُفيد بمقتل أفراد طاقم قارب يُزعم تهريبه للمخدرات، وهو ما أثار اتهامات محتملة بـ"جرائم حرب"، إذ حذّر الديمقراطيون في الكونجرس من هذه الاتهامات، كما أبدى بعض الجمهوريين استياءً نادرًا واستعدادًا لمساءلة الإدارة.

توتر عسكري وسياسي

تتصاعد الضغوط على واشنطن، مع وجود أسطول حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" وسفن أخرى قبالة سواحل فنزويلا، ويواجه وزير الدفاع بيت هيجسيث، الذي أثار تعيينه جدلاً بسبب قلة خبرته وأسلوبه الفظ، انتقادات متزايدة مع مطالب ديمقراطية باستقالته.

وحسب "سي إن إن"، يضع تحدي مادورو كبار المسؤولين في الإدارة، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين ووزير الخارجية ماركو روبيو، أمام معضلة استراتيجية تتزايد تعقيدًا، إذ أعلن مادورو نيته شن هجمات على عصابات المخدرات واعتبر المجال الجوي لفنزويلا مغلقًا، وهو ما يضع ترامب أمام اختبار مصداقية تهديداته العسكرية دون جر البلاد إلى صراع مسلح.

خيارات محدودة

تأمل واشنطن أن يؤدي الضغط العسكري والسياسي إلى إجبار مادورو على قبول المنفى أو الإطاحة به من داخل دائرته، لكن حتى الآن، لم ينهار النظام، مما يضع ترامب أمام اختبار حقيقي حول مدى التزامه بتهديداته باستخدام القوة.

وتبدو الخيارات العسكرية محدودة، إذ لا تُطرح فكرة غزو شامل لفنزويلا، وإنما تتركز على استهداف مواقع تهريب المخدرات أو قواعد عسكرية، لكن هذه الهجمات قد توحد الدعم الشعبي لمادورو وتعزز من موقفه، بينما يمكنها إضعاف ترامب داخليًا إذا نتج عنها خسائر مدنية أو عسكرية.

يُضاف إلى ذلك أن الهجوم الأخير على قارب تهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي أثار موجة من الانتقادات داخل واشنطن، بما في ذلك تساؤلات قانونية وأخلاقية حول ضربة ثانية أُعطيت بحق الناجين، وهو ما وصفه البعض بأنه قد يشكل جريمة حرب.

جدل قانوني

ورفض وزير الدفاع هيجسيث التقارير التي وصفت الضربة الثانية بأنها «مفبركة»، مؤكدًا دعمه الكامل للقائد المسؤول عن تنفيذها، الأدميرال فرانك م. برادلي، إلا أن العديد من المشرعين، من كلا الحزبين، عبروا عن قلقهم الشديد، وطالبوا بتقديم توضيحات حول الأوامر القانونية التي صدرت، مع مخاوف من خرق القوانين الدولية.

وفي ظل هذه الانتقادات، تواجه الإدارة الأمريكية صعوبة في توحيد موقف داخلي داعم لاستراتيجيتها في فنزويلا، وسط تخوف متزايد من تداعيات سياسية قد تُضعف من سلطة ترامب، خصوصًا في وقت تُظهر فيه استطلاعات الرأي رفضًا واسعًا لأي عمل عسكري هناك.

ويجد ترامب نفسه في مأزق معقد، تحيط به ضغوط عسكرية وقانونية وسياسية، مع خيارات محدودة لإخراج البلاد من هذا المستنقع، سواء في واشنطن أو كاراكاس.