في تحولٍ مفاجئ للخطط المعلنة، يبدو أن فرص لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في المستقبل القريب في المجر، لمناقشة الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، قد تلاشت أو تجمّدت في الوقت الحالي.
وكان من المقرر أن تكون القمة، التي يستضيفها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ثاني لقاء بين بوتين وترامب منذ عودة الأخير إلى منصبه في يناير، وكان الزعيمان قد التقيا في ألاسكا في 15 أغسطس لمناقشة مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا.
قمة معلقة
ويأتي هذا التحول غير المتوقع في الأحداث بعد ساعات فقط من تصريح مسؤولين روس بأن العمل التحضيري لقمة بودابست لا يزال مستمرًا، وأن هناك الكثير من الواجبات المنزلية التي يتعين القيام بها، وفقًا لتصريحات الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
وفي الساعات الماضية، صرّح مسؤولون في البيت الأبيض لشبكات "إن بي سي نيوز" و"بي بي سي" و"سي بي إس نيوز"، لم يُكشف عن هويتهم، أن التخطيط لقمة بودابست "معلّق" حاليًا، وتوّج دونالد ترامب ذلك بتصريحاتٍ للصحفيين قال فيها إنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن قمة بوتين.
اجتماع ضائع
وأكد الرئيس الأمريكي أنه لا يريد أن يكون اجتماعًا ضائعًا وبلا فائدة مع بوتين، ولكنه في الوقت نفسه شدّد على أن هناك فرصة لوقف الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الكثير من الأمور ستحدث خلال اليومين القادمين، وسيكون هناك تحديث للخطوات التالية بشأن أوكرانيا.
وأعلن ترامب عن خططه لعقد القمة مع بوتين قبل يوم واحد من اجتماعه مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بينما كانت أوكرانيا تأمل في تأمين صفقات لشراء أسلحة أمريكية جديدة، وخاصة صواريخ "توماهوك"، ولكن ترامب ضغط على زيلينسكي لقبول المطالب الإقليمية الروسية لمنطقة دونيتسك بأكملها.
وجهات النظر
وفي وقت لاحق، نفى الرئيس الأمريكي مطالبة أوكرانيا بالتنازل عن أراضٍ غير محتلة، واقترح بدلًا من ذلك وقف إطلاق النار على طول خطوط المواجهة الحالية. وأيدت كييف وشركاؤها الأوروبيون هذا الاقتراح، في حين طالبت موسكو بمعالجة ما وصفته بـ"الأسباب الجذرية" للصراع.
كما لا يخطط وزير الخارجية الروسي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي روبيو للقاء شخصي في المستقبل القريب، رغم أنهما أجريا مكالمة "مثمرة" في 20 أكتوبر. وذكرت شبكة "سي إن إن" أن مصادر قالت إن اجتماعهما الشخصي تأجّل بسبب اختلاف وجهات النظر وموقف روسيا "المتطرف".
أشكال الدعم
حذّر خبراء لصحيفة "كييف إندبندنت" من خطورة هذا التحول المفاجئ والمستمر من قبل البيت الأبيض، كاشفين أن الخطر الحقيقي يكمن في أن يشعر ترامب بالملل من التراشق المستمر بين زيلينسكي وبوتين، فيلقي باللوم على كييف بدلًا من روسيا، ما يعرّض تبادل المعلومات الاستخباراتية وأشكال الدعم الأخرى للخطر.
وفي خطابه المسائي، قبل ورود تقارير تأجيل القمة، ربط زيلينسكي تراجع روسيا عن محادثات السلام بنقص صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى في أوكرانيا، متهمًا روسيا ببذل كل ما في وسعها لمنع المشاركة في الدبلوماسية، ولكن بمجرد أن أصبحت قضية الصواريخ بعيدة، تلاشى اهتمامها بالدبلوماسية.
ومع تأجيل قمة المجر، سارع زيلينسكي إلى التأكيد أن قدرة أوكرانيا على توجيه الضربات العميقة تحمل المفتاح الذي لا غنى عنه للسلام، وطالب الولايات المتحدة بسرعة تسليم صواريخ "توماهوك"، وهو موقف تراه روسيا عملًا عدائيًا وتصعيدًا في المخاطر الأمنية العالمية، مما يجعل الأمور تتعقّد وآمال السلام ما زالت بعيدة.