كشفت رسائل بريد إلكتروني أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أمضى ساعات" في منزل المتحرش الجنسي بالأطفال الراحل جيفري إبستين، مع إحدى الضحايا. وذلك بعد أن نشرت لجنة تابعة للكونجرس، تُحقق في جرائم إبستين، هذه الرسائل.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، رسالة إلكترونية من إبستين زعم فيها أن الرئيس ترامب "قضى ساعات" في منزله مع إحدى ضحايا الاتجار بالجنس.
وفي الرسالة التي تعود إلى عام 2011، كتب إبستين إلى جيسلين ماكسويل، شريكته التي أُدينت لاحقًا بالاتجار بالجنس، أن ترامب "أمضى ساعات في منزلي" مع إحدى الضحايا، وأن الشرطة "لم تُشر قط" إلى هذه الواقعة.
ووصف إبستين ترامب بأنه "كلبٌ لا ينبح" في مراسلاته مع صديقته السابقة، وبدا أن إبستين يشير إلى حقيقة مفادها أن دونالد ترامب لم يُتهم قط بسوء السلوك الجنسي من قِبل أي من الضحايا.
وزعم: "أريدك أن تدركي أن الكلب الذي لم ينبح هو ترامب، (إحدى الضحايا) قضت ساعات في منزلي معه، ولم يتم ذكره ولو مرة واحدة".
تورط ترامب
لفترة طويلة، واجه الرئيس الأمريكي أسئلة حول علاقته الوثيقة مع إبستين، التي زعم ترامب مرارًا وتكرارًا أنها انتهت قبل سنوات من اتهام رجل الأعمال الراحل بأي مخالفات جنائية.
وتعرضت العلاقة للتدقيق مجددًا بعد نشر رسالة عيد ميلاد يُزعم أن الرئيس أرسلها ووقّعها، التي وصف فيها إبستين بأنه "صديق" وذكر أن الرجلين لديهما "بعض الأشياء المشتركة".
وزعم ترامب أن الرسالة، التي تُظهر رسمًا لامرأة عارية مع توقيع ترامب الواضح، مزورة، ونفى توقيعه أو كتابته لها على الإطلاق.
ووفق ما نشرته صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية فإن ترامب "كان يعلم بشأن الفتيات. وطلب من جيسلين التوقف"؛ لافتة إلى أن "رسائل البريد الإلكتروني الإضافية التي أرسلها إبستين تشير إلى أن ترامب كان على علم بسلوكه غير اللائق مع النساء".
وفي مراسلات أخرى، يبدو أن الرئيس الأمريكي كان يعلم بما يفعله صديقه الراحل. ففي رسالة مع الكاتب مايكل وولف، كتب إبستين: "بالطبع كان يعرف بشأن الفتيات لأنه طلب من جيسلين التوقف".
وفي تبادل آخر للرسائل الإلكترونية مع وولف، ناقش الاثنان الظهور القادم لترامب على شبكة CNN، التي أُرسلت عام 2016، بعد وقت قصير من إعلان ترامب ترشحه للرئاسة للمرة الأولى.
وذكرت شبكة CNN أن ذلك كان "في وقت قريب" من مناظرة تمهيدية. كما كتب وولف: "سمعت أن شبكة CNN تخطط لسؤال ترامب الليلة عن علاقته بك - إما على الهواء مباشرة أو في الاجتماع التالي".
ورد إبستين متسائلًا: "إذا أردنا أن نصيغ إجابة له، فما الذي ينبغي أن تكون هذه الإجابة؟"، ليشير "وولف" إلى أنه "أعتقد أنه يجب عليك أن تتركه يشنق نفسه".
إحاطة روتينية
عندما استعرض مسؤولون في وزارة العدل (DOJ) ما وصفته المدعية العامة بام بوندي بـ"حمولة شاحنة" من الوثائق المتعلقة بقضية جيفري إبستين في وقت سابق من هذا العام، اكتشفوا أن اسم الرئيس دونالد ترامب ظهر عدة مرات، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين كبار في الإدارة.
وقال التقرير المنشور في يوليو الماضي، إنه في مايو الماضي، أبلغت بوندي ونائبها الرئيسَ خلال اجتماعٍ في البيت الأبيض أن اسمه ورد في ملفات إبستين، وفقًا للمسؤولين. أيضًا، أُبلغ بأسماء العديد من الشخصيات البارزة الأخرى.
وأوضح المسؤولون أن الإحاطة "كانت روتينية" وتناولت عددًا من المواضيع، وأن ظهور ترامب في الوثائق "لم يكن محور الاهتمام".
في الاجتماع، أُخبر الرئيس أن الملفات تحتوي على ما اعتبره المسؤولون "إشاعات غير مؤكدة" عن أشخاص كثيرين، بمن فيهم ترامب، ممن تواصلوا مع إبستين سابقًا. وقال أحد المسؤولين المطلعين على الوثائق إنها تحتوي على مئات الأسماء الأخرى.
كما قيل لترامب إن كبار مسؤولي وزارة العدل لا يعتزمون نشر أي وثائق أخرى تتعلق بالتحقيق مع الملياردير الراحل المدان بجرائم جنسية، لأنها تحتوي على صور إباحية لأطفال ومعلومات شخصية عن الضحايا.
ووفقًا للمسؤولين، قال ترامب خلال الاجتماع إنه سيلتزم بقرار وزارة العدل بعدم نشر أي ملفات أخرى.