الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مصرفي أطاح بالسياسي.. قصة صعود كارني في مواجهة التهديدات الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
رئيس وزراء كندا المنتخب مارك كارني

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن التلفزيون الكندي فوز مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا السابق، في الانتخابات الكندية، مُحققًا انتصارًا سياسيًا للحزب الليبرالي في انتخابات تمحورت بشكل رئيسي حول العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة في ظل رئاسة دونالد ترامب.

انتصار وتحول درامي

ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن هيئة الإذاعة الكندية توقعت فوز حزب كارني بأكبر عدد من المقاعد، مما يمنحه الحق في تشكيل الحكومة الجديدة، مع بقاء مسألة حصوله على أغلبية برلمانية كاملة معلقة. 

ويُعد هذا تطورًا مذهلًا للحزب الليبرالي الذي كان على وشك خسارة السلطة قبل استقالة جاستن ترودو، رئيس الوزراء الذي حكم كندا لما يقرب من عقد من الزمان.

وأشارت شبكة "بي بي سي" إلى أن فوز كارني والحزب الليبرالي يُعد "انتصارًا رائعًا"، جاء بمساعدة كبيرة من الرئيس الأمريكي نفسه، إذ تزامن الانتصار المفاجئ مع الهجمات المتواصلة من ترامب على كندا، وتهديداته بجعلها "الولاية الأمريكية الـ51" منذ عودته إلى السلطة في يناير.

مواجهة التحديات الأمريكية

يُعد فوز كارني دليلًا على أن السياسات الوسطية والدولية يمكن أن تنجح انتخابيًا في عصر ترامب، حسبما أفادت فاينانشال تايمز. 

وقد أدار كارني البنك المركزي الكندي خلال الأزمة المالية العالمية، وبنك إنجلترا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي خبرات يرى أنها تُعده جيدًا لمواجهة الاضطرابات الاقتصادية التي تسببها سياسة ترامب.

ودخل كارني، المدير التنفيذي السابق في "جولدمان ساكس" و"بروكفيلد"، عالم السياسة الانتخابية لأول مرة في يناير من هذا العام، ويتعين عليه الآن إدارة مفاوضات حاسمة مع أكبر شريك تجاري لكندا، وقيادة الجهود العالمية لتقليل تأثير السياسات الأمريكية.

تعهد كارني ببدء مفاوضات سريعة مع إدارة ترامب لتفادي تطبيق الرسوم الجمركية على صادرات السيارات الكندية، المقررة في 3 مايو. وتُعد كندا شديدة الاعتماد على السوق الأمريكية، ما يجعلها عرضة لمخاطر جسيمة في حال اندلاع حرب تجارية شاملة.

ووعد كارني الناخبين بأنه سيبذل قصارى جهده لتجنب الركود الاقتصادي. وفي الوقت ذاته، استمر ترامب في إطلاق تصريحات استفزازية، مؤكدًا أن "الحدود مع كندا مرسومة بشكل مصطنع"، وأن كندا "ستكون أفضل حالًا كولاية أمريكية عزيزة".

انتصار الليبراليين

كشفت "بي بي سي" أن ترامب كان عاملًا محوريًا في فوز كارني؛ فمنذ عودة الرئيس الأمريكي إلى الحكم، شهدت استطلاعات الرأي تحوّلًا كبيرًا، رغم تقدم حزب المحافظين بقيادة بيير بوالييفر سابقًا، في ظل استياء شعبي من أداء الاقتصاد الليبرالي.

وقد كسر الليبراليون هذا الاتجاه العالمي المتمثل في تراجع الحكومات القائمة، عندما أجبروا ترودو على الاستقالة واختاروا شخصية من خارج النخبة السياسية التقليدية –وهو كارني– لقيادة المرحلة المقبلة.

استثمر الليبراليون بذكاء في تصاعد المشاعر الوطنية، خاصة في ظل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب واستفزازاته المتكررة حول تحويل كندا إلى "الولاية الأمريكية الـ51". وجعل كارني من تحدي ترامب محورًا رئيسيًا في حملته الانتخابية، قائلًا في رسالته الختامية قبل التصويت: "هذه هي كندا – ونحن نقرر ما نفعله هنا"، وفقًا لـ فاينانشال تايمز.

ومع تحوّل الرسوم الجمركية الأمريكية إلى قضية محورية، أعلن كارني أن العلاقة التقليدية مع الولايات المتحدة "قد انتهت"، متعهّدًا بإعادة تفاوض شاملة حول اتفاقية التجارة بين البلدين.

العلاقات الكندية الأمريكية

بحسب فاينانشال تايمز، تميل كندا الآن إلى اعتبار أوروبا شريكًا استراتيجيًا أكثر موثوقية من الولايات المتحدة في عهد ترامب، وهو توجّه مرجّح أن يثير توترًا إضافيًا في العلاقات الثنائية.

ورغم أن ترامب لا يبدو معاديًا لكارني بنفس الدرجة التي كان عليها مع ترودو، فإن التباعد في السياسات والمصالح بين البلدين يزداد وضوحًا، إذ قال كارني في خطاب النصر: "الرئيس ترامب يحاول كسرنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا، هذا لن يحدث أبدًا"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.