الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مهرجان القاهرة السينمائي يطلق رحلة "كان ياما كان في غزة" بالشرق الأوسط

  • مشاركة :
post-title
كان ياما كان في غزة

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

استقبلت الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفيلم الفلسطيني الطويل "كان ياما كان في غزة" ضمن المسابقة الدولية، إذ عُرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

وشهد العرض حضور أبطال الفيلم، وسط احتفاء بالفن الفلسطيني، وإشادة بالجهود التي بذلها صناع العمل لنقل تفاصيل الواقع الإنساني في غزة.

مشاعر مختلطة

خلال الندوة التي أعقبت العرض، تحدث المخرج عرب ناصر عن مزيج من المشاعر يجمع بين الفرح والحنين إلى العائلة، مشيرًا إلى أن التواصل مع أهله يسبق أي خطوة فنية، رغم صعوبة الاتصال بهم بسبب الأمطار التي أغرقت الخيام التي يعيشون فيها.

أعرب ناصر عن سعادته بوجوده في مصر ليقول: "من الصعب أن تكون في مصر ولا تتحدث العربية"، مؤكدًا عمق الارتباط بالهوية واللغة في التجربة السينمائية الفلسطينية.

أما شقيقه المخرج طرزان ناصر، فعبر عن سعادته الكبيرة بعرض الفيلم في القاهرة، معتبرًا هذه اللحظة علامة فارقة بعد سنوات طويلة من التحضير والكتابة، ومؤكدًا أمله في أن يلقى العمل التقدير من الجمهور المصري.

ثماني سنوات من الكتابة والإنتاج

كشف عرب ناصر أن رحلة كتابة الفيلم بدأت عام 2015 واستمرت حتى عام 2023، في مسار طويل يعكس حساسية موضوع غزة وتعقيداته.

وأوضح أن ظروفًا واقعية، من قصف ودمار، تسببت في تأجيل التصوير لأكثر من خمسة أشهر، الأمر الذي دفع الفريق لتقديم مشاهد تنقل الواقع كما هو، من دون أي تزييف أو تجميل.

رؤية العمل

يركز الفيلم على تقديم صورة واقعية لحياة الفلسطينيين قبل الانتهاكات الكبيرة، متجاوزًا فكرة ربط المعاناة بأحداث بعينها، وأوضح عرب ناصر أن ما جرى في أكتوبر ليس سوى حلقة من تاريخ ممتد منذ عام 2007.

فيما أشار طرزان ناصر إلى أن الفيلم يقدم شخصيات تعيش ظروفًا قاسية، من بينها تجار المخدرات، مؤكدًا أن القصص مستمدة بالكامل من البيئة اليومية في غزة.

وحول اختيار عام 2007 تحديدًا، أوضح عرب ناصر أنه العام الذي شهد بدء إسرائيل فرض الجدار العازل، ما أدى إلى محاصرة نحو مليوني فلسطيني داخل القطاع، وتقليص الحركة وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، بينما أصبحت أصوات الطائرات جزءًا من يوميات السكان، ما جعل تصور حياة طبيعية أمرًا بالغ الصعوبة.

شخصيات حية

من جهته، أعرب الممثل مجد عيد عن إعجابه بقدرات الأخوين ناصر في الكتابة، واصفًا نص الفيلم بأنه "مذهل منذ القراءة الأولى".

كما أشاد بشخصية أسامة، تاجر المخدرات طيب القلب، التي جسدها في العمل والذي تجمعه مجموعة من التناقضات، ويهوى الموسيقى والغناء المحلي، معتبرًا أن النهاية التي وصل إليها كانت مستحقة داخل البناء الدرامي.

قصة من قلب غزة

تجري أحداث الفيلم في غزة عام 2007، حيث يروي قصة الطالب يحيى الذي تجمعه صداقة مفاجئة مع أسامة، وينطلق الاثنان في بيع المخدرات من مطعم فلافل صغير، قبل أن تتعقد حياتهما بعد مواجهات مع شرطي فاسد ومتغطرس.

ومن خلال هذه الخطوط الدرامية، يعكس الفيلم هشاشة العلاقات الاجتماعية وقسوة الحياة اليومية في مجتمع أنهكته الأزمات، مقدمًا رؤية صادقة من خلال الشخصيات وتجاربها الإنسانية.