الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اعتماد وشح: "أحلام صغيرة جدًا" صرخة نساء غزة في مواجهة الحرب

  • مشاركة :
post-title
إحدى بطلات فيلم أحلام صغيرة جدا

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

في زمنٍ يعلو فيه صوت الحرب على أنين الأبرياء، اختارت المخرجة الفلسطينية اعتماد وشح أن تُنصت لهموم النساء الفلسطينيات وأن تُترجم صرخاتهن إلى صورة سينمائية مؤلمة وواقعية عبر فيلمها الجديد "أحلام صغيرة جدًا".

الفيلم، الذي سيُعرض ضمن برنامج نافذة على فلسطين في مهرجان الجونة السينمائي في دورته المقبلة هذا العام، لم يكن مجرد عمل فني، بل وثيقة حيّة تحمل تفاصيل معاناة إنسانية مضاعفة للنساء داخل قطاع غزة، بين النزوح المستمر، قسوة المخيمات، وغياب أبسط مقومات العيش.

تقول اعتماد وشح في حوارها مع "القاهرة الإخبارية": "الفيلم يحمل هموم نساء فلسطينيات يعشن بين الخوف والأمل والفقدان في ظل الحرب، وهو يركز على النساء اللاتي اضطرتهن الظروف للعيش في الخيم، في بيئة صعبة وقاسية للغاية، وقد اخترت أن أركز على ثلاث نساء، لكل منهن حكاية تعكس صورة المعاناة".

المخرجة اعتماد وشح

ثمة معاناة خفية لا يشعر بها سوى النساء، والتي وثقتها اعتماد وشح في فيلمها الجديد من خلال قصة حقيقية لسيدة، حيث تقول عنها: "إحدى تلك الحكايات تعود لامرأة كانت حاملاً وأنجبت في ظروف النزوح دون أن تجد حتى الفوط الصحية التي تحتاجها النساء بعد الولادة، وأخرى تعاني مع بناتها المتعددات من غياب الفوط الصحية الشهرية، مما اضطرها إلى اللجوء لبدائل بدائية مثل الأقمشة البالية".

تؤكد وشح أن الفيلم لم يتوقف عند البُعد المادي فقط، بل تناول الأبعاد النفسية العميقة الناتجة عن هذا الحرمان، موثقًا كيف تُدبّر النساء حاجات بناتهن باستخدام قطع قماش بالية في ظل انعدام الملابس الكافية، حيث لا تحمل الأسر النازحة معها سوى قطعتين من القماش وسط غياب المال وانعدام الموارد.

بوستر العمل

وتضيف: "رسالتي للعالم أننا شعب مسالم، لكن النساء الفلسطينيات يعانين أضعافًا مضاعفة في الصحة الإنجابية، نتيجة استخدام القماش البالي كحل بديل للفوط الصحية. انتشرت أمراض تناسلية خطيرة مثل التهابات الرحم، وهي كارثة إضافية فوق كارثة الحرب. كل الاتفاقيات الدولية التي تزعم حماية النساء ليست سوى حبر على ورق، فلم يتحقق منها شيء على أرض الواقع. هذا الفيلم يمثل صرخة إنسانية ورسالة عاجلة نكشف من خلالها جانبًا من إبادة النساء في غزة".

وعن اختيار الفيلم للعرض ضمن مهرجان الجونة، قالت المخرجة الفلسطينية: "إدارة المهرجان اختارت تقديم الفيلم ضمن برنامج نافذة على فلسطين، وهذا مهم جدًا لأن الأفلام قادرة على توصيل صوتنا للعالم. نحن ننسج من واقعنا قصصًا حقيقية ونوثقها بالصوت والصورة لنروي حكايتنا عن الإبادة والحرمان والتجويع وانتهاك كل حقوق الإنسان".

وأعربت عن امتنانها للتعاون مع المخرج رشيد مشهراوي المشرف على السلسلة، قائلة: "هذا هو التعاون الثاني معه بعد فيلمي المسافة صفر والمسافة صفر وأقرب. لقد ساعدنا في إيصال رسائلنا إلى مخرجين من قطاع غزة ليحملوا هموم شعبنا للعالم. هذه الأفلام أثرت في الرأي العام وغيّرت صور الفلسطينيين في عيون الكثيرين، إذ أظهرتنا شعبًا إنسانيًا يحب الحياة، ولسنا كما يروج البعض بأننا مخربون أو نحمل السلاح. قضيتنا وطنية وإنسانية بالأساس".

وختمت "وشح" حديثها مع موقع "القاهرة الإخبارية" متمنية أن يواصل فيلمها رحلته عالميًا: "المسافة صفر وأكثر يستحق أن يُعرض للعالم كله، خاصة بعد ترشيحه للأوسكار. وأوجه خالص شكري للمخرج رشيد مشهراوي على دعمه الكبير".