الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مسؤول بـ"دارفور": الدعم السريع ترفض الهدنة وتواصل حصار الفاشر

  • مشاركة :
post-title
عناصر من الدعم السريع

القاهرة الإخبارية - طه العومي

في ظل استمرار الحرب الأهلية في السودان للعام الثالث وتفاقم الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، حيث تتصاعد الاتهامات بوقوع فظائع وانتهاكات، أكد مسؤول الإعلام بحكومة إقليم دارفور عقاد بن كوني، أن محاولات التوصل إلى حل سلمي أو وقف لإطلاق النار تواجه رفضًا مباشرًا من أحد الأطراف المتحاربة.

قال "بن كوني"، في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، إن الحديث عن إمكانية التصالح أو عقد اتفاق سلام أو حتى وقف إطلاق النار بين الأطراف في هذا التوقيت "يبدو غير منطقي"، وذلك في ظل الممارسات الحالية لقوات الدعم السريع.

وأوضح "بن كوني" أن هذه القوات "ترفض الهدنة وترفض كل مبادرات السلام، بينما تواصل حصار المواطنين في مدينة الفاشر".

منع المساعدات وتزايد النزوح

وأضاف "بن كوني" أن الدعم السريع تمنع المنظمات الإنسانية من دخول المنطقة وإيصال المساعدات إلى معسكر طويلة، مشيرًا إلى أن "المواطنين يفرون من مختلف المناطق التي سيطرت عليها ميليشيا الجنجويد".

وأكد أن موجات النزوح تتزايد، وأن "كل المواطنين الآن هربوا من المناطق المتضررة بسبب الانتهاكات المستمرة"، مشددًا على أن هذه الممارسات "تمثل قرارًا واضحًا من الميليشيا بإعادة حصار المواطنين في مدينة الفاشر مرة أخرى".

وشدد مسؤول إعلام حكومة دارفور على أن الحديث عن السلام في ظل هذا الوضع المؤسف الذي يشاهده العالم بأكمله هو أمر غير ممكن، مختتمًا بالقول: "هذه الميليشيا يجب أن تُباد عن بكرة أبيها، ولا سلام معها في ظل ما ترتكبه من تجاوزات خطيرة".

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أوضاعا أمنية وإنسانية بالغة التعقيد، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في أواخر أكتوبر 2025؛ وتفاقمت الأزمة الإنسانية بشكل كارثي جراء القتال والحصار المستمر، بالتوازي مع توثيق الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية لروايات مروعة تشمل عمليات قتل جماعي وإعدامات بإجراءات موجزة، واغتصاب جماعي، واستهداف المستشفيات والعاملين في المجال الإنساني، وعلى إثر ذلك تصاعدت موجات النزوح بشكل حاد بعد سيطرة الدعم السريع، وفرَّ ما يقرب من 100 ألف شخص من الفاشر والقرى المجاورة، معظمهم إلى مناطق طويلة ومليط أو عبر الحدود إلى تشاد.

إلى ذلك، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الجمعة، أن آلاف الأشخاص الذين فروا من مدينة الفاشر السودانية لا يزالون في عداد المفقودين، ما يثير المخاوف بشأن سلامتهم بعد ورود تقارير عن وقوع ضحايا بينهم.

وقالت جاكلين ويلما بارليفليت، رئيس المكتب التنفيذي للمفوضية، في إفادة صحفية من بورسودان، إنه في الوقت الذي تسجل فيه المنظمة ما يقرب من 100 ألف شخص نزحوا من المدينة منذ سقوطها بيد قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر الماضي، بعد حصار دام 18 شهرًا، فإن 10 آلاف شخص فقط تسنى إحصاؤهم في مراكز الوصول.

وأبريل 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.