الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تمنح روسيا أراضي إضافية.. خطة ترامب للسلام في أوكرانيا تثير صدمة أوروبا

  • مشاركة :
post-title
أندريه يرماك رئيس مكتب رئيس أوكرانيا ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في جنيف

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

على الرغم من علم كبار المسؤولين الأوروبيين بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل على خطة لإحلال السلام في أوكرانيا، إلا أنهم فوجئوا بأن الخطة المؤلفة من 28 نقطة لم تمنح روسيا أي تسهيلات حقيقية، بل بدا أنها تمنحها أراضي أكبر مما استولى عليه الجيش الروسي على الأرض، مقابل تكلفة زهيدة للغاية.

وعندما انكشفت الخطة، أدرك الحلفاء أن أوروبا استُبعدت من جهود إدارة ترامب لإنهاء أكبر حرب برية شهدتها القارة منذ الحرب العالمية الثانية. كما ستُجبر حلف شمال الأطلسي "الناتو" على رفض انضمام أوكرانيا رسميًا، مُبطلةً بذلك رغبة أوروبية في انضمام الأوكرانيين إلى الحلف.

وبين قادة القارة العجوز كان المستشار الألماني فريدريش ميرز، الذي علم لأول مرة بخطة السلام الأمريكية، الخميس الماضي، من خلال عناوين الأخبار بدلًا من سماعها من المسؤولين الأمريكيين.

ووفق ما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أُصيب "ميرز" بالذهول من محتوى الخطة، ومن الطريقة التي علم بها. واضطر فريقه للتواصل عدة مرات لترتيب مكالمة هاتفية مساء الجمعة، مع ترامب للحصول على توضيح.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبا في البيت الأبيض
صدمة وعدم تصديق

في تقريرها، تلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب "همّش أوروبا في نقاشاتٍ حول شؤونها الداخلية"، بينما القارة محصورة بين قوى متنافسة، وقادتها يسعون جاهدين لبسط نفوذهم في عالم كانت دولهم تهيمن عليه سابقًا.

وفي الأيام التي تلت تسريب الخطة الأمريكية، بذل القادة الأوروبيون، جهودًا حثيثة لعكس مسار الأمور، مستخدمين أساليب الإقناع والمناورات السرية لدفع إدارة ترامب نحو موقف أكثر قبولًا.

وقالت "نيويورك تايمز": "أُلغيت الخطط، ورُتبت اجتماعات محمومة. استقل عدد من المبعوثين أول رحلة جوية ممكنة من جوهانسبرج، حيث كانوا يلتقون نظراءهم من مجموعة العشرين، إلى جنيف في محاولة لإقناع المسؤولين الأمريكيين بتغيير مسارهم. وتمكن زعماء أوروبا بحلول مساء الأحد، من إحباط بعض ما اعتبروه أسوأ تجاوزات خطة ترامب لأوكرانيا".

ووصف أندرس راسموسن، الأمين العام السابق لحلف الناتو، "تحالف الراغبين" في أوروبا، الذي تم تهميشه من قبل ترامب بأنه أصبح "تحالف المنتظرين".

وكان العديد من وزراء خارجية أوروبا سمعوا لأول مرة عن خطة ترامب، الخميس الماضي في بروكسل، عندما كانوا في طريقهم إلى اجتماع مخطط له منذ فترة طويلة بشأن السودان، وكذلك أوكرانيا.

وأثار الاقتراح المُسرّب، الذي نُشر في وسائل إعلام، دهشتهم، فقد أشار إلى منع حلف الناتو من نشر قوات في أوكرانيا ما بعد الحرب، مُحبطًا بذلك اقتراحًا فرنسيًا وبريطانيًا بإرسال قوات حفظ سلام إلى هناك. وتضمن خطة للإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الروسية المُجمّدة، التي يأمل الكثيرون في أوروبا إقراضها لأوكرانيا.

وبحلول الجمعة، بدأ ترامب وإدارته بالتحدث مع نظرائهم الأوروبيين. وصرّح دان دريسكول، وزير الجيش الأمريكي، في اجتماع عُقد بأوكرانيا، بأن الدول الأوروبية استُبعدت من المفاوضات لتجنب "وجود عدد كبير من الطهاة"، وفقًا لمسؤولين حضروا الاجتماع.

وأضافوا أن دريسكول قال إن "المسؤولين الأوروبيين أصبحوا أكثر قربًا من نظرائهم الأوكرانيين"، ما حال دون تقييم الحرب بموضوعية.

قادة أوروبا ورئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي في قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج
محاولة المشاركة

بحلول الوقت الذي اجتمع فيه رؤساء الوزراء والرؤساء الأوروبيون، السبت، في قمة مجموعة العشرين بجنوب إفريقيا، توصلوا إلى نتيجة عملية، وإن كانت غير مستساغة "إذا أراد قادة أوروبا استعادة مكانتهم على الطاولة، فعليهم التفاعل والتحدث بصوت واحد"، وفقًا لما نقل التقرير عن أربعة مسؤولين.

لكن بدلًا من معارضة ترامب، قرر الأوروبيون مجاملته. ورغم كل تحفظاتهم بشأن الخطة، أصدر القادة بيانًا أشاروا إلى أنها قد تكون نقطة انطلاق "نرحب بالجهود الأمريكية المتواصلة لإحلال السلام في أوكرانيا. نعتقد أن المسودة تُشكل أساسًا سيتطلب عملًا إضافيًا".

ولكي يثبتوا وجهة نظرهم، تعين على كبار الدبلوماسيين الأوروبيين التوجه سريعًا إلى جنيف، حيث من المقرر أن يعقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قمة على عجل، الأحد مع نظرائه الأوكرانيين.

مع بزوغ فجر الأحد في سويسرا، ظلت أوروبا على حافة الهاوية. اجتمع عدد من المسؤولين الأوروبيين في البعثة الألمانية، إذ انتظروا للقاء فريق روبيو. تحدثوا مع نظرائهم الأوكرانيين، ووضعوا إستراتيجياتهم. وأثمرت هذه الجهود في وقت متأخر من اليوم.

وفقًا لخمسة مسؤولين، التقى الأمريكيون بهم أخيرًا. وأدى هذا التواصل والضغط من الأوكرانيين، إلى تحقيق تقدم طفيف. إذ أبلغ روبيو، الأوروبيين سرًا أن القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على الدول الأوروبية لن تُدرج بعد الآن في المناقشات الحالية، وفقًا لأحدهم.

وبحلول الوقت الذي قدم فيه روبيو إحاطة للصحفيين مساء الأحد، كان هناك تغيير واضح في اللهجة.

وقالت الصحيفة: "أوفى روبيو بوعده الذي قطعه سرًا، ووصف المحادثات بأنها بنّاءة، والخطة قابلة للتغيير"، مشيرًا إلى أن أوروبا سيكون لها رأي في الجوانب التي تهم الدول الأوروبية، وأن هذه المناقشات ستسير على مسار منفصل".

عندها ساد الارتياح بروكسل، وجاءت إحاطة ليلية مفعمة بالأمل لسفراء دول الاتحاد السبع والعشرين.

وبحلول صباح الاثنين، وصف وزير الخارجية الألماني ستيفان فادفول، المحادثات بأنها "انتصار أوروبي".