الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرج السوداني زهير عبد الكريم: أرشيفنا السينمائي يسكن في ذاكرة من صنعوه بعد تدميره

  • مشاركة :
post-title
المخرج السوداني زهير عبد الكريم

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

الصراعات ستغلب على أفكار السينمائيين وقصص كثيرة ظهرت مع أول رصاصة

كتبت 4 سيناريوهات أحدها ينتجه أمجد أبو العلا.. ونسعى للحفاظ على وجود السينما السودانية في العالم

اتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر فتح آفاقًا وشراكات مهمة مع النجوم المصريين

لا تزال السينما السودانية تزخر بمواهبها ومبدعيها الذين لم يغفلوا يومًا عنها بل ظلوا سراجًا ينير دروبها بفنهم، ليكون المخرج السوداني زهير عبد الكريم واحدًا ممن ساروا في ممر ضوء ضيق حاملًا قضايا وطنه فوق كتفيه، مؤمنًا بأن السينما ليست ترفًا، بل خلاص لما يحمله.

"زهير" الذي يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المتوسطي القصير في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ41، التي تختم فعالياتها غدًا الاثنين، أعرب عن سعادته بهذه المشاركة الثرية وكأنه يطل من ذاكرة طفولته حين كان يحلم أن يكون بين النجوم الذين تراهم عيناه اليوم.

يؤكد زهير عبد الكريم في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية"، أن مشاركته في المهرجان جعلته ممتنًا لإدارة المهرجان، إذ إنه يحلم منذ طفولته بأن يكون بين هؤلاء النجوم، واليوم أصبح عضوًا بلجنة تحكيم مهرجان عريق مثل الإسكندرية السينمائي، وسعد بمشاهدة الأفلام والعمل مع لجنة التحكيم برئاسة المخرج باتريك جورج والفنانة المصرية لقاء الخميسي، وتناقشوا بشغف حول الأفلام، لتوحدهم الأعمال التي خطفتهم بجمالها وصدقها.

صعوبات الطريق

لم يكن الطريق ممهدًا بل ملئ بالعثرات، ولكن المخرج السوداني لم يستسلم لها، إذ يقول عن ذلك: "أحب السينما، وأعمل حاليًا على كتاب عن السينما السودانية المستقلة، التي من خلالها تحقق حلمي، فقد بدأت السينما مستقلة، ثم انضمت إلى الدولة، وعادت مرة أخرى مستقلة، والسينما السودانية تمضي اليوم في موجة جديدة بفضل أسماء أمثال المخرجين أمجد أبو العلا ومحمد كردفاني، وهي تجربة تؤسس لصناعة حقيقية في بلد عانى من انقطاع طويل للتدريب والإمكانات الحديثة".

البداية

استعاد "زهير" أول محطاته في مشوار الفن الذي بدأه قبل 10 سنوات، إذ قال: "في عام 2014 شاركت في أول فيلم طويل، وكانت الكاميرا الحديثة آنذاك تجربة جديدة في السودان، كنت وقتها في مصر، فرأيت الطفرة التقنية وعدت لتطبيقها هناك في فيلم من إنتاج التلفزيون السوداني، نجحت التجربة، ثم عدت للقاهرة وانطلقت نحو ورشة تدريب في إيرلندا غيّرت نظرتي تمامًا للسينما، فأدركت أن علينا أن نستمر رغم الصعوبات، وبعدها واصلت العمل في مصر، التي منحتني فرصًا وتجارب عززت حضوري كمخرج".

"زهير" يعمل مخرجًا في التلفزيون السوداني، وقدّم سلسلة أفلام وثائقية ركّزت على قضايا المرأة، ويصف رحلته قائلًا: "كنت أحب الطريق الذي أسير فيه رغم الصعوبات، درست في جامعة بالسودان، وكنت أنوي استكمال الدراسة بالخارج، لكن الظروف المعيشية حالت دون ذلك، وكنت الأول على دفعتي في تخصص السيناريو والإخراج".

اتحاد الفنانين السودانيين

يتحدث "زهير" بفخر عن فكرة تأسيس اتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر بالتعاون مع نقيب المهن السينمائية مسعد فودة، وتلك الفكرة التي جاءت بعد الصراعات المتعاقبة في السودان، يقول: "كنت على تواصل دائم مع النقيب مسعد فودة حتى ننتسب إلى اتحاد الفنانين العرب، في البداية كان عددنا قليلًا، لكن بعد ازدياد عدد السينمائيين السودانيين في مصر نتيجة للصراعات الموجودة حاليًا هناك، تواصلت معه مجددًا، وأسسنا الاتحاد بمشاركة 45 فنانًا وفنانة برئاسة عادل حربي، والاتحاد فتح آفاقًا جديدة وشراكات مهمة مع الفنانين المصريين، وكان خطوة مهمة في لم شمل المبدعين السودانيين بالخارج".

الأرشيف السوداني

يعاني الأرشيف السوداني من مشكلات كبيرة نتيجة للصراعات، فهناك دور سينما تهدم، ومراكز حفظ الأرشيف تعرضت لتدمير في الآونة الاخير، لكن يرى "زهير" أن هناك طريقة مهمة لحفظ الأرشيف السوداني ويقول: "لدينا قامات سودانية يجب أن نعتبرهم أرشيفًا حيًا، مثل سليمان إبراهيم والطيب مهدي وغيرهما، وشهاداتهم هي الذاكرة الحقيقية للسينما السودانية ويجب توثيقها قبل أن تندثر".

تأثير الصراعات

وعن تأثير الصراعات في السودان على المبدعين، يعلّق "زهير" بأسى ممزوج بالأمل: "الصراعات بلا شك ستغلب على أفكار السينمائيين، فالكل يعيش في قلق، ومنذ أول رصاصة أُطلقت ظهرت قصص كثيرة، وأعتقد أنها ستخرج قريبًا في أعمال تعبّر عن تلك المرحلة الصعبة".

بينما أشاد "زهير" بالوجود الكبير للسينمائيين السودانيين في مصر، ليؤكد أنه أعاد علاقتهم بالسينما ودور العرض موضحًا: "شارك الفنانون السودانيون في أعمال ناجحة بمصر مثل محمود السراج وإسلام مبارك، وتجددت دماؤنا الفنية من جديد".

على الرغم من الصعوبات التي يشهدها زهير وأصدقاؤه المبدعون فإنه لا يتوقف عن الإنتاج وتقديم سينما تعبّر عنهم، إذ يقول: "أنجزت أربعة سيناريوهات لأفلام قصيرة، أحدها سينتجه المخرج أمجد أبو العلا، ورغم بساطة الفيلم القصير، فإنه صعب ومكثّف، ويجب أن نحافظ دائمًا على وجود السينما السودانية في كل منطقة من العالم، لأنها مرآتنا وصوتنا في هذا الاضطراب الكبير".