الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خفض الرسوم وتأمين المعادن.. ربح متبادل في قمة ترامب وشي

  • مشاركة :
post-title
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج قبل محادثات القمة بينهما في مطار "جيمهاي" الدولي في "بوسان" بكوريا الجنوبية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في أعقاب قمته مع نظيره الصيني شي جين بينج، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "قضية المعادن النادرة قد تمت تسويتها، ولن تكون هناك المزيد من العوائق بشأنها"، وأنه سيخفض الرسوم الجمركية على الواردات من الصين، مما يشير إلى أن القمة الأمريكية الصينية "خفضت درجة الحرارة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم"، حسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

ونقلت التقارير عن الرئيس الأمريكي قوله أثناء حديثه على متن الطائرة الرئاسية إن الرسوم الجمركية على الصين سيتم خفضها إلى 47% من 57%، مشيرًا إلى أن الاتفاق مدته عام واحد ويمكن تمديده.

وقال ترامب إنه سيتوجه إلى الصين في أبريل المقبل، وإن نظيره الصيني سيأتي إلى الولايات المتحدة، حيث يزوره في منتجعه الرئاسي بولاية فلوريدا في مرحلة ما بعد ذلك، وذلك في تصريحات نقلتها "رويترز"، لافتًا إلى أنه "لم يأتِ ذكر تايوان خلال الاجتماع".

وكان لقاء الخميس أول لقاء مباشر بين الزعيمين منذ تولي ترامب ولايته الثانية في يناير، وبدء فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، مما دفع بكين إلى الرد بفرض رسوم جمركية وضوابط تصديرية متبادلة.

ووفقًا للأمريكيين، أشارت نبرة ترامب الإيجابية إلى نجاح الاجتماع في تهدئة الحرب التجارية المتقلبة، مؤقتًا على الأقل.

انخفاض الرسوم

وفقًا لـ"واشنطن بوست"، أعلن ترامب أن الواردات الصينية ستخضع الآن لرسوم جمركية بنسبة 47%، بانخفاض 10% عن المعدل الشامل قبل الاجتماع. في المقابل، وافق شي على تأجيل القيود المفروضة على المعادن الأرضية النادرة لمدة عام، وفقًا لترامب، مانحًا الولايات المتحدة إعفاءً من الضوابط التي قد تُعرّض سلسلة التوريد للخطر، بدءًا من الهواتف المحمولة ووصولًا إلى الطائرات المقاتلة.

وقال ترامب على متن الطائرة الرئاسية أثناء مغادرته عاصمة كوريا الجنوبية: "أعتقد أنه على مقياس من 1 إلى 10، حيث إن 10 هو الأفضل، أقول إن الاجتماع كان 12".

وبينما لم يُصدر المسؤولون الصينيون بيانًا بعدُ حول الاجتماع، صرّح ترامب بأن البلدين سيتمكنان من إبرام اتفاق تجاري "قريبًا جدًا". ومع ذلك، أشار إلى أن الاتفاق سيُعاد التفاوض عليه سنويًا.

وقال: "سنعيد التفاوض على الاتفاق كل عام، لكنني أعتقد أن الاتفاق سيستمر لفترة طويلة، لفترة أطول من العام".

كما صرّح الرئيس الأمريكي بأن الصين وافقت على شراء "كميات هائلة" من فول الصويا بعد أن قاطعت سابقًا منتجات المزارعين الأمريكيين ردًا على الرسوم الجمركية، "لكن لم يتضح من تصريحات الرئيس الأمريكي ما إذا كانت الصين ستشتري الكمية نفسها التي اشترتها قبل فرضه للحواجز التجارية"، حسب التقرير.

وقال ترامب إنهما أحرزا تقدمًا بشأن أزمة "الفنتانيل"، حيث كان قد برر الرسوم الجمركية باتهام بكين بتسهيل التجارة العالمية للمخدرات والمواد الكيميائية التي تدخل في صنعه. ومع ذلك، خفّض الرسوم الجمركية على الفنتانيل إلى 10%، مقارنة بمستوى سابق بلغ 20%، مشيرًا إلى أن الرئيس الصيني "سيبذل قصارى جهده لوقف التدفق".

أزمة الرقائق

رغم التفاؤل البادي في محادثات الزعيمين، فإن بعض القضايا الرئيسية التي تواجه حديثهما لا تزال عالقة.

على متن طائرة الرئاسة، صرّح ترامب وكبير مسؤولي التجارة في إدارته بأنهما ناقشا مبيعات أشباه الموصلات مع الرئيس الصيني، لكن الخطوة التالية ستكون أن تتفاوض بكين مباشرةً مع شركة "إنفيديا"، أكبر مُصنّع للرقائق في الولايات المتحدة.

كانت إدارة ترامب قد أعطت شركة "إنفيديا" في السابق الضوء الأخضر لبيع بعض رقائقها الأقل قوة في الصين، لكن الشركة تم تجميدها إلى حدٍّ كبير خارج السوق، حيث وجّهت الهيئات التنظيمية الصينية الشركات هناك بعدم شراء أشباه الموصلات.

وقال الممثل التجاري للولايات المتحدة، جيميسون جرير، إن "شركة إنفيديا ستتحدث إلى الصين وترى ما هو ممكن".

كما بدا أن الاجتماع ركز بشكل كبير على القضايا المتعلقة بالتجارة، حتى بعد أن أثار ترامب مسألة الأسلحة النووية بإعلانه عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أنه وجّه البنتاجون ببدء اختبار أسلحة نووية أثناء توجهه للقاء نظيره الصيني، في ظلّ بناء البلاد السريع لمخزونها من الأسلحة النووية.