تفاقم الخلاف الحاد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والنائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، حليفته المخلصة منذ زمن طويل وشخصية بارزة في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، بسبب قضية رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المدان بجرائم أخلاقية.
وفقًا لـ"إن بي سي نيوز" الأمريكية، وصف الرئيس الأمريكي حليفته جرين بـ"المجنونة المتذمرة"، وأعلن سحب دعمه لها في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من أمس الجمعة.
وكتب ترامب في منشوره على منصته "تروث سوشيال": "كل ما أرى مارجوري (المجنونة) تفعله هو الشكوى فقط".
واصل ترامب نشر عدة منشورات تنتقد تايلور جرين حتى ليلة الجمعة، بما في ذلك إعادة نشر تعليقات وصفت النائبة بأنها "كرة قدم سياسية رخيصة" و"خائنة"، وتعليق آخر قال إن "مستقبلها السياسي انتهى للتو"، كل ذلك في غضون دقيقتين.
أحدث هذا الانفجار انقسامًا ملحوظًا في تحالف "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" الذي أوصل ترامب إلى السلطة وساعده على تنفيذ أجندته، لكنه تصدع في الأشهر الأخيرة، لا سيما بشأن الملفات المتعلقة بإبستين.
كانت جرين منتقدةً لاذعةً لترامب على غير العادة، قائلةً "إنه ينبغي عليه أن يُخصّص وقتًا أقل للسفر إلى الخارج والشؤون الخارجية، وأن يُركّز أكثر على القضايا الداخلية، مثل قرب انتهاء دعم قانون الرعاية الصحية الأمريكي (أوباما كير)، والذي سيُؤدّي إلى ارتفاعٍ هائلٍ في أسعار التأمين الصحي للكثيرين".
ومع ذلك، يبدو أن إبستين هو العامل الرئيسي في هذا الاختراق، ولطالما دعت جرين وشخصيات من حركة "لنجعل أمريكا عظيمةً مرةً أخرى" الحكومةَ إلى الكشف عن ملفات التحقيق، وهو أمر بدا أن ترامب يدعمه أيضًا حتى عودته إلى منصبه.
من المتوقع أن يُصوِّت الكونجرس الثلاثاء المقبل على تشريع لإقرار الكشف عن الملفات الفيدرالية المتعلقة بإبستين.
وبعد أن ندّد ترامب بها، قالت جرين في منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي "إنها أرسلت له رسالةً نصيةً عن مُرتكب الجرائم الجنسية الراحل"، مضيفة: "هذا ما أثار غضبه على ما يبدو".
وقالت: "من المدهش حقًا مدى نضاله الدؤوب لمنع نشر ملفات إبستين، حتى وصل إلى هذا الحد، لكن معظم الأمريكيين يتمنون لو ناضل بهذه الشدة لمساعدة الرجال والنساء الأمريكيين المنسيين الذين سئموا الحروب والقضايا الخارجية، ويعانون من الفقر في محاولة إطعام عائلاتهم، ويفقدون الأمل في تحقيق الحلم الأمريكي".
يأتي انتقاد ترامب لجرين في لحظة سياسية حرجة للجمهوريين، الذين يشعرون بالضيق بعد دورة انتخابية ساحقة خارج الموسم، اكتسح فيها الديمقراطيون جميع السباقات الرئيسية جزئيًا بفضل رسائلهم حول الإغلاق الحكومي والقدرة على تحمل التكاليف.
ويأمل الديمقراطيون أن يحملهم هذا الزخم إلى انتخابات التجديد النصفي، فيما يأملون في استعادة السيطرة على مجلس النواب.
وقال ترامب إن أي جمهوري قادر على البقاء يترشح ضد جرين -التي يعتبرها الآن يسارية متطرفة- في الانتخابات التمهيدية العام المقبل سيحصل على دعمه.
أوضح: "لا أستطيع تحمل مكالمة مجنونة غاضبة كل يوم.. أفهم أن المحافظين يفكرون في ترشيح مارجوري في الانتخابات التمهيدية في دائرتها الانتخابية في جورجيا، وأنهم أيضًا سئموا منها ومن تصرفاتها"، مضيفًا: "إذا ترشح الشخص المناسب، فسيحظى بدعمي الكامل والراسخ".