الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كندا تستعين بريجان لانتقاد الرسوم الجمركية.. وترامب يرد بتعليق المفاوضات

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء كندا مارك كارني

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق جميع المفاوضات التجارية مع كندا، في خطوة تصعيدية جديدة تهدد بتفجير أزمة تجارية كبرى مع أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لواشنطن، في حين جاء القرار غير المتوقع؛ ردًا على حملة إعلانية كندية استخدمت تسجيلًا صوتيًا للرئيس الراحل رونالد ريجان ينتقد فيه سياسة الرسوم الجمركية.

إعلان كندي يثير غضب البيت الأبيض

كتب ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشيال" قبيل منتصف الليل: "بناءً على سلوكهم الفاضح، يتم بموجب هذا إنهاء جميع المفاوضات التجارية مع كندا"، وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.

واتهم ترامب الحكومة الكندية باستخدام إعلان "احتيالي ومزيف" يعرض ريجان وهو ينتقد الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن الهدف الحقيقي هو التأثير على المحكمة العليا الأمريكية والمحاكم الأخرى التي تنظر حاليًا في مشروعية تعريفاته الجمركية الواسعة، حيث من المقرر أن تعقد المحكمة العليا جلسات استماع في 5 نوفمبر المقبل حول الطعون القانونية المقدمة ضد رسومه الجمركية.

أطلقت مقاطعة أونتاريو الكندية، الأكثر كثافة سكانية في البلاد، حملة إعلانية بقيمة 53 مليون دولار على الشبكات التلفزيونية الأمريكية الكبرى، تضمنت مقطعًا من خطاب إذاعي ألقاه ريجان عام 1987 من كامب ديفيد.

يقول ريجان في التسجيل: "عندما يقول أحدهم لنفرض رسومًا جمركية على الواردات الأجنبية، يبدو الأمر وطنيًا لحماية المنتجات والوظائف الأمريكية، وأحيانًا ينجح لفترة قصيرة، لكن على المدى البعيد تضر هذه الحواجز التجارية كل عامل ومستهلك أمريكي".

وحذر من أن الأسواق "تنكمش وتنهار، والشركات والصناعات تغلق أبوابها، وملايين الناس يفقدون وظائفهم".

عُرض الإعلان خلال مباراة بطولة الدوري الأمريكي للبيسبول بين فريقي تورونتو بلو جايز وسياتل مارينرز، وشاهده أكثر من 9 ملايين شخص على شبكة فوكس سبورتس، بحسب تقرير شبكة إن بي سي نيوز.

جدل قانوني حول استخدام خطاب ريجان

أعلنت مؤسسة ريجان الرئاسية ليلة الخميس أن الإعلان "يسيء تمثيل الخطاب الإذاعي الرئاسي"، مؤكدة أن حكومة أونتاريو لم تطلب أو تحصل على إذن لاستخدام وتحرير تصريحات الرئيس الراحل، وأنها تدرس خياراتها القانونية، وفقًا لما نقلته صحيفة فايننشال تايمز.

لكن المؤسسة لم توضّح تحديدًا ما هي الأجزاء غير الدقيقة في الإعلان، رغم أن الخطاب الأصلي المنشور على يوتيوب من قبل مكتبة ريجان الرئاسية يظهر أن الرئيس الراحل كان يشرح موقفه من التجارة الحرة، وأن قراره آنذاك بفرض رسوم على أشباه الموصلات اليابانية كان استثناءً من رغبته الأوسع في خفض التعريفات الجمركية والحواجز التجارية.

من جانبه، دافع دوج فورد، رئيس وزراء أونتاريو، عن الحملة الإعلانية قائلًا الأسبوع الماضي: "أنا معجب كبير برونالد ريجان، وأريد أخذ كلماته عن الرسوم الجمركية وإيصالها للشعب الأمريكي".

ونشر فورد صباح الجمعة مقطع فيديو من خطاب ريجان الكامل عبر منصة إكس، معلّقًا: "كندا والولايات المتحدة أصدقاء وجيران وحلفاء. الرئيس رونالد ريجان كان يعلم أننا أقوى معًا".

كارني يمد يد المصالحة رغم التصعيد

رد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم الجمعة بنبرة تصالحية، مؤكدًا أن حكومته مستعدة للمضي قدمًا في محادثات تجارية سبق أن حققت تقدمًا ملموسًا، و"البناء على هذا التقدم عندما يكون الأمريكيون مستعدين لإجراء تلك المناقشات"، وفقًا لما نقلته إن بي سي نيوز.

وقال كارني: "منذ أشهر ونحن نؤكد على أهمية التمييز بين الأمور التي نستطيع السيطرة عليها والأمور التي لا نستطيع السيطرة عليها. نحن لا نستطيع السيطرة على السياسات التجارية الأمريكية".

أما البيت الأبيض، فقد أصدر على لسان المتحدث باسمه كوش ديساي بيانًا قال فيه إن "الحملة الإعلانية الممولة من دافعي الضرائب في أونتاريو على الشبكات التلفزيونية الأمريكية، والتي حررت بشكل مضلل خطاب الرئيس ريجان الإذاعي عام 1987 عن التجارة، هي أحدث مثال على كيف أن المسؤولين الكنديين يفضلون لعب الألعاب بدلًا من التعامل بجدية مع الإدارة الأمريكية".

خلفية معقدة لنزاع تجاري متصاعد

تأتي هذه الأزمة الجديدة بعد أسابيع فقط من زيارة كارني للبيت الأبيض في أوائل أكتوبر، حيث تحدث ترامب حينها عن "الحب المتبادل" بين البلدين، رغم تلميحه لتوترات محتملة بقوله: "نريد لكندا أن تزدهر، لكن هناك نقطة نريد فيها نحن أيضًا نفس الأعمال"، ورغم بعض علامات التقدم في تلك الزيارة، لم يُعلن عن اتفاق ملموس.

فرض ترامب في بداية ولايته الحالية رسومًا جمركية على كندا بحجة تهريب المخدرات، قبل أن يعفي السلع الملتزمة باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وبشكل منفصل، فرض تعريفات بنسبة 50% على السيارات والصلب والألمنيوم والأخشاب الكندية ضمن إجراءات جمركية عالمية بحجة تعزيز الأمن القومي الأمريكي، بحسب وول ستريت جورنال. كانت واشنطن وأوتاوا تتفاوضان حول كيفية تخفيض بعض هذه الرسوم، خاصة على الألمنيوم والصلب.

ليست المرة الأولى

هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها ترامب إنهاء المفاوضات مع كندا، ففي يونيو الماضي أعلن "إنهاء جميع المناقشات التجارية مع كندا" بسبب معاملة الشركات التقنية الأمريكية ومزارعي الألبان.

وردت كندا بسرعة بفرض حصص على منتجات الصلب احتجاجًا على ما وصفه وزير المالية فرانسوا فيليب شامبين بـ"الرسوم الأمريكية الظالمة"، لكن بعد أيام أعلنت كندا إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية التي كانت ستطال شركات أمريكية كبرى، في خطوة لإرضاء ترامب.