منذ إنشاء فوج العمليات الخاصة رقم 160 التابع للجيش الأمريكي (SOAR)، وهو وحدة المروحيات الخاصة بقوات النخبة، والذين يُطلقون على أنفسهم اسم "مُطاردو الليل/Night Stalkers" عام 1981، شارك الفوج في بعض من أخطر مهام القوات الأمريكية.
كانت أشهر مهام رجال الفوج 160 محاربة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وعمليات ضد قادة حرب صوماليين خلال عملية "الثعبان القوطي". كما نقلوا الفريق الذي اغتال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان. لكن في الأسابيع الأخيرة، وجدوا أنفسهم في مكان مختلف، فنزويلا.
مع تصاعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو في محاولة لإجباره على ترك السلطة، تم رصد طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز MH-6 Little Bird، المعروفة باسم Killer Egg، وطائرات MH-60 Black Hawk، في مهمة تدريب للمجموعة في منطقة البحر الكاريبي، كجزء من انتشار عسكري كبير شهد أيضًا تحليق قاذفات B-52 وطائرات مقاتلة من طراز F-35 في سماء المنطقة.
مخاطرة ترامب
الأسبوع الماضي، أكد ترامب علنًا موافقته على عمليات سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) داخل فنزويلا، وتباهى بأن مادورو "لا يريد العبث مع الولايات المتحدة".
قبلها، ومنذ سبتمبر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 27 شخصًا في ضربات صاروخية أمريكية استهدفت سفنًا مزعومة لتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي.
ينقل تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن إيفا جولينجر، المحامية الأمريكية التي قدمت المشورة لسلف مادورو، هوجو تشافيز: "لو كان هناك احتمالٌ لشنّ عمل عسكري أمريكي في فنزويلا، لقلتُ إنه يتجاوز نسبة 75% في هذه المرحلة، إن لم يكن أكثر، لأن الأمور لم تتفاقم إلى هذا الحد من قبل".
وأشارت إلى أن ترامب "كان مستعدًا للمخاطرة لأنه يعتقد أن سلطته لا حدود لها".
وتوقع روبرت إيفان إليس، خبير أمريكا اللاتينية وقدم المشورة لمايك بومبيو، وزير خارجية فترة ترامب الأولى، ثلاثة نتائج محتملة للتحركات العسكرية الأمريكية.
يقول: "إما أن يؤدي الضغط إلى إقناع القادة العسكريين الفنزويليين بالإطاحة بمادورو وحل المشكلة بدون الولايات المتحدة؛ أو أن يتم قطع رأس نظام مادورو من خلال عملية أمريكية كبرى؛ أو أن يتمكن ترامب من إبرام 'نوع من الصفقة الجوهرية' التي تضمن خروج مادورو وتمنح الشركات الأمريكية إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الوفيرة في فنزويلا".
وأضاف: "أعتقد أن مثل هذه الصفقة قد تُبقي على نظام غير ديمقراطي، وقد تشمل أيضًا بناء فندق ترامب بملعب جولف رائع في عاصمة فنزويلا".
التدخل الخطر
في عام 1983، لعب الفوج 160 دورًا محوريًا في غزو "جرينادا" الذي أمر به الرئيس رونالد ريجان لمنع المستعمرة البريطانية السابقة من أن تصبح ما وصفه بـ "معقل عسكري رئيسي سوفيتي-كوبي".
وفي عام 1989، ساعد طياروها في الإطاحة بديكتاتور بنما، مانويل نورييجا، خلال عملية "القضية العادلة" التي قادها جورج بوش الأب. وتضمنت تلك الحملة هجومًا لقوات النخبة، حيث أنقذ عناصرها أمريكيًا من سجن في مدينة بنما تحت نيران كثيفة.
مع هذا، انتهت العديد من عمليات الفوج الأمريكي بمأساة. ففي عام 1993، أُسقطت مروحيتان من طراز Night Stalkers بقاذفات صواريخ، وقُتل خمسة أفراد خلال معركة في مقديشو.
ونقل التقرير عن ستيفن هارتوف، الذي ألف كتابًا عن الوحدة، أن العملية "لقنتهم درسًا قاسيًا" وكانت نقطة تحول بالنسبة لقوات النخبة الأمريكية، "الذين خرجوا منها بجراح مؤلمة".
وأضاف: "على الرغم من تمتعهم بمعدات وأسلحة ودعم واتصالات متطورة، إلا أن رجلًا يرتدي قميصًا وبنطال جينز ويحمل بندقية كلاشينكوف استطاع إسقاط مروحيتهم".
وأثار احتمال وقوع هجوم أمريكي قلق الحكومات الإقليمية، حيث حذر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هذا الأسبوع من التدخل الخارجي في "قارة خالية من أسلحة الدمار الشامل".
وقال لولا، الذي أرسل قادته العسكريون مؤخرًا 10 آلاف جندي إلى الحدود الشمالية للبرازيل مع فنزويلا لإجراء تدريبات: "إن التدخل الأجنبي يمكن أن يسبب ضررًا أكبر مما يسعى إلى منعه".