تشهد المدن الأمريكية الكبرى، غدًا السبت، احتجاجات مناهضة لسياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، وذلك مع بدء توافد زعماء العالم إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن الاحتجاجات، التي تحمل اسم "اجعلوا المليارديرات يدفعون"، تم التخطيط لها من قبل مجموعات ناشطة في مجال الدفاع عن المرأة والمناخ، لتتزامن مع قدوم زعماء العالم إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأسبوع المناخ، والسعي إلى جعل المليارديرات يدفعون ضرائب أعلى، ودعم المناخ وحماية المهاجرين.
ورغم أن الفعاليات لا تركز في المقام الأول على التحدث عن سياسات دونالد ترامب، فإن المواقع الإلكترونية تذكر الرئيس الحالي وتعبّر عن معارضتها لسياساته.
منذ توليه منصبه، تقلبت شعبية ترامب، وتعرض لاحتجاجات متعددة منسقة من مجموعات مختلفة.
واعترض النقاد على بعض قراراته التنفيذية وتخفيضاته في ميزانية الحكومة الفيدرالية، كما تلقى انتقادات لاذعة من استطلاعات الرأي بشأن إدارته للاقتصاد.
وحسب "نيوزويك"، قد تضعف الاحتجاجات معنويات الإدارة الأمريكية، أو تؤثر على سمعتها، أو تجبر ترامب على الرد، أو تقنعه بتغيير مساره. مع ذلك، لا يزال ترامب يحظى بدعم قوي من قاعدته المحافظة.
ولفتت المجلة إلى 207 احتجاجات من المخطط خروجها في عشرات المدن الأمريكية، وستنطلق المسيرة المركزية عبر مدينة نيويورك في الساعة 12 ظهرًا بالتوقيت المحلي، غدًا السبت.
وتشمل المطالب المدرجة على موقع الاحتجاج إجبار المليارديرات على دفع المزيد من الضرائب، ووقف عمليات الترحيل، ووقف التدخل الأمريكي في إسرائيل، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
ويقول موقع "اجعلوا المليارديرات يدفعون": "ترامب والمليارديرات يشعلون النار في العالم. إنهم يفككون ديمقراطيتنا، ويهاجمون المهاجرين، ويغذون مستغلي الحرب، ويؤججون أزمة المناخ. تواجه مجتمعاتنا هجومًا تلو الآخر ـ فيضانات وحرائق تؤججها شركات النفط الكبرى، وأجندة إدارة الهجرة والجمارك التي تختطف جيراننا، والكونجرس يلغي نظامنا الصحي".
صرحت ريناتا بومارول، نائبة مدير منظمة "المدافعون عن المناخ"، لبرنامج "إنسايد كلايمت نيوز": "آمل أن نتمكن من تخويف ترامب وحلفائه من أصحاب المليارات. علينا أن نظهر لهم أننا منظمون، وأن عددنا يفوق عددهم".
وأضافت بومارول: "إن سبب استهدافنا لأصحاب المليارات في هذه المسيرة هو أننا نشهد تزايدًا في تركيز السلطة الاقتصادية والسياسية. إنهم الطبقة التي تقود الفاشية وفوضى المناخ، ولديهم الموارد اللازمة لتمويل مستقبل مستدام".
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، في 14 يونيو الماضي، مظاهرات واسعة ضد الرئيس دونالد ترامب، إذ خرج ملايين المتظاهرين إلى الشوارع في مسيرات تم تنظيمها تحت شعار "لا ملوك في أمريكا".
وكانت أكبر احتجاج مناهض لترامب في يوم واحد خلال ولايته الثانية التي بدأت في يناير الماضي.
وشارك أكثر من خمسة ملايين شخص في مظاهرات "لا ملوك" في أكثر من 2100 مدينة وبلدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 300 مظاهرة أخرى تحت شعار "اطردوا المهرجين".
وتزامنت المظاهرات مع العرض العسكري الذي شارك فيه أكثر من 6000 جندي و128 دبابة للجيش، وتم تنظيمه في العاصمة واشنطن احتفالًا بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، بحضور الرئيس دونالد ترامب الذي كان يحتفل بعيد ميلاده الـ79.
وقال منظمو احتجاجات "لا للملوك" إن المظاهرات جاءت "ردًا مباشرًا على عرض ترامب العسكري المبالغ فيه الذي يموله دافعو الضرائب، فيما يُقال لملايين الناس إنه لا توجد أموال".
كما انتقد بعض السياسيين والقادة العسكريين السابقين العرض العسكري، واصفين إياه بأنه "مشروع باهظ التكلفة"، إذ تتراوح تكلفته بين 25 و45 مليون دولار أمريكي، وفقًا للجيش الأمريكي.