الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ميزان القوة سيختل.. انتصار روسيا أو خسارتها عبء على أوروبا

  • مشاركة :
post-title
الحرب الروسية الأوكرانية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في خضم الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا وما تفرزه من تداعيات سياسية واقتصادية واسعة، تكشف دراسة حديثة عن أرقام صادمة تشير إلى أن انتصار روسيا لن يكون مجرد تحول استراتيجي في ميزان القوة، بل عبء مالي مضاعف على أوروبا مقارنة بكلفة دعم أوكرانيا نحو النصر.

سيناريوهات عسكرية واقتصادية

حددت دراسة أجراها مركز "كوريسك" و"المعهد النرويجي للشؤون الدولية"، ونُشرت في 25 نوفمبر، سيناريوهين عسكريين واقتصاديين للحرب الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن انتصار روسيا سيكلف أوروبا ضعف تكلفة انتصار أوكرانيا.

في السيناريو الأول، تتقدم القوات الروسية تدريجيا غربًا نحو نهر دنيبرو، ما يجبر أوكرانيا على قبول تسوية تفاوضية تخدم موسكو، ويفيد التقرير بأن هذه النتيجة ستمثل انتصارًا جزئيًا لروسيا يمنحها نفوذًا على التوجه السياسي والاقتصادي لأوكرانيا، بما في ذلك ملفي عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

كما تحذّر الدراسة من احتمال فقدان أوكرانيا نصف أراضيها، وزعزعة استقرارها السياسي، وتراجعها الديمقراطي، إضافة إلى خطر انهيار الدولة، وقد يؤدي ذلك إلى فرار ما بين 6 و11 مليون أوكراني نحو أوروبا، بتكاليف لجوء تتراوح بين 524 و952 مليار يورو خلال أربع سنوات.

وتقدر الدراسة أن الإنفاق الدفاعي الإضافي لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي سيرفع التكلفة الإجمالية لأوروبا في السيناريو الأول إلى ما بين 1.2 و1.6 تريليون يورو.

تداعيات محتملة

تشير الدراسة إلى أنه بعد التوصل إلى تسوية تفاوضية، قد تعيد روسيا توجيه مواردها العسكرية نحو مولدوفا أو دول البلطيق أو منطقة الشمال الأوروبي.

وفي هذه الحالة، ستجد الحكومات الأوروبية نفسها أمام ضرورة تعزيز الدفاعات وبناء قوة ردع في منطقتي البلطيق والقطب الشمالي، إلى جانب التعامل مع ضغوط سياسية متصاعدة ناتجة عن الهجرة والاستقطاب الداخلي.

انتصار أوكرانيا

في السيناريو الثاني، وهو انتصار أوكرانيا، ترى الدراسة أن التكلفة ستكون أقل بكثير بالنسبة لأوروبا.

وتوضح أن أوكرانيا، بدعم مناسب، يمكنها إعادة بناء قوتها القتالية وتنفيذ عمليات هجومية مشابهة لهجماتها عام 2022، ما يمكّنها من استعادة أراض محتلة وإجبار روسيا على محادثات سلام تحمي مصالح كييف.

ولتحقيق ذلك، تحتاج أوكرانيا إلى تدفق سريع للمعدات العسكرية، يشمل 1500 إلى 2500 دبابة قتالية، و2000 إلى 3000 نظام مدفعية خلال عام أو عامين، إضافة إلى ما يصل إلى 8 ملايين طائرة بدون طيار، وأنظمة دفاع جوي وصواريخ استراتيجية.

ويشير التقرير إلى أن توفير هذه الإمكانات سيساعد أوكرانيا على وقف التقدم الروسي واستعادة مناطق استراتيجية، وتمهيد الطريق للتطبيع السياسي والانتعاش الاقتصادي، وتسريع اندماجها في الاتحاد الأوروبي وعودة اللاجئين وتقليل مخاطر الاستثمار.

كلفة أقل

تقدر الدراسة التكلفة الإجمالية التي ستتحملها أوروبا لتحقيق النصر الأوكراني بما بين 522 و838 مليار يورو خلال أربع سنوات، أي نحو نصف تكلفة انتصار روسي.

كما يشير التقرير إلى أن مصادرة الأصول الروسية المجمدة قد تخفض النفقات الأوروبية بنسبة تصل إلى 50%.

ورغم اختلاف السيناريوهين، تتوقع الدراسة أن تتحمل أوروبا الجزء الأكبر من الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، بينما ستتوقف الولايات المتحدة في نهاية المطاف عن تقديم هذا الدعم.

تأتي نتائج الدراسة في وقت يزداد فيه الضغط للحصول على تمويل جديد لأوكرانيا، التي يتوقع أن تنفد مواردها المالية بحلول منتصف عام 2026.

وبموجب خطة "قرض التعويضات" التي تقودها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ستقرض أوروبا أوكرانيا ما يقرب من 140 مليار يورو من احتياطيات البنك المركزي الروسي المجمدة.

ورغم وجود معارضة من بعض قادة أوروبا، فإن المفوضية الأوروبية ومعظم الدول الأعضاء يدعمون الخطة، ويهدفون إلى إقرارها في اجتماع المجلس الأوروبي يومي 18 و19 ديسمبر.