الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إستراتيجية المسار المزدوج.. واشنطن تناور مادورو بالمفاوضات والتصعيد العسكري

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الأسبوع الماضي، بحضور وزير الخارجية ماركو روبيو، في تطور مفاجئ يأتي بالتوازي مع تصعيد عسكري أمريكي غير مسبوق في منطقة الكاريبي واستمرار التهديدات باستخدام القوة لإسقاط النظام الفنزويلي.

لقاء محتمل وتصنيف إرهابي

وأفادت مصادر متعددة مطلعة على الأمر لصحيفة "نيويورك تايمز"، طلبت عدم الكشف عن هويتها لعدم تفويضها بالتحدث علنًا، بأن المكالمة جرت في أواخر الأسبوع الماضي، وتضمنت بحث إمكانية عقد لقاء مباشر بين الرئيسين داخل الأراضي الأمريكية، رغم عدم وجود خطط محددة لمثل هذا اللقاء حتى الآن، كما أكد شخصان مقربان من الحكومة الفنزويلية حدوث الاتصال المباشر، بينما رفض البيت الأبيض التعليق ولم ترد الحكومة الفنزويلية على طلبات التعليق.

يكتسب توقيت هذا الاتصال أهمية خاصة، إذ جاء قبل أيام قليلة من دخول قرار وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف مادورو زعيمًا لمنظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ، إذ اعتبرت الإدارة الأمريكية أن مادورو يقود ما يُعرف بـ"كارتل ديل لوس سولس"، في خطوة تصعيدية على المستوى القانوني والسياسي.

حشد عسكري ضخم

في المقابل، تواصل واشنطن بناء وجود عسكري هائل في منطقة الكاريبي موجه بشكل مباشر ضد فنزويلا، حسبما أوردت نيويورك تايمز، إذ أرسلت الإدارة الأمريكية مجموعة حاملة طائرات إلى المياه القريبة من فنزويلا، وحلقت قاذفات تابعة للقوات الجوية فوق المنطقة، كما أعدت خططاً لعمليات سرية وأطلقت تهديدات متكررة باستخدام القوة العسكرية.

وتستخدم الإدارة الأمريكية بالفعل ضربات صاروخية لقصف قوارب فنزويلية يقول المسؤولون الأمريكيون إنها تهرب المخدرات، في إطار موقف عدائي أوسع تجاه حكومة مادورو التي بقيت في السلطة بعد انتخابات 2024 التي وصفتها الولايات المتحدة بالمزورة.

وفي مساء عيد الشكر، أعلن ترامب، وهو محاط بقادة عسكريين في منتجع مار-أ-لاجو، أن الجهود لوقف مهربي المخدرات ستنتقل قريبًا إلى عمليات برية، قائلًا للصحفيين: "العمليات البرية أسهل، وستبدأ قريبًا جدًا".

خيارات متطرفة

كشفت الصحيفة الأمريكية أن الإدارة درست مجموعة واسعة من الخيارات تجاه فنزويلا، بما في ذلك السيطرة المباشرة على حقول النفط الفنزويلية، ويقود روبيو، الذي يصف مادورو بأنه "رئيس غير شرعي"، الجهود ضد القيادة الفنزويلية داخل الإدارة الأمريكية، مع هدف معلن بإزالة مادورو من السلطة، ربما بالقوة.

وكانت نيويورك تايمز كشفت في أكتوبر الماضي أن مادورو عرض على الولايات المتحدة حصة كبيرة في حقول النفط الفنزويلية، بالإضافة إلى مجموعة من الفرص الأخرى للشركات الأمريكية، في محاولة لتهدئة التوترات المتصاعدة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين قطعوا تلك المناقشات مطلع الشهر الماضي، لأن مادورو أصر على البقاء في منصبه كشرط أساسي.

إستراتيجية المسار المزدوج

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا الاتصال الهاتفي الأخير يعكس نمطًا معروفًا في أسلوب ترامب في التعامل مع الخصوم، إذ يتبنى مسارًا مزدوجًا يجمع بين المحادثات والمناقشات من جهة، والتهديدات باستخدام القوة من جهة أخرى، في حين يبقى من غير الواضح ما تعنيه هذه المكالمة بالنسبة لنهج الإدارة تجاه مادورو على المدى الطويل.