تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم السبت، عرضًا عسكريًا ضخمًا للجيش الأمريكي، احتفالًا بالذكرى الـ250 لتأسيسه، وهو اليوم الذي يصادف أيضًا عيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب الـ79، لكن في بقية أنحاء الولايات المتحدة، من المقرر تنظيم ألفي مظاهرة ضد الرئيس الأمريكي، احتجاجًا على سياساته بشأن الهجرة.
ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن آلاف الجنود مصحوبين بعشرات الدبابات والطائرات، سيتدفقون عبر شوارع العاصمة الأمريكية، للمشاركة فى عرض عسكري احتفالًا بالذكرى الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب لطالما رغب فى إقامة عرض عسكري في العاصمة، وتحققت أمنيته أخيرًا بعد أشهر من عودته إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية كرئيس للبلاد، وبعد أيام من إصداره الأمر بنشر الحرس الوطني الفيدرالي في كاليفورنيا ومشاة البحرية الأمريكية في شوارع لوس أنجلوس، ردًا على الاحتجاجات ضد الترحيل.
يبدأ هذا الحدث، الذي يستمر طوال اليوم، في ظل نصب واشنطن التذكاري، بمسابقة لياقة بدنية واحتفال رسمي بمناسبة عيد ميلاد الجيش الأمريكي بتقديم كعكة.
في تمام الساعة 6:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، من المقرر أن يسير 6700 جندي، مصحوبين بمركبات مدرعة مثل دبابات M1A2 أبرامز، في شارع كونستيتيوشن أفينيو الشمالي الغربي مارًا بالبيت الأبيض، بينما تحلِّق طائرات هليكوبتر بلاك هوك وشينوك وأباتشي في السماء.
وسيظهر ترامب وكأنه يترأس حفل تجنيد وإعادة تجنيد، ويتسلم علمًا من فريق المظلات "جولدن نايتس"، قبل أن تملأ الألعاب النارية السماء.
وكان ترامب أراد بالفعل تنظيم عرض عسكري كبير في واشنطن خلال فترة رئاسته الأولى من 2017 إلى 2021، وتم إحباط المشروع في ذلك الوقت من قبل سلطات العاصمة التي رفضته بسبب التكاليف الباهظة والأضرار المتوقعة على الطرقات بسبب الآليات العسكرية الثقيلة من بين أمور أخرى.
وتقدر تكلفة العرض العسكري بـ45 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك 16 مليون دولار أمريكي لإصلاح الأضرار التي ستلحق بالطرق بعد العرض العسكري.
وتزامنًا مع العرض العسكري الضخم في واشنطن، تجري احتجاجات "لا ملوك" في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ولكن ليس في المنطقة المجاورة مباشرة لاستعراض ترامب العسكري.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن مُسبقًا أنه لن يتم التسامح مع المظاهرات المضادة في احتفاله، وقال الثلاثاء الماضي: "إذا أراد المتظاهرون المجيء، فسوف يقابلون بعنف كبير".
ويقول منظمو "لا ملوك" إنهم يريدون الحيلولة دون التركيز على واشنطن فقط يوم السبت: "السلطة الحقيقية ليست في واشنطن. إنها في كل مكان"، كما يذكر الموقع الإلكتروني للحركة، فبدلًا من جعل "موكب عيد ميلاد ترامب" محور كل شيء، يريدون أن يكون مركز الحدث حول ما يجري في بقية أنحاء الولايات المتحدة أي حول احتجاجاتهم.
وتتواصل أكبر الاحتجاجات في لوس أنجلوس وما حولها، ضد سياسة ترامب الصارمة في مجال الهجرة وضد وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن معظم المظاهرات لا تزال سلمية، فإن ترامب أرسل في البداية الحرس الوطني ثم نحو 700 من مشاة البحرية إلى المدينة الواقعة جنوب كاليفورنيا.
ومن المقرر أن تخرج المظاهرات اليوم في كل ولاية من الولايات الأمريكية الخمسين، بما في ذلك ولاية ألاسكا النائية وولاية هاواي الجزرية، وحسب المنظمين من مجموعة "لا ملوك" من المتوقع خروج ما يقرب من 2000 مظاهرة احتجاجية.
أجَّج استخدام ترامب للجيش الأمريكي ضد المتظاهرين في لوس أنجلوس الاحتجاجات الأخيرة، ولكن حركة "لا ملوك" موجهة بشكل عام ضد سياسات حكومة ترامب.
ويذكر الموقع الإلكتروني لحركة "لا ملوك": "لقد تحدوا محاكمنا، ورحَّلوا الأمريكيين، واعتقلوا الناس من الشوارع، واعتدوا على حقوقنا المدنية وألغوا مساعداتنا".
وتدعم حركة "لا ملوك" مبادرة 50501، ويرمز الاسم إلى 50 ولاية، و50 تظاهرة احتجاجية، وحركة واحدة.
ينظر أنصار ترامب له على أنه الرئيس القوي الذي سيخلق النظام في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال عن طريق جعل البلاد أكثر كفاءة من خلال تقليص المؤسسات الحكومية أو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المهاجرين غير المرغوب فيهم.
بينما يرى معارضو الرئيس الأمريكي، مثل حركة "لا ملوك"، أن الطريقة التي يتحايل بها على المحاكم والكونجرس تشكل تهديدًا للركائز الديمقراطية للولايات المتحدة الأمريكية.