يأمل الوسطاء الأربع الذين وقعوا اتفاق شرم الشيخ في 13 أكتوبر الماضي، وهم مصر والولايات المتحدة وتركيا وقطر في سرعة البدء في المرحلة الثانية من الاتفاق التاريخي الذي أنهى العدوان على غزة، حيث تعول الدول الأربع على إنجاح تثبيت وقف إطلاق النار، إيذانًا ببدء دخول المساعدات بشكل كاف والبدء في إعادة إعمار القطاع المهدم.
وقد اتفق عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة "فتح"، والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، أن الوصول إلى تحقيق تلك المساعي هو الأولوية في الوقت الحالي، كما أن عودة قطاع غزة والضفة تحت إدارة واحدة، كعنوان لإرادة فلسطينية واحدة، وكذلك وحدة الفصائل الفلسطينية، أمرًا ضروريًا وشرطًا أساسيًا في مواجهة سعي الاحتلال الإسرائيلي المتكرر لإجهاض وقف إطلاق النار في القطاع.
أولوية وطنية
وصرح المتحدث باسم حركة "فتح" عبد الفتاح دولة، في حديثه لموقع قناة "القاهرة الإخبارية" بأن وحدة غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ليست مسألة إدارية أو جغرافية فحسب، بل جوهر المشروع الوطني الفلسطيني ومعيار وجود الدولة الفلسطينية الواحدة ذات السيادة.
وأكد "دولة" أن أي محاولة لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية أو التعامل مع كلٍّ منهما كوحدة منفصلة "تمثل استجابة لرؤية الاحتلال ومخططاته التي تهدف إلى تقويض فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة".
دور فلسطيني لازم
وأكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، أن التمسك بالوحدة الجغرافية والديموغرافية والسياسية لكل أراضي دولة فلسطين أمر ضروري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار "أبو يوسف" إلى أنه يجب الوصول إلى اتفاق "فلسطيني – فلسطيني" في الفترة المقبلة من خلال تشكيل لجنة إدارية تأتي تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وهو ما أكده دولة أن المرحلة الحالية تتطلب تجميع الطاقات في إطار الشرعية الوطنية الفلسطينية، ممثلةً بمنظمة التحرير الفلسطينية، بعيدًا عن الحسابات الفصائلية الضيقة".
إسرائيل تريد العودة للحرب
وقال الدكتور واصل أبو يوسف إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل القصف والتدمير فخلال الأيام الماضية وقع العشرات من الشهداء والجرحى في ظل محاولة الاحتلال لاستئناف الحرب.
وهو ما أكده "عبد الفتاح دولة" قائلًا إن حكومة نتنياهو تواصل انتهاج سياسة العدوان والمراوغة لإفشال أي جهد دولي أو عربي يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار، لأنها لا تريد استقرارًا في المنطقة ولا سلامًا للشعب الفلسطيني، بل تبحث عن ذرائع متكررة لنسف الاتفاق وعدم الالتزام بمراحله اللاحقة، بغية تصفية القضية الفلسطينية والهروب من أزماتها الداخلية عبر إشعال الجبهات وفرض واقع ميداني جديد يمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة.
إجهاض محاولات السلام
وأكد "دولة" أن موقف حركة فتح متمثل في التمسك بالأولوية الوطنية الراهنة المتمثلة بوقف إطلاق النار فورًا، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، واستعادة الحياة إلى القطاع، ومنع التهجير.
وتابع: "لكن إسرائيل، كعادتها، تسوق الذرائع لنسف الاتفاق وتواصل اعتداءاتها في الضفة الغربية والقدس، في محاولة لنسف أي تقدم سياسي محتمل".
اجتماعات مرتقبة
شدد "أبو يوسف" على أنه يجب إلزام الاحتلال وقف جرائمه والتأكيد وأهمية المضي قدمًا باتجاه التحرك السياسي من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
وذكر: "نمضي قدمًا نحو الترتيبات المتعلقة بالشأن الداخلي الفلسطيني في ظل المشاورات الحثيثة مع الأشقاء في مصر، إذ سيكون هناك خلال الفترة المقبلة اجتماع للحوار الوطني الشامل لتنفيذ استراتيجية وطنية جامعة تحمي الحقوق والثوابت الفلسطينية".