ينظم ناشطون وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان جولة ثانية من الاحتجاجات التي تحمل اسم "لا ملوك" في جميع أنحاء الولايات المتحدة، اليوم السبت، ردًا على ما يسمونه إساءة استخدام السلطة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، بما في ذلك حملته على الهجرة وإرساله قوات إلى المدن الأمريكية.
وفي حين يتوقع المنظمون مشاركة الملايين، يحاول الجمهوريون وصف الاحتجاجات بأنها مسيرات "كراهية أمريكا"، ويدعون أنها تطيل أمد إغلاق الحكومة الفيدرالية.
ولفتت شبكة "أيه بي سي" الإخبارية الأمريكية إلى أن احتجاجات "لا ملوك" التي تشهدها العديد من المدن الأمريكية، اليوم، متابعة لاحتجاجات الآلاف التي جرى تنظيمها في منتصف يونيو الماضي.
وتشير الشبكة إلى أن هذه الاحتجاجات يديرها تحالف من منظمات تشمل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ومنظمة "إنديفايسبل"، ومنظمة 50501، وغيرها.
ونقلت الشبكة عن المنظمين، أن هناك أكثر من 2600 فعالية مخطط لها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك مدن رئيسية مثل نيويورك، وواشنطن العاصمة، وشيكاغو، ولوس أنجلوس، وسط توقعات بمشاركة الملايين في الاحتجاجات.
صرحت ديدري شيفلينج، كبيرة مسؤولي الشؤون السياسية والدعوة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، لـ"أيه بي سي"، بأن هذه الاحتجاجات "نظمها أشخاص عاديون ومتطوعون".
وبينما لم يفصح المنظمون عن تفاصيل جمع التبرعات قبل الاحتجاجات، أشارت بعض المجموعات إما إلى إنفاق مبالغ طائلة للترويج للمظاهرات، أو إلى تخطيطها لجذب نجوم لزيادة الدعاية حولها.
على سبيل المثال، أعلنت مجموعة "موطن الشجعان"، وهي جماعة سياسية، الاثنين الماضي، أنها ستنفق مليون دولار للترويج لاحتجاجات "لا ملوك"، بما في ذلك في الصحف المحلية والوطنية.
ومن المتوقع أن يشارك في الاحتجاجات اليوم مشاهير، منهم جين فوندا، وكيري واشنطن، وجون ليجند، وآلان كامينج، وجون ليجويزامو، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني لجمع التبرعات أرسلتها لجنة العمل السياسي "حملة التغيير التقدمي" أمس الأول الخميس.
وكتبت اللجنة في الرسالة: "سنكون في الشوارع من أجل عائلات المهاجرين الذين يتعرضون للهجوم، ومن أجل الناخبين الذين يكتمون أصواتهم، ومن أجل المجتمعات التي ترهبها الشرطة العسكرية، ومن أجل العائلات التي على وشك فقدان تأمينها الصحي، ومن أجل كل شخص تهدد حقوقه قسوة هذه الإدارة".
واستعدادًا لمظاهرات اليوم، تراقب جهات إنفاذ القانون وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بنشاط، بالإضافة إلى العمل مع المنظمين المحليين والمتظاهرين المضادين المحتملين، لاستشراف ما قد يحدث.
ويأتي هذا التأهب في ظل استمرار المخاوف المتزايدة بشأن التجمعات العامة واسعة النطاق، وخاصة الفعاليات السياسية.
وانتقد الجمهوريون الاحتجاجات بشدة، مدعين أنها السبب وراء عدم رغبة الحزب الديمقراطي في إنهاء الإغلاق الحكومي الفيدرالي المستمر.
أكد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، الأربعاء الماضي، أن الديمقراطيين ينتظرون حل مشكلات التمويل إلى ما بعد مسيرات "لا ملوك" اليوم.
وقال ثون: "الحقيقة هي أن ما يريده الديمقراطيون حقًا هو أمر لا يستطيع الجمهوريون منحه لهم، وهو موافقة قاعدتهم اليسارية المتطرفة".
كما صور القادة الجمهوريون احتجاجات "لا ملوك" على أنها سلسلة من مسيرات "كراهية أمريكا"، مصورين الأحداث القادمة على أنها تهدف إلى انتقاد أمريكا وما تمثله.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، للصحفيين، الأربعاء الماضي: "أشجعكم على المشاهدة.. نسميها "مسيرة كراهية أمريكا" التي ستقام يوم السبت.. لنر من سيحضر، أراهن أنكم ترون مؤيدي حماس.. أراهن أنكم ترون مناهضي الفاشية.. أراهن أنكم ترون الماركسيين بكل وضوح، أولئك الذين لا يريدون الدفاع عن الحقائق الأساسية لهذه الجمهورية".
لم يقدم جونسون أي دليل يدعم مزاعمه بأن "مؤيدي حماس" و"أنصار أنتيفا" سيشاركون، وقال المنظمون إنهم لا يستطيعون التحكم بمن سيشارك في الاحتجاجات من المجموعات الخارجية، وأكدوا رغبتهم في الحفاظ على أجواء من الاحترام والسلمية في الاحتجاجات.
في مقابلة مسجلة مع ماريا بارتيرومو من قناة "فوكس نيوز" أمس الأول الخميس، سُئل ترامب عن المسيرات، فنفى وصفه بأنه "ملك"، وقال: "إنهم يشيرون إلي كملك.. أنا لست ملكًا".
كما صرح بعض قادة الولايات بأنهم يستدعون المزيد من قوات إنفاذ القانون في ضوء الاحتجاجات، التي قال مؤيدوها إنها قد تكون تهدف إلى "قمعهم".
وكتب حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، وهو جمهوري، على منصة" إكس" أمس الأول الخميس، أنه "وجه إدارة السلامة العامة والحرس الوطني لزيادة القوات في أوستن قبل بدء المسيرات".
كتب أبوت: "لن تتسامح تكساس مع الفوضى.. أي شخص يدمر الممتلكات أو يرتكب أعمال عنف سيعتقل بسرعة".
وردَّ ممثل الولاية جين وو، رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس نواب الولاية، قائلًا إن "إرسال جنود مسلحين لقمع الاحتجاجات السلمية هو ما يفعله الملوك والديكتاتوريون.. وأثبت جريج أبوت للتو أنه واحد منهم".
ورد المنظمون بأن الجمهوريين في السلطة مسؤولون عن الإغلاق المستمر، وقالوا إن امتناع جونسون وبعض الجمهوريين الآخرين عن ذكر اسم الاحتجاج أمر ذو دلالة.
وقالت ليا جرينبرج، المديرة التنفيذية المشاركة لمنظمة "إنديفيسابل"، إحدى المجموعات الرئيسية في ائتلاف "لا ملوك"، للصحفيين في مكالمة صحفية أمس الأول الخميس: "أعتقد أنه أمر ذو دلالة أنه أمضى أسبوعًا كاملًا يصف هذا بأنه (تجمع كراهية أمريكي)، في هجومه على هذا التحالف والأمريكيين في جميع أنحاء البلاد، ولم يذكر حتى اسم الاحتجاج".
وعندما سُئِل المنظمون عمَّا إذا كانوا يعتقدون أن ادعاءات الجمهوريين ستؤثر على إقبال المشاركين اليوم السبت، أجابوا بأنهم يعتقدون أنها قد يكون لها تأثير معاكس.
وقالت شيفيلينج: "أعتقد -إن لم يكن أي شيء- أنها ستزيد من الإقبال.. أعتقد أن الأمريكيين يدركون تمامًا حقيقة هذه المحاولات المحزنة لصرف الانتباه عن فشل أعضاء الكونجرس الجمهوريين وإدارة ترامب الجمهورية في معالجة ما يريده ويحتاجه معظم الأمريكيين من حكومتهم".
وأعرب عزرا ليفين، المدير التنفيذي المشارك لمنظمة "إنديفايسبل"، عن اعتقاده بأن الجمهوريين يحاولون منع الأمريكيين من ممارسة حقهم المكفول بالتعديل الأول، وقال: "أعتقد أن الجمهوريين وترامب يرون أن أكبر احتجاج سلمي في التاريخ الأمريكي الحديث سيعقد اليوم السبت للتصدي للتجاوزات الاستبدادية لهذا النظام وأنصاره في الكونجرس، وهم يبحثون عن طرق لتوجيه رسائل مسبقة ضده".