أعرب المخرج الفرنسي هارولد ديفيد، رئيس مهرجان أفينيون في فرنسا، الذي يعد أكبر وأقدم مهرجان فيها، عن سعادته البالغة بوجوده في مصر، مؤكدًا أن تكريمه في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي يأتي في إطار تعاون ثقافي واسع يجمع صناع المسرح من مختلف دول العالم.
تجربة ثرية في مصر
وقال "ديفيد"، في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية": "وجودي في مصر تجربة سعيدة للغاية، يسعدني أن أرى هذا الحجم من التعاون الثقافي، وأن أكون وسط مخرجين وفنانين وشخصيات مسرحية مهمة من مختلف أنحاء العالم، وهو أمر يشرفني كثيرًا".
وأضاف أن حضور كوادر فنية مصرية وعربية وعالمية في مكان واحد يعكس مكانة مصر الثقافية ودورها في دعم الفنون، مشيرًا إلى أنه يشعر بالفخر لوجوده وسط هذا الزخم الفني.
مشاركة عروض مصرية
وكشف ديفيد عن تعاون فني يجمعه برئيس المهرجان المخرج مازن الغرباوي، موضحًا أن المشروع لا يزال في مراحله المبكرة من خلال مشاركة عروض مصرية مرتقبة في أكبر مهرجان فرنسي، قائلًا: "قد تُنفّذ عدة عروض مشتركة بيننا، تصل إلى أربعة أو خمسة عروض، لكن لا يمكن الإعلان عن تفاصيل الآن، لأن الوقت لا يزال مبكرًا. ما هو مؤكد أن هناك تعاونًا قائمًا بيني وبين العروض المصرية للمشاركة في مهرجان أفينيون".
وتحدّث رئيس مهرجان أفينيون عن مكانته في فرنسا، موضحًا أنه يُعد واحدًا من أكبر المهرجانات الفنية هناك: "نبيع ملايين التذاكر سنويًا، ويصل عدد الحضور إلى ما يزيد على 350 ألف مشاهد، وربما أكثر.. كما يشارك آلاف الفنانين من فرنسا وخارجها، إلى جانب جمهور ضخم من المهتمين بالفن وصناع الصناعة، لهذا يُعد أفينيون واحدًا من أهم المهرجانات في السوق الفنية الفرنسية".
معايير اختيار العروض المشاركة
وعن شروط مشاركة العروض في المهرجان، قال: "أول وأهم ما أركز عليه هو جودة العرض.. يجب أن يكون مطابقًا للمعايير العالمية، وليس موجهًا لثقافة محلية فقط، لا يكفي أن يخاطب العرض جمهوره الفرنسي، بل يجب أن يكون قادرًا على مخاطبة الجمهور العالمي".
وأوضح: "الجمهور في فرنسا متنوع، ويضم مشاهدين من ثقافات عديدة، لذلك يجب أن يمتلك العرض قدرة على الوصول إلى الجميع، وأن يكون عالميًا في معالجته وأدائه، بغض النظر عن لغة البلد المُقدّم منه".
مشاركة مصرية محتملة
ورغم أن الوقت لا يزال مبكرًا للإعلان عن مشاركات مؤكدة، أشار ديفيد إلى وجود نية حقيقية لضم عروض مصرية مستقبلية، قائلًا: "لا أتذكر إذا كانت هناك عروض مصرية شاركت خلال السنوات العشر الماضية، خاصة أن تاريخ المهرجان يمتد إلى ستة عقود، لكن دولًا عربية عديدة شاركت من قبل مثل المغرب والسعودية وتونس، والآن لدينا رغبة قوية لخلق ممر ثقافي بين العالم العربي وفرنسا، خصوصًا مصر، وتقديم عروض مصرية قريبًا".
وفي ختام حديثه، أعرب ديفيد عن تقديره الكبير للجهود المصرية في دعم المسرح العربي والدولي، مؤكدًا أن التعاون بين الثقافتين المصرية والفرنسية سيكون له أثر كبير في خلق جسور فنية جديدة.