تجمع ما يقرب من 7 ملايين متظاهر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، السبت، للمشاركة في الاحتجاجات ضد الرئيس دونالد ترامب وإدارته، والمعروفة باسم "لا ملوك"، والتي تأتي مع اقتراب الإغلاق الحكومي من أسبوعه الثالث، وتزايد المعارضة للحملة العسكرية التي يشنها ترامب على المدن التي يقودها الديمقراطيون، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس".
وبحسب بيان صادر عن منظمي الاحتجاج، فإن الإقبال على المظاهرة جعلها "واحدة من أكبر الاحتجاجات التي نُظِمت في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة"، حيث شارك فيها أكثر من مليوني شخص، لتتجاوز بذلك عدد المشاركين في الاحتجاجات المماثلة في يونيو الماضي.
وتم التخطيط لأكثر من 2700 فعالية كجزء من الاحتجاجات في 50 ولاية اعتبارًا من يوم السبت، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الدولية، بما في ذلك عواصم أوروبية مثل لندن وباريس وروما ولشبونة.
تصاعد الاحتجاجات
وصلت الاحتجاجات في عام 2025 إلى شريحة أوسع من الولايات المتحدة مقارنة بأي وقت مضى، وفقًا لتقرير صدر يوم الخميس عن كلية "هارفارد كينيدي"، التي أشارت إلى أن حركة الاحتجاج الحالية "قد وصلت إلى مناطق تصويت ترامب بشكل أعمق من أي وقت مضى تقريبًا خلال إدارته الأولى. مع أن هذه الاحتجاجات عادةً ما تكون أصغر من المتوسط الوطني".
وتشمل المجموعات المنظمة للاحتجاجات الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة ضد إدارة منتخبة، كلًا من اتحاد الحريات المدنية الأمريكي (ACLU)، والاتحاد الأمريكي للمعلمين (AFT)، ومنظمة 50501، وحملة حقوق الإنسان، ومنظمة Indivisible، وحركة MoveOn.
وقالت كاتي بيثيل، المديرة التنفيذية لحركة MoveOn، في بيان صدر يوم السبت: "في المدن والبلدات، الكبيرة والصغيرة، الريفية والضواحي، في المناطق الحمراء والمناطق الزرقاء، يتجمع الملايين منا سلميًا من أجل "لا ملوك"؛ لإرسال رسالة واضحة لا لبس فيها: القوة ملك للشعب".
في المقابل، أدان المشرعون الجمهوريون الحركة باعتبارها "مسيرة كراهية لأمريكا" وألقوا باللوم على الاحتجاجات في استمرار إغلاق الحكومة.
أسباب التظاهر
في شيكاغو، تظاهر الآلاف حاملين لافتات محلية الصنع وملصقات "ارفعوا أيديكم عن شيكاغو"، رافعين أعلامًا أمريكية مقلوبة، بالإضافة إلى بعض أعلام المكسيك.
وقال متظاهرون لشبكة CNN إن مداهمات مكاتب الهجرة (ICE)، وتخفيضات في برنامج الرعاية الصحية (Medicaid)، وسياسات أخرى، يمكن اعتبارها من الأسباب الرئيسية التي أدت للتظاهر.
وفي لوس أنجلوس، انتشر متظاهرون يرتدون أزياءً قابلة للنفخ، رافعين أعلامًا أمريكية، في شوارع المدينة، ردًا على وصف الرئيس للاحتجاجات.
وذكر أحد المتظاهرين لشبكة CNN: "أعتقد أنه من الصعب حقًا وصف شيء ما بأنه منطقة حرب، عندما ترى شيئًا ما، إنه مجرد حفل في الحي وأشخاص يرتدون أزياء الهالوين".
أما في العاصمة واشنطن، فقد تظاهر موظفون فيدراليون حاليون وسابقون في شارع بنسلفانيا في اليوم الثامن عشر من الإغلاق الحكومي، مطالبين بخطاب سياسي أكثر هدوءًا.
وفي ساحة "تايمز سكوير" المزدحمة بمدينة نيويورك، امتدت حشود المتظاهرين لعدة مبانٍ مع توجه المظاهرات نحو مانهاتن السفلى.
واحتشد أيضًا المتظاهرون في مدينة أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا؛ تكريمًا لإرث المدينة العريق في مجال الحقوق المدنية، إذ أشارت CNN إلى أن المظاهرة "أضفت طابعًا قويًا على اليوم الوطني للاحتجاج عبر دعوة سلمية وعاجلة لحماية الديمقراطية، ونبذ الكراهية، ومواصلة مسيرة من سبقوهم".