أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاقه مع نظيره الصيني شي جين بينج، على عقد لقاء رسمي في كوريا الجنوبية، أكتوبر المقبل، في إطار استئناف الحوار الدبلوماسي بين القوتين العظميين لأول مرة منذ 2019.
جاء ذلك عقب مكالمة هاتفية وصفها الرئيس الأمريكي بـ"المثمرة للغاية"، إذ توصل الطرفان لاتفاق بشأن بيع عمليات تطبيق تيك توك الأمريكية لمستثمرين محليين، وفق ما كشفته صحيفة فايننشال تايمز.
خارطة طريق دبلوماسية
كشف ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، عقب المكالمة، أنه اتفق مع الرئيس الصيني على عقد اللقاء، خلال قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، المقررة 31 أكتوبر بكوريا الجنوبية.
وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن أيضًا زيارته للصين، مطلع العام المقبل، مقابل زيارة شي للولايات المتحدة "في التوقيت المناسب".
هذه المكالمة كانت الثانية فقط بين الزعيمين منذ عودة ترامب للبيت الأبيض، يناير الماضي، والأولى منذ اجتماعهما في قمة مجموعة العشرين باليابان عام 2019.
وأكدت وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية، أن المكالمة كانت "إيجابية"، ما يشير إلى تحسن ملحوظ في أجواء العلاقات الثنائية.
اختراق في ملف تيك توك
شكّل الاتفاق حول تيك توك المحور الأبرز في المحادثات، إذ أعلن ترامب موافقة الجانبين على بيع العمليات الأمريكية للتطبيق الصيني لمستثمرين أمريكيين.
هذا التطور يأتي بعد 4 أيام من محادثات جرت في مدريد بين مسؤولين من البلدين، إذ كشف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، عن التوصل لـ"إطار عمل" أولي لحل الأزمة.
إلا أن الجانب الصيني كان أكثر حذرًا في تأكيد التفاصيل، إذ أشارت وكالة شينخوا إلى "مشاورات بين الفريقين لحل قضية تيك توك بشكل مناسب" دون تأكيد صريح للصفقة.
وكان التطبيق على شفا منع كامل من الأراضي الأمريكية، إذ أقر الكونجرس، العام الماضي، قانونًا يجبر الشركة المالكة الصينية "بايت دانس" على بيع أنشطتها في أمريكا، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الأمن الوطني.
ملفات على طاولة المفاوضات
تجاوزت المحادثات قضية تيك توك لتشمل موضوعات إستراتيجية حساسة، إذ أكد ترامب إحراز تقدم في ملفات التجارة ومكافحة انتشار مخدر الفنتانيل، إضافة إلى مناقشة الحاجة الملحة لإنهاء الحرب الأوكرانية.
هذه القضايا تمثل جوهر التحديات المعقدة في العلاقات الأمريكية-الصينية، خاصة مع استمرار الحرب التجارية وتدفق مكونات الفنتانيل من الصين.
وكشفت فايننشال تايمز، الأسبوع الماضي، أن بكين وجهت دعوة رسمية لترامب لزيارتها، لكن البيت الأبيض لم يرد حيث لا يزال الطرفان متباعدين في محادثات حل النزاعات التجارية ومعالجة أزمة الفنتانيل.
مصادر مطلعة على المحادثات كشفت لصحيفة فايننشال تايمز، أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يحثون ترامب على لقاء شي في قمة كوريا الجنوبية بدلًا من زيارة بكين هذا العام.
يأتي هذا التطور الدبلوماسي في وقت حرج تشهد فيه العلاقات الدولية توترات متصاعدة، إذ عبّر ترامب عن تفاؤله بالتطبيق الصيني قائلًا في مؤتمر صحفي: "أحب تيك توك، لقد ساعدني في الفوز بالانتخابات"، ما يعكس تحولًا في نهج الإدارة الأمريكية تجاه التطبيق الذي كان محل جدل واسعًا بشأن الأمن القومي والخصوصية.