الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محمود عبدالسميع: الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة مدير تصوير ناجح

  • مشاركة :
post-title
ندوة مدير التصوير محمود عبدالسميع

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

وسط أجواء احتفالية مليئة بالتقدير والاعتراف بالعطاء الفني، كرَّم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46 مدير التصوير السينمائي المصري محمود عبدالسميع، بمنحه جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر.

ويأتي هذا التكريم تقديرًا لمسيرة طويلة حافلة بالإبداع والتميز، وإسهامات شكَّلت جزءًا أساسيًا من هوية السينما المصرية وثراء تجربتها البصرية والدرامية.

رافق التكريم إقامة ندوة خاصة سلطت الضوء على رحلته الفنية وإبداعاته، واستعرض الحضور أبرز المحطات في مشواره الطويل وأعماله الخالدة التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما.

رحلة استثنائية

كشف "عبدالسميع" عن أبرز محطات رحلته الطويلة مع السينما المصرية خلال ندوته التي أُقيمت مساء اليوم الجمعة ضمن فعاليات المهرجان، مسترجعًا ذكرياته مع عدد من النجوم الأيقونيين وأعماله الخالدة التي شكَّلت هويته الفنية.

وتحدث عبدالسميع عن علاقته الخاصة بالنجمة الراحلة سعاد حسني، موضحًا: “كل الأعمال التي شاركت فيها كانت متعة خالصة.. كنت أواجه تحديات الإضاءة بأدوات دقيقة لأصل إلى الصورة التي يستحقها المشاهد، ومع سعاد كان هناك شيء مختلف، كنت أفهمها من نظرة عينها دون أن تنطق، وكنت أحب تصويرها".

كما توقف عند بداياته الفنية مع حسين فهمي (رئيس المهرجان حاليًا)، موضحًا أن أول تعاون بينهما لم يكن كما خطط له، إذ كان فهمي يعتزم إخراج أول فيلم له بينما كان عبدالسميع يتولى التصوير، لكن توجّه فهمي لاحقًا للتمثيل، لينشأ بينهما تعاون طويل وأخوة مهنية مستمرة حتى اليوم.

تكريم القاهرة السينمائي

وحول التكريم الذي ناله من مهرجان القاهرة السينمائي، عبر "عبدالسميع" عن مشاعره قائلًا: "حصلت طوال حياتي على العديد من التكريمات داخل مصر وخارجها، لكن تكريم مهرجان القاهرة له خصوصية.. عشت مع المهرجان سنوات من الشغف ومتابعة الأفلام وبناء العلاقات، وأن أُكرَّم بعد هذه الرحلة الطويلة يحمل قيمة عاطفية كبيرة".

وعن أبرز أعماله السينمائية، أشار إلى أن لكل فيلم روحًا وتجربة مختلفة، لكنه اعتبر فيلم "العوامة 70" الأهم بالنسبة له، واصفًا إياه بأنه تجربة بصرية تجاوزت الأسلوب التقليدي للسينما المصرية، كما عبّر عن حبه لفيلم "التعويذة"، موضحًا أن الكاميرا فيه لم تكن مجرد أداة، بل شريك في السرد يعكس الحالة النفسية للبطل.

الطقوس المهنية

وشدد عبدالسميع على طقوسه المهنية وأهمية فهم النص قبل التصوير: "لا يمكن أن أعمل دون دراسة السيناريو جيدًا.. يجب أن يحدثني المخرج أولًا، ثم أقرأ النص لأتخيل الصورة التي سأصنعها".

كما أضاف لمسة من الطرافة حين روى موقفًا من كواليس تصوير فيلم "التعويذة"، إذ طُلب منه تنفيذ مشهد يظهر فيه العفريت بشكل غير تقليدي: "استخدمت عدسة قديمة ضيقة الزاوية لأخرج المشهد بالشكل المطلوب وبأقل الإمكانيات، فأنا لا أقول لا أبدًا".

تحديات صعبة

وتطرق أيضًا لأحد أصعب تحدياته المهنية، وهو تصوير الأفلام الوثائقية خلال حرب الاستنزاف، وقال عنها بفخر: "عندما طلب مني فؤاد التهامي السفر للجبهة شعرت أنني أقوم بدور وطني.. في عام 1967 لم تكن هناك كاميرات جاهزة واضطررنا لاستعارة كاميرا إخبارية، وكنت أول سينمائي يدخل الجبهة في حرب الاستنزاف، وواجهنا صعوبات كبيرة".

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة مدير تصوير ناجح، بل تحتاج أيضًا إلى ثقافة واسعة ووعي بصري: "أفكر دائمًا في الزمن والمشاعر أثناء التصوير.. من يريد أن يصور عملًا عليه دراسته جيدًا، وأنا قرأت كثيرًا لأفهم عالم فيلم التعويذة ودلالاته".