اندلعت احتجاجات واسعة في إيطاليا بعد اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود المتجه إلى غزة، حيث تجمع عشرات المتظاهرين أمام محطة القطار الرئيسية بالمدينة، ما دفع السلطات إلى إغلاق الوصول إلى المحطة، كما أُغلقت محطة المترو القريبة كإجراء احترازي.
وتوجهت مجموعة من المتظاهرين نحو مكتب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، متهمين حكومتها اليمينية بعدم التضامن مع نشطاء الأسطول، ووصف بعضهم الوضع بأن "أيدي الحكومة ملطخة بالدماء"، وفقًا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وفي مدينة نابولي الجنوبية، أغلق عدد من المتظاهرين مسارات محطة القطار الرئيسية، ما أدى إلى توقف خدمات السكك الحديدية، وفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية (أنسا). كما أُبلغ عن مظاهرات في مدينتي ميلانو وتورينو شمال إيطاليا.
بالنسبة لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي تنتمي إلى يمين الوسط، فإن أسطول الصمود العالمي أصبح قضية عاصفة تهدد بإسقاط حكومتها، وقد تصدّر عناوين الصحف الإيطالية لأسابيع. ويضم الأسطول أكثر من 40 سفينة مساعدات دولية، وحتى صباح الثلاثاء، كان على بُعد حوالي 150 ميلًا بحريًا من شواطئ غزة، ومن المقرر أن يصل إلى القطاع خلال الأيام المقبلة.
"أسطول الحرية، إنذارٌ في إيطاليا"، هذا ما حذّرت به الصفحة الأولى لصحيفة كورييري ديلا سيرا، ونشرت صحيفتا لا ريبوبليكا ولا ستامبا عناوين مشابهة مثل "أسطول الحرية، مخاطر كثيرة". وقد تكررت تغطية الأسطول على الصفحات الأولى خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي الأسابيع الأخيرة، أشارت بعض استطلاعات الرأي إلى أن الدعم لإسرائيل قد تراجع، حتى بين الناخبين المحافظين، الذين أصبحوا في السنوات الأخيرة أكثر تعاطفًا مع إسرائيل في أنحاء العالم الغربي.
أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة الاستطلاعات الإيطالية "إيزي" أن 87.8% من المشاركين يؤيدون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك 99.8% من الناخبين اليساريين و73.7% من مؤيدي أحزاب الائتلاف.
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على متن "أسطول الصمود"، الذي يقل ناشطين أجانب يحملون مساعدات إلى غزة، واقتادتهم إلى ميناء إسرائيلي، ما أدى إلى تعطيل الاحتجاج الذي أصبح أحد أبرز رموز المعارضة لحصار إسرائيل للقطاع.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية أبرز ركاب الأسطول، الناشطة المناخية السويدية جريتا ثونبرج، وهي تجلس على سطح السفينة محاطة بالجنود، قائلة: "تم إيقاف عدة سفن تابعة لأسطول الصمود بأمان، ويتم نقل ركابها إلى ميناء إسرائيلي".
ويتألف "أسطول الصمود العالمي"، الذي كان يحمل الأدوية والأغذية إلى غزة، من أكثر من 40 سفينة مدنية، تحمل نحو 500 برلماني ومحامٍ وناشط.
واحتجزت القوات الإسرائيلية "أسطول الصمود" على بعد 150 ميلًا بحريًا قبالة ساحل غزة في البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي كانت ترافق فيه السفينة حربية إسبانية وسفينتان إيطاليتان من الأسطول. وقد أوضحت حكومات هذه الدول أنه من غير المتوقع استخدام القوة العسكرية، وقالت وزارة الدفاع الإيطالية، أمس الثلاثاء، إن السفن الإيطالية ستتوقف عن متابعة الأسطول بمجرد وصوله إلى مسافة 150 ميلاً بحريًا من الشاطئ.
وحثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأسطول على التوقف فورًا، قائلة إن مهمة المساعدة قد تقوض الآمال في السلام، استنادًا إلى اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكون من 21 نقطة لإنهاء الحرب وإعادة بناء غزة والتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية محدودة.
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أوصوا الحكومة بالتوصل إلى تفاهمات دبلوماسية مع منظمي الأسطول بدلاً من التدخل العسكري، ويعتقدون أن القادة لم يستكشفوا هذا الخيار بشكل كافٍ، كما ذكر التقرير أن المنظمين رفضوا جميع العروض المقدمة لهم.