في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي ضد إسرائيل، تواصلت المظاهرات الحاشدة في مدن أوروبية عدة، بعد استيلاء بحرية الاحتلال الإسرائيلي على "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة، ورغم السيطرة على معظم القوارب، لا يزال قارب "مارينيت" يبحر متحديًا الحصار الإسرائيلي، فيما تتسع رقعة الاحتجاجات من مانشستر إلى مدريد وجنيف، وسط تصاعد الاشتباكات مع الشرطة وتنديدات دولية متزايدة.
السيطرة على أسطول الصمود
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن البحرية الإسرائيلية سيطرت على 40 قاربًا من أسطول الصمود الذي كان متجهًا إلى قطاع غزة، وعلى متنه نحو 400 ناشط، وأوضحت أن العملية استمرت نحو 12 ساعة، فيما غرق أحد القوارب وأُنقِذ النشطاء الذين كانوا على متنه.
وفي غضون ذلك، أكد الأسطول أن إسرائيل اعترضت جميع القوارب إلا واحدًا، هو "مارينيت"، الذي لا يزال يبحر باتجاه قطاع غزة.
وأكدت سلطات الاحتلال اليوم الجمعة بدء ترحيل المئات من نشطاء الأسطول من إسرائيل، حيث يُرحَّل من يوقع على اتفاق فوري، فيما يخضع الرافضون لإجراءات قانونية في مراكز احتجاز قبل صدور أوامر قضائية بترحيلهم، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وحسب "يديعوت أحرنوت"، فإن النشطاء نُقِلوا إلى منشأة في كاتسيوت، بينما يسعى ممثلو بلدانهم إلى إقناعهم بالتوقيع على الترحيل الطوعي، وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير زار ميناء أسدود، حيث أفادت تقارير بأنه دخل في مشادة مع الشرطة لعدم تقييد النشطاء، لكن الشرطة نفت ذلك.
ووفقًا للخطة، سينقل معظم النشطاء الأوروبيين جوًا عبر طائرة خاصة إلى إحدى الدول الأوروبية، بينما يُرحَّل آخرون عبر معبر اللنبي أو على متن رحلات تجارية.
وبين المعتقلين نشطاء من السويد وتركيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وتونس والجزائر وكولومبيا والولايات المتحدة، كما ذكرت الصحيفة أن إسرائيل ستطلب من المحكمة مصادرة السفن بدلًا من إغراقها في البحر، كما حدث في أساطيل سابقة.
احتجاجات أوروبية
وأفادت صحيفة "ذا جارديان" بأن مظاهرات واسعة اندلعت في أوروبا عقب السيطرة على الأسطول، إذ شهدت مدن كبرى في بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا احتجاجات ضخمة رفع خلالها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ففي مانشستر، وعلى مقربة من موقع الهجوم الأخير على كنيس يهودي، هتف المتظاهرون "الحرية لفلسطين" و"أوقفوا الجوع في غزة".
وفي لندن، اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الذين تجمعوا قرب البرلمان، بينما شهدت جنيف مظاهرة شارك فيها نحو 3000 شخص، استخدمت الشرطة خلالها الغاز المسيل للدموع والهراوات بعد أعمال شغب وكتابة شعارات على الجدران، كما شهدت مدينة برن السويسرية احتجاجات مماثلة.
مظاهرات في إيطاليا وإسبانيا
وشهدت إيطاليا تظاهرات كبيرة في فلورنسا، حيث أُطلقت الألعاب النارية وقنابل الدخان، وأُغلقت الشوارع الرئيسية وجرى تعطيل حركة القطارات، واحتل محتجون مبنى عمادة الجامعة في بيزا.
وفي إسبانيا، قالت صحيفة "إل باييس" إن نحو 15 ألف شخص تظاهروا في برشلونة، ردد بعضهم شعارات ضد الاحتلال، فيما حطم أحد المتظاهرين نافذة بمطرقة.
وفي مدريد، سار المحتجون نحو وزارة الخارجية، كما خرجت مظاهرات في غرناطة جنوبي إسبانيا، بينما استدعى وزير الخارجية الإسباني القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد ليؤكد دعم بلاده لمواطنيها المشاركين في الأسطول.
احتجاجات عالمية
إلى جانب أوروبا، شهدت تركيا مظاهرات مؤيدة لفلسطين، وفتحت السلطات هناك تحقيقًا في اعتقال نشطاء الأسطول، وفي كولومبيا قررت الحكومة طرد الدبلوماسيين الإسرائيليين، أما في العالم العربي فحظي أسطول الصمود بتغطية إعلامية واسعة ورسوم كاريكاتورية داعمة.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد السيطرة على الأسطول أن ما وصفته بـ"استفزاز حماس-صمود انتهى"، مؤكدة أن أي قارب لم يتمكن من دخول "منطقة القتال النشطة" أو خرق الحصار البحري.