رغم تزايد الحديث عن أغصان الزيتون بين ملك إنجلترا تشارلز الثالث وابنه الأصغر الأمير هاري، لم يُسمع الكثير من الكلام رسميًا من قصر باكنجهام، وباستثناء بعض الهزات المحبطة، التزم مساعدو الملك بنصائحهم، مصممين على عدم تأجيج هذا الخلاف الشخصي العميق علنًا.
لكن خلف الكواليس، يأمل الملك بشدة أن يجتمع مجددًا مع الأمير هاري، وأنه قد يتمكن أيضًا من بناء علاقة مع حفيديه المقيمين في كاليفورنيا.
وحسب صحيفة "ذا تليجراف"، لم يضع الملك في اعتباره ابنه فحسب، بل كذلك زوجته دوقة ساسكس وطفليهما، الأمير آرتشي (6 سنوات) والأميرة ليليبت (3 سنوات)، في قلب خطط جنازته.
وعندما يحين الوقت "يصر الملك على أن يأخذ ابنه الأصغر مكانه الصحيح في مركز عائلته، ربما من خلال إدراكه لتلك الفرصة الأخيرة لخلق الانسجام العائلي"، وفق التقرير.
وهكذا، من خلال وضع أي خلافات جانبًا، والتوقيع على الخطط التي تضع عائلة هاري في قلب جنازته، سيضمن الملك أن يجمع عائلته معًا.
ترتيبات ملكية
حسب "ذا تليجراف"، يبدأ التخطيط لأحداث كبرى مثل جنازة الملك في بعض الأحيان قبل عقود من الزمن، ويتطور بمرور الوقت من خلال إحاطات مع كبار الممثلين من العائلة المالكة والشرطة والجيش والكنيسة.
ويشير التقرير إلى أن دوق ودوقة ساسكس لا يزالان في خطط جنازة الملك على أعلى مستوى، ومن المتوقع أن يسير الدوق جنبًا إلى جنب مع شقيقه -الذي سيصبح الملك حينها- في مقدمة المواكب الحزينة عبر شوارع وسط لندن.
كما سيتم دعوة دوق ودوقة ساسكس للمشاركة في وقفة عائلية خلال الجنازة في قاعة وستمنستر، ولعب دور بارز إلى جانب كبار أفراد العائلة المالكة خلال مراسم الجنازة.
أيضًا، تم اتخاذ الترتيبات لحضور الأمير آرتشي والأميرة ليليبيت، أصغر أحفاد الملك، مراسم الجنازة في دير وستمنستر، بالإضافة إلى مراسم الدفن في كنيسة سانت جورج في وندسور، إذا رغبوا في ذلك.
وفي حين أن الغالبية العظمى من جنازات الدولة الإنجليزية، والتي تحمل الاسم الرمزي لجميع الملوك "عملية جسر لندن"، ستبدو كأنها جنازة إليزابيث الثانية، إلا أن الملك أجرى بعض التغييرات على الخطط، والتي تعكس معتقداته الشخصية.
يقول التقرير: "كما هو الحال دائمًا، تشمل الخطط التفصيلية كل الاحتمالات فيما يتعلق بالموقع المحتمل لوفاة الملك، مع وضع الإجراءات اللازمة لنقل نعش الملك من كل مقر ملكي إلى قصر باكنجهام".
يضيف: "مع ذلك، في حين تم أخذ القطار الملكي في الاعتبار عند التخطيط لوفاة الملكة الراحلة في أسكتلندا، فمن المعتقد الآن أن وسيلة النقل هذه قد تم إزالتها من أي خطط لوفاة الملك".
جمع العائلة
رغم إصرار مساعدي قصر باكنجهام على أن خطط جنازة الملك لم تكتمل بعد، وحذروا من التكهنات، لكن بالتأكيد إدراج دوق ودوقة ساسكس في الخطط سوف يكون نقطة نقاش.
ولفت التقرير إلى أن مشاركتهما، ليس فقط في العناصر الاحتفالية التي تواجه الجمهور، ولكن أيضًا خلف الكواليس في الإحاطات والتدريبات، من شأنها أن تتجنب المزيد من قطع العلاقات بين العائلة والزوجين، ويعتقد أن دوق ودوقة ساسكس عادا إلى منزلهما في اليوم التالي لجنازة إليزابيث الثانية وهما يشعران بمزيد من النبذ أكثر من أي وقت مضى، بعد أن أصبح وضعهما الجديد في التسلسل الهرمي العام واضحًا تمامًا.
تقول الصحيفة: "كان انعدام التواصل مع قصر باكنجهام هو السبب وراء العديد من الدراما، من دعوة خاطئة إلى حفل استقبال رسمي إلى الارتباك بشأن الزي العسكري، ناهيك عن الروايات المختلفة حول متى علم الأمير هاري بوفاة جدته".
وبعد ثمانية أشهر، في حفل تتويج الملك، بدا الدوق وكأنه شخصية وحيدة وهامشية، وانطلق مباشرة من دير وستمنستر إلى المطار، واختار عدم الانضمام إلى بقية أفراد عائلته لتناول الغداء في قصر باكنجهام، ولم يظهر في أي من الصور الرسمية.
كما قيل إن الدوق كان مصممًا على العودة إلى منزل العائلة في مونتيسيتو من أجل تقبيل ابنه الأمير آرتشي وقضاء ليلة سعيدة في عيد ميلاده الرابع.