شهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ46، اليوم السبت، ضمن عروض الجالا، العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للفيلم الروائي اللبناني "كلب ساكن" للمخرجة سارة فرنسيس، وذلك على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
عُرِضَ الفيلم ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، ويقدّم معالجة درامية تتسم بالواقعية الهادئة عبر رحلة تعيد استحضار تجربة زوجية تتبدّل ملامحها بعد سنوات من الفراق.
وتدور أحداث الفيلم حول الزوجين وليد وعايدة اللذين يلتقيان مجددًا بعد غياب طويل، لتتكشّف تدريجيًا طبقات من المشاعر العالقة والأسئلة المؤجّلة التي راكمها الصمت بينهما، ومن خلال حساسية بصرية لافتة، تسعى المخرجة سارة فرنسيس إلى تعميق فهم هذه العلاقة، عبر رصد التحولات الإنسانية في لحظة مواجهة صريحة بين الماضي والحاضر.
الاحتفاء بالسينما العربية
وأعربت المخرجة سارة فرنسيس عن تقديرها الكبير لمهرجان القاهرة السينمائي، مؤكدة في تصريحاتها لـ"القاهرة الإخبارية" أن "المهرجان عريق ومهم جدًا بالنسبة لي، ويشكّل مساحة حقيقية للاحتفاء بالسينما العربية".
وتحدثت عن دوافعها الفنية لصنع العمل قائلة: "القصة تتناول شخصين كانا متزوجين، وكان يهمني أن أختبر تجربة اكتشاف شخصين يحبان بعضهما، ثم ينكسر التواصل بينهما فجأة، لتنشأ بينهما مسافة وأسئلة ساكنة في الداخل، ورغبت في رواية لحظتهما في وقت ومكان محددين، وفي اللحظة التي يقرر فيها أحدهما أن العلاقة قد تصل إلى نهايتها وأن الحياة يمكن أن تتغير بالكامل".
التحديات كبيرة.. لكن الشغف أكبر
من جانبها، عبّرت منتجة الفيلم لارا أبو صيفان عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، قائلة: "هذه أول مرة أحضر فيها مهرجان القاهرة، ويشرفني أن أكون هنا حيث تحتفل مصر بالسينما، لذا نحن فخورون بأن نفتتح الفيلم في هذا المهرجان، وقد سبق أن عرضناه في مهرجان أوروبي، إلا أن هذا العرض يظل الأهم بالنسبة لنا".
وأضافت أن "النص لمسها منذ اللحظة الأولى، حيث شعرت بإحساس عالٍ في القصة، وبحكاية تروى للمرة الأولى، وهو ما شجعني على خوض التجربة".
وأشارت "أبو صيفان" إلى صعوبات الإنتاج، موضحة: "واجهنا تحديات مادية كبيرة، خاصة مع المنافسة داخل صناديق الدعم العربية، لكننا نجحنا في التعاون مع جهات إنتاج فرنسية وألمانية رغم المسار الطويل لصناعة الفيلم".
فخورة بالوصول لـ"القاهرة السينمائي"
كما أعربت بطلة العمل شيرين كرامة عن فخرها بوصول الفيلم إلى مهرجان القاهرة، مؤكدة: "أنا فخورة جدًا بكل من عمل على الفيلم، فالقصة تتناول زوجين يحاولان إعادة بناء علاقتهما في تفاصيل دقيقة وصادقة، بالفعل أحببت الدور لأنه جاء بعد فترة طويلة لم أقدم فيها أي عمل، حيث خضعنا لتحضيرات مكثفة قبل بدء التصوير".
أما بطل الفيلم نداء وكيم، فأكد أهمية مشاركته في هذا الحدث السينمائي الكبير، قائلًا: "هذه خطوة مهمة لأي ممثل يحلم بعرض فيلم من بطولته في مهرجان كبير مثل القاهرة، فالفيلم يروي قصة رجل غادر بلده بعد انفصاله ويحاول العودة لإعادة وصل ما انقطع، وهو عمل يلامس المشاعر بصدق".