الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اقتلوهم جميعا.. هيجسيث يأمر بتصفية قوارب الكاريبي

  • مشاركة :
post-title
أحد القوارب المشتبه بها في البحر الكاريبي بعد استهدافه من الجيش الأمريكي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أثار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ضجة كبيرة، بعد أن كشف أن وزير الحرب الأمريكي بيث هيجسيث أصدر توجيهًا شفهيًا بقتل كل من في قارب يُزعم نقله للمخدرات في البحر الكاريبي، فيما وصف هيجسيث التقرير بأنه "مضلل" و"يشوه سمعة محاربينا الرائعين".

لكن وفقًا لشخصين مطلعين على العملية "كان الأمر بقتل الجميع"، وهو ما يضع بعدًا آخر للحملة ضد تجار المخدرات المشتبه بهم، وفق الصحيفة.

ويلفت التقرير إلى أنه خلال هجوم على قارب مشتبه به في 2 سبتمبر الماضي، انطلق صاروخٌ قبالة ساحل ترينيداد، فأصاب السفينة وأشعل حريقًا من مقدمتها إلى مؤخرتها "لدقائق، شاهد القادة السفينة وهي تحترق عبر بثٍّ مباشر من مُسيّرة. ومع انقشاع الدخان، وجدوا اثنين من الناجين يتمسكان بالحطام المشتعل".

يضيف: "أمر قائد العمليات الخاصة المُشرف على الهجوم بشن ضربة ثانية امتثالًا لتعليمات هيجسيث، وقد قُذف الرجلان في الماء". وقال أربعة أشخاص إن فرقة مكافحة الإرهاب النخبة SEAL Team 6 قادت الهجوم.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البنتاجون: "هذه الرواية برمتها خاطئة تمامًا. لقد حققت العمليات الجارية لتفكيك إرهاب المخدرات وحماية الوطن من المخدرات القاتلة نجاحًا باهرًا".

وفق "واشنطن بوست"، أخبر القائد المشرف على العملية من قاعدة "فورت براج" في ولاية كارولاينا الشمالية، الأدميرال فرانك "ميتش" برادلي، المشاركين في المكالمة الجماعية الآمنة أن الناجين من الضربات "ما زالوا أهدافًا مشروعة، إذ يمكنهم نظريًا الاتصال بمهربين آخرين لاستعادتهم وشحنتهم".

ووفقًا لشخصين، أمر برادلي بشن الضربة الثانية تنفيذًا لتوجيه هيجسيث بوجوب قتل الجميع. لكن في وقت لاحق من اليوم نفسه، نشر الرئيس دونالد ترامب فيديو مدته 29 ثانية، التقطته طائرة استطلاع مُسيّرة، يُظهر الهجوم، لكنه لا يتضمن أي لقطات للهجوم الذي تلا ذلك على الناجين.

ومنذ الهجوم الأول، ضربت وزارة الدفاع الأمريكية ما لا يقل عن 22 قاربًا آخر في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل 71 آخرين من مهربي المخدرات المزعومين، وفقًا لمسؤولين وبيانات داخلية.

ضربة سرية

في وقت ضربة 2 سبتمبر، كان برادلي يرأس قيادة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، المكلفة بأكثر مهام الجيش الأمريكي حساسية وخطورة، وغالبًا ما كان يعمل مع نظرائه في وكالة المخابرات المركزية (CIA). منذ ذلك الحين، تمت ترقية برادلي لقيادة قيادة العمليات الخاصة الأمريكية (USSOCOM)، والتي تشرف على وحدات النخبة في جميع أنحاء الجيش.

ووفقًا لمصدرين، أجرى فريق القوات الخاصة البحرية SEAL Team 6، المعروف رسميًا باسم "مجموعة تطوير الحرب الخاصة البحرية" وتحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة، جمع المعلومات الاستخباراتية واستهداف هذا الهجوم والعديد من الهجمات الأخرى.

ونقل التقرير عن أحد الذين شاهدوا البث المباشر، إنه إذا تم نشر مقطع فيديو الانفجار الذي قتل الناجين "فسوف يشعر الناس بالرعب".

تبريرًا، أفادت قيادة العمليات الخاصة المشتركة، في إحاطة إلى البيت الأبيض، أن "الضربة المزدوجة" أو الضربة المتابعة كانت تهدف إلى إغراق القارب وإزالة خطر الملاحة على السفن الأخرى وليس قتل الناجين، وفقًا لشخص آخر اطلع على التقرير.

كما قُدِّم تفسيرٌ مماثلٌ للمشرّعين في إحاطتين مغلقتين، وفقًا لمساعدَين في الكونجرس. وأثار هذا التفسير استياءً لدى بعض الأعضاء الذين يعتقدون أن البنتاجون "كان مُضلِّلاً في وصفه للأحداث"، وفقًا للمساعدَين.

ضربات قاتلة

تُمثل حملة البنتاجون تحولًا كبيرًا ومثيرًا للجدل عن نهج مهمات مكافحة المخدرات الأمريكية في نصف الكرة الغربي على مدى العقود القليلة الماضية. فعادةً ما كانت سفن خفر السواحل وأفراده يعترضون السفن التي يُعتقد أنها تُتاجر بالمخدرات، ويعتلونها، ويصادرون المخدرات، ويحتجزون المشتبه بهم لمواصلة محاكمتهم.

واعتمدت وكالات أخرى، مثل إدارة مكافحة المخدرات (DEA)، على المخبرين وقضايا المحاكم لفهم كيفية تدفق المخدرات من أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة بشكل أفضل، بينما الضربات الحالية تتم بعد مراقبة حركة القوارب والأشخاص، وتستهدف المشتبه بهم فقط عندما يكون هناك "ثقة عالية" في أنهم يتاجرون بالمخدرات.

وردَّ هيجسيث، مساء أمس الجمعة، على "واشنطن بوست"، قائلًا إن الصحيفة "كما هي العادة، تقدم الأخبار المزيفة المزيد من التقارير الملفقة والمثيرة للفتنة والمهينة لتشويه سمعة محاربينا الرائعين الذين يقاتلون لحماية الوطن".

وكتب وزير الحرب الأمريكي على "إكس": كما ذكرنا منذ البداية، وفي كل بيان، فإن هذه الضربات شديدة الفعالية مُصممة خصيصًا لتكون "ضربات قاتلة وحركية".

وأضاف: "الهدف المعلن هو وقف المخدرات القاتلة، وتدمير قوارب تهريب المخدرات، والقضاء على إرهابيي المخدرات الذين يُسمّمون الشعب الأمريكي. كل تاجر مخدرات نقتله ينتمي إلى منظمة إرهابية مُصنّفة".