الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السلام أو المشكلات.. خطوة روسيا التالية تثير قلق الحلفاء

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عندما يصل ستيف ويتكوف، ممثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإجراء محادثات في موسكو هذا الأسبوع، فمن المرجّح أن يحظى بترحيب حار، لكن برغبة ضئيلة في تقديم تنازلات، حيث صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يتوقع أن تُشكّل نسخة خطة السلام التي انبثقت عن المحادثات الأمريكية الأوكرانية في جنيف أساسًا لـ"نقاش جاد".

في الوقت نفسه، صرّح بوتين، يوم الخميس، بأن جميع نقاط الخطة الأصلية، البالغ عددها 28 نقطة، مهمة لموسكو، على الرغم من التقارير التي أفادت بموافقة الأمريكيين على حذف عدد منها وإعادة صياغة أخرى.

ويشير تحليل لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية إلى أن "هذا يعني أن بوتين لا يزال متمسكًا بنهجٍ مُتشدد، إما أن تقبله أو ترفضه. إذا كان الأمر كذلك، فسيكون ذلك إهانةً كبيرةً لترامب، الذي استمر في الترويج لفرص التوصل إلى اتفاق".

أيضًا يعكس هذا مدى ثقة الكرملين "لديه بعض الانتصارات الميدانية ليعلن عنها، بما في ذلك التقدم الأخير في بوكروفسك، وتستمر حملة الضربات ضد البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا، مع انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، وحُرم الآلاف في كييف من الكهرباء بعد هجمات صاروخية مساء الجمعة".

بين الدبلوماسي والانتهازي

تشير الصحيفة البريطانية إلى أنه "من السهل افتراض أن بوتين يتصرف كالمعتاد ومحاولًا تصوير زيلينسكي على أنه عقبة أمام طموحات ترامب، ولتضخيم التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا".

لكن مع ذلك، من غير المرجح أن يكون قد اختار بشكل قاطع إغلاق باب المفاوضات "بوتين، بحكم تكتيكه وطبعه، انتهازي، يسعى لإبقاء خياراته مفتوحة لأطول فترة ممكنة".

أوضح بوتين أنه مستعد للانسحاب من أي اتفاق لأنه يشعر أنه ينتصر في ساحة المعركة. وقال في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: "إذا لم تنسحب القوات الأوكرانية من الأراضي التي يطالب بها، فسننفذ ذلك بقوة السلاح. هذا كل شيء."مع ذلك فهو يُدرك، ولو جزئيًا، التكاليف المترتبة على استمرار الحرب.

أيضًا تؤدي الخسائر البشرية إلى ارتفاع تكاليف الحرب. حتى الآن، تمكنت موسكو من مواصلة تجنيد نحو 30 ألف متطوع شهريًا، وهو ما يكفي لتغطية خسائرها، لكن المكافآت التي يتعين عليها تقديمها آخذة في الارتفاع "وبالتالي، فإن القدرة على تجنب إرسال المجندين أو جنود الاحتياط المعبأين للقتال -وهو أمر سيكون غير شعبي للغاية- تعتمد على وضع الميزانيات".

لذلك، من المرجّح أن يتخذ بوتين موقفًا متشددًا مع الإشارة إلى ما هو على استعداد لتقديمه من تنازلات وما هو غير مستعد لتقديمه.

حوافز للسلام

يشير التحليل إلى أن ترامب، الذي غالبًا ما يُهوس بالمكانة الاجتماعية ومظاهر الاحترام العلنية، يعتبر اللفتات الرمزية، كالسماح لروسيا بالعودة إلى مجموعة الدول الصناعية الثماني (مجموعة الدول السبع حاليًا)، حافزًا قويًا لبوتين لإبرام صفقة. لكن يبدو أن الزعيم الروسي غير مُقتنع.

ويلفت التحليل إلى أنه "بدلاً من ذلك، يريد بوتين ضمانًا صريحًا ومباشرًا بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووعدًا بتخفيف العقوبات تدريجيًا، والخمس المتبقي من منطقة دونيتسك الذي لم يُحتل بعد".

يضيف: "أشار بوتين إلى أنه سيكتفي بالاعتراف بالسيطرة الفعلية على الأراضي المحتلة، دون المطالبة المطلقة بالاعتراف بذلك بموجب القانون الدولي، وهو أمر يكاد يكون مستحيلًا على أي حال، لا سيما أن أوكرانيا ستحتاج إلى إجراء استفتاء على إعادة صياغة دستورها. لكن تسليم الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة قواتها يبدو أمرًا غير مقبول بالنسبة لكييف، وهو أمر مفهوم".

ضد أوروبا

ترى "ذا تايمز" أنه إذا فشل كل شيء آخر، سيستغل بوتين الجولة المقبلة من المحادثات لمحاولة توسيع أي خلاف عبر الأطلسي "وبينما يحاول كل من ترامب -وإلى حد ما زيلينسكي- الانخراط في عملية السلام، فإن مزاعم بوتين بأن القادة الأوروبيين يسعون بنشاط لتخريبها تحظى ببعض التعاطف في واشنطن، وحتى في أوروبا نفسها".

وفي وقت سابق، قال بوتين إنه لا يجد مشكلة في صياغة ضمانة رسمية بعدم مهاجمة أوروبا، وزعم أن التأكيدات الغربية الأخيرة بأن روسيا قد تتحدى حلف شمال الأطلسي في وقت مبكر من عام 2029 تم نشرها من قبل أفراد "غير سليمي العقل تمامًا أو من نوع معين من المحتالين" إما كجماعات ضغط لصناعات الدفاع، أو لصرف الانتباه عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في أوروبا.

وتلفت الصحيفة إلى أنه "كلما بدا أن القادة الأوروبيين، في سعيهم لمنع كييف من إجبارها على صفقة سيئة، يُعيقون أجندة ترامب، زادت فرص موسكو في لعب دور "فرّق تسد"، وتجنب اللوم في حال فشل المفاوضات".

مع ذلك، كلما قلّ توحد الغرب وزادت الفوضى في أوكرانيا، قلّ الضغط الذي قد يشعر به بوتين للتوصل إلى اتفاق.