في خطوة وُصفت بالتاريخية داخل العائلة المالكة البريطانية، أعلن الأمير أندرو تنازله الطوعي عن جميع ألقابه الرسمية، بما في ذلك لقب دوق يورك، وأكد الأمير في بيان رسمي أن قراره يأتي حفاظًا على مكانة العائلة وتركيزها على أداء واجباتها بعيدًا عن الجدل العام.
وجاء القرار بعد تجدد الجدل حول علاقاته برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين المتهم في قضايا أخلاقية، ما زاد من حدة الضغوط عليه وعلى القصر الملكي.
تخليه عن الألقاب
وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، اتفق الأمير أندرو مع الملك تشارلز على التوقف عن استخدام ألقابه، بما في ذلك لقب دوق يورك، قائلًا إنه "لطالما وضع واجبه تجاه عائلته ووطنه في المقام الأول".
كما سيتخلى الأمير عن عضويته في وسام الرباط، وهو وسام الفروسية الأرفع الذي أسسه إدوارد الثالث ملك إنجلترا سنة 1348.
جاء هذا التطور في أعقاب سلسلة من الفضائح الجديدة المتعلقة بعلاقة الأمير بجيفري إبستين، وكذلك علاقته بجاسوس صيني مزعوم.
وأكد مساعدو القصر أنه لا يزال الأمير أندرو ابن الملكة إليزابيث الثانية، وبالتالي سيظل لقب الأمير مستخدمًا، كما أن لقبي ابنتيه، الأميرتين بياتريس ويوجيني، لم يتأثرا بهذا التغيير.
بيان أندرو
في بيان صادر عن قصر باكنجهام، قال الأمير أندرو: "بعد نقاشات مع الملك وعائلتي المباشرة والأوسع، خلصنا إلى أن الاتهامات المستمرة الموجهة ضدي تُشتت انتباه جلالته والعائلة المالكة عن عملهم".
وأضاف: "كما ذكرتُ سابقًا، أنكر بشدة الاتهامات الموجهة إليّ، إلا أنني قد قررتُ، كما كنتُ دائمًا، أن أُعطي الأولوية لواجبي تجاه عائلتي ووطني. وأُصرّ على قراري الذي اتخذته قبل خمس سنوات بالابتعاد عن الحياة العامة، وبموافقة جلالته، نشعر الآن بضرورة اتخاذ خطوة أخرى. لذلك، لن أستخدم لقبي أو الأوسمة التي تم منحها لي بعد الآن".
وصدر الإعلان على صحيفة رسمية من قصر باكنجهام بعنوان "بيان من الأمير أندرو"، حيث دخل التغيير حيز التنفيذ فورًا، إذ كان من المفترض سابقًا أن يُنسب إلى "دوق يورك".
تحت ضغط
وفقا للصحيفة البريطانية، جاء قرار الأمير أندرو بتعليق جميع ألقابه تحت ضغط هائل من الملك، وكان الأمير قد وافق بالفعل على تعليق لقبه الملكي، وسيظل دوره كمستشار للدولة معطّلًا لأنه ليس عضوًا عاملًا في العائلة المالكة.
و أشارت الصحيفة إلى أن القرار اتُّخذ بالتشاور الوثيق مع الملك وأمير ويلز، إذ لطالما سعى الأمير ويليام إلى اتخاذ إجراءات أكثر حسمًا ضد عمه، وكان له دورٌ محوري في إقناع الملكة الراحلة بمنعه من المشاركة في موكب يوم الرباط التقليدي عام 2022.
في هذه الأثناء، سيواصل الأمير الإقامة في منزل العائلة، "رويال لودج"، في وندسور. وفشلت جهود القصر لإجباره على المغادرة بسبب اتفاقية إيجار مُحكمة مع التاج الملكي لا تنتهي حتى عام 2078.
محاط بالاتهامات
في نهاية الأسبوع الماضي، تم الكشف عن أن أندرو كذب علنًا عندما ادّعى أنه لم يتواصل مع إبستين مرة أخرى بعد اجتماع نهائي معه في ديسمبر 2010.
وكانت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية قد حصلت على رسائل إلكترونية أُرسلت بعد 12 أسبوعًا من ذلك الاجتماع، حيث اتصل أندرو بمرتكب الجرائم إبستين لطمأنته.
كذلك، كشفت التقارير أيضًا أن أندرو التقى، في ثلاث مناسبات على الأقل، بمسؤول التجسس الصيني المزعوم في قضية التجسس الحالية في وايت هول.
ستدخل هذه التغييرات حيز التنفيذ فورًا، وقد اتُّخذت إقرارًا بأن مشاكل الأمير الشخصية لا تزال تُشكّل مصدر إلهاء غير مرغوب فيه عن عمل العائلة المالكة.