الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محمد عبد العزيز: جائزة الهرم الذهبي بمهرجان القاهرة السينمائي الأجمل في مشواري

  • مشاركة :
post-title
المخرج محمد عبد العزيز

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

الكوميديا فلسفة وفكر وليست للضحك فقط.. وابني يدهشني باختياراته
لم أندم على شيء وأشعر بالرضا بعد مقارنة أضعف أفلامي بأعمال اليوم
مروان حامد ومحمد ياسين يكافحان لتقديم فن حقيقي

يحمل المخرج الكبير محمد عبد العزيز دفء السينما المصرية في أجمل عصورها، فهو واحد من صُنّاع البهجة الذين وضعوا بصمتهم في وجدان الجمهور عبر أفلام أصبحت علامات خالدة، جمعت بين الضحك والفكر، وبين المتعة والرسالة.

منذ بداياته في الستينيات وحتى اعتزاله قبل سنوات، ظل عبد العزيز مؤمنًا بأن الكوميديا ليست فنًا خفيفًا، بل فلسفة إنسانية راقية تقترب من الناس وتناقش قضاياهم ببساطة وصدق.

اليوم، وبعد رحلة تجاوزت 65 عامًا من العطاء، تُوِّج مشواره بتكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والأربعين، حيث ينال جائزة الهرم الذهبي التقديرية التي وصفها بأنها "الأجمل في حياته".

في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، يفتح عبد العزيز قلبه ليحكي عن التكريم، وشريط حياته الذي مرّ أمامه في تلك اللحظة، وأصعب سنواته في بداية المشوار، وبداياته مع الزعيم عادل إمام، وفلسفته في الكوميديا، ورأيه في الجيل الجديد، وعلاقته بابنه النجم كريم عبد العزيز.

يروي محمد عبد العزيز لحظة علمه بخبر التكريم، قائلاً بابتسامة: "اتصل بي زميل العمر حسين فهمي قبل نحو شهرين، وفوجئت بالخبر، خاصة أنني سبق وكرِّمت في دورة خاصة بالكوميديا، لكنه قال لي هذه المرة: (هذه جائزة عن مشوار العمر، وهي أعلى جائزة يقدمها المهرجان)، وقتها كانت فرحتي كبيرة جدًا، وحمدت الله لأن الجائزة جاءت من بلدي ومن أعرق مهرجان في مصر. بعد 65 سنة سينما، شعرت أن المشوار الطويل لم يذهب هباءً، وأن التعب كان له معنى حقيقي".

شريط الحياة في لحظة واحدة مرّ أمام عينيه بعد سماعه خبر تتويجه، إذ يقول المخرج الكبير: «حين علمت بالتكريم، مرّ أمامي شريط حياتي كله، من يوم تقدمت للمعهد العالي للسينما وحتى الآن. رأيت كل شيء أمامي في لحظة واحدة.. الصعوبات، النجاحات، التعب، الحلم. وحمدت الله أن النهاية كانت تكريمًا يرد الجميل لسنوات طويلة من العمل».

أصعب الفترات

ويتحدث عن بداياته التي لم تكن سهلة، قائلًا: "كانت أكثر فترات حياتي صعوبة هي ما بعد التخرج من المعهد، إذ كان يُنظر إليّ أنا وجيلي على أننا مجرد أكاديميين لا علاقة لنا بالإنتاج. كنا – أنا وخالد جلال وحسين فهمي وجيل كامل – شبه منبوذين من الوسط الفني، لكن بالإصرار والإيمان بما نقدمه، استطعنا أن نغيّر تلك النظرة، وأن نثبت قدرتنا على حمل السينما فوق أكتافنا، وقد فعلنا ذلك فعلًا لسنوات طويلة".

البدايات مع عادل إمام

ويستعيد بداياته مع النجم عادل إمام، قائلًا: "عرفت عادل قبل أن يقف أمام أي كاميرا في حياته، كنت وقتها مساعد مخرج في فيلم الليلة السعيدة. ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلتنا معًا. كنا نعمل في العام ثلاثة أو أربعة أفلام، وقدّمنا معًا 18 فيلمًا شكّلت رحلة صعود حقيقية لكلينا. شاركنا خلالها نجومًا كبارًا مثل محمود ياسين، مديحة كامل، وحسين فهمي".

فلسفة الكوميديا

يحكي عبد العزيز عن فلسفته الخاصة في تقديم الكوميديا، مؤكدًا أنها ليست وسيلة سهلة للضحك كما يظن البعض: "الكوميديا أسرع الفنون وصولًا إلى الجمهور، لكنها بالنسبة إليّ ليست مجرد وسيلة للإضحاك. كنت دائمًا أحرص على أن أضع فيها عمقًا فكريًا، وأن أحملها قضايا ومضامين إنسانية، كما في أفلام انتبهوا أيها السادة، خلي بالك من عقلك، والمحفظة معايا. الضحك كان آخر ما يشغلني، كنت أهدف دائمًا إلى مخاطبة عقل المتفرج قبل أن أبهج قلبه".

ويعبّر المخرج الكبير عن استيائه من تجاهل المهرجانات للأعمال الكوميدية، قائلًا: "للأسف، المهرجانات الفنية ما زالت تنظر إلى الأفلام الكوميدية نظرة دونية، وهذا خطأ نقدي واضح، فالكوميديا فن عظيم يجمع بين الفكر والمتعة، ويمكن أن تحمل في طياتها مضمونًا عميقًا ورسالة مهمة".

وحين سُئل إن كان يندم على عمل قدّمه، أجاب بثقة: "لم أندم على أي فيلم، فعندما أقارن أضعف أعمالي بما يُقدَّم اليوم، أشعر برضا كبير. ناقشت في أفلامي قضايا كثيرة وحققت ما كنت أحلم به، قدّمت 67 فيلمًا روائيًا، و20 مسلسلًا، و3 مسرحيات، وهو مشوار أحمد الله عليه كل يوم".

ويضيف: "اعتزلت الفن وأنا راضٍ، واخترت أن أستكمل سعادتي من خلال عملي في المعهد العالي للسينما، حيث أرى نفسي في طلابي الذين يحبون الفن بصدق، وأسعى أن أزرع فيهم نفس الشغف الذي عشناه نحن".

وعن رأيه في الجيل الحالي من المخرجين، قال: "الجيل الجديد يفتقد اليوم روح العمل من أجل الفن الحقيقي، والقلة فقط هم من يكافحون بصدق مثل مروان حامد ومحمد ياسين، هؤلاء يجاهدون ليظل الفن الحقيقي حاضرًا في زمن صعب".

أما عن ابنه النجم كريم عبد العزيز ومشواره الفني، فقال: "لم أَلُمْ كريم يومًا على اختياراته، فهو يفكر كثيرًا في كل عمل يقدّمه، ودائمًا يفاجئني بذكائه.. حتى عندما يقلّ ظهوره، يختار التوقيت المثالي للعودة".

في الصيف لازم نحب

وفي ختام الحديث، يبوح المخرج الكبير بما يحتل مكانة خاصة في ذاكرته السينمائية بين أعماله، قائلًا: "أحب فيلم في الصيف لازم نحب، وأعتز كثيرًا بفيلم انتبهوا أيها السادة، لأنهما يعبران عني وعن الرسائل التي أردت إيصالها طوال حياتي الفنية".