الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الدقيقة 44 تكسر الملل في اجتماع ترامب بقيادات البنتاجون

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث إلى قادة الجيش في قاعدة مشاة البحرية في كوانتيكو

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

الأسبوع الماضي، عمت الدهشة أرجاء العاصمة الأمريكية واشنطن، عندما بدأت أنباءٌ تُفيد باستدعاء الرئيس دونالد ترامب ووزير دفاعه بيت هيجسيث كبار القادة العسكريين إلى قاعدة "كوانتيكو" لمشاة البحرية في فرجينيا لحضور اجتماع غير مُبرر.

كان التوقيت لافتًا، إذ جاء هذا الاستدعاء في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس بالتصرف بحزم مُتجدد لتنفيذ رغبته المُلحّة والمُصرَّح بها مرارًا في إرسال الجيش إلى المدن الأمريكية بدعوى الحدّ من الجريمة.

مع ذلك، حضر مئات القادة العسكريين إلى كوانتيكو صباح الثلاثاء، وسافر بعضهم جوًا من أماكن بعيدة كألمانيا، بروكسل، اليابان، وكوريا الجنوبية. جلسوا في صمت تام بينما كان ترامب يتحدث لمدة 73 دقيقة عن المواضيع ذاتها التي يكررها يوميًا تقريبًا، أينما كان ومع أي جمهور.

تحدث مع الجنرالات عن إدارة جوزيف بايدن السيئة، الإعلام، الرسوم الجمركية، والحدود. وتطرق أيضًا إلى حادثة تعرّضه للهجوم عندما ذهب إلى أحد مطاعم واشنطن لتناول العشاء، وبالطبع تحدث عن عدم حصوله على جائزة نوبل للسلام التي شعر أنه يستحقها.

كانت هذه نفس القضايا التي تناولها في اليوم السابق أثناء وقوفه بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غرفة الطعام الرسمية بالبيت الأبيض، وهي نفسها التي تحدث عنها في حفل تأبين تشارلي كيرك في أريزونا، وفي قلعة وندسور، وفي تشيكرز بإنجلترا.

الدقيقة 44

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" لفتت إلى أنه "لو كان الجنرالات منتبهين خلال الدقيقة الرابعة والأربعين من خطاب الرئيس يوم الثلاثاء، لسمعوا صوتًا عابرًا، لكنه لا لبس فيه، لشيء جديد، شيء مختلف".

في تلك اللحظة، روى الرئيس محادثة مع وزير دفاعه قائلاً: "لقد أخبرت بيت أنه يتعين علينا أن نستخدم بعض هذه المدن الخطيرة كمناطق تدريب لجيشنا".

رؤى ترامبية

تلفت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكاد يُلقي آلاف الكلمات يوميًا، وأحيانًا يطلق رؤى تبدو ثاقبة حول المسار الذي يقود البلاد. لكن من الصعب تمييز هذه اللحظات وسط سيل تصريحاته المستمرة؛ فهو يظهر على شاشات التلفزيون بلا انقطاع، وفي ولايته الثانية بدا أكثر من أي وقت مضى فاقدًا للسياق، وغير راغب – أو ربما غير قادر – على التكيف مع جمهوره أو مع ظروف اللحظة.

وترى الصحيفة أنه "لو كان هناك أي مبرر فعلي لاستدعاء هذا العدد الكبير من القادة العسكريين رفيعي المستوى من أنحاء البلاد والعالم إلى فرجينيا يوم الثلاثاء، لما كان واضحًا من خطاب ترامب ما الذي أراده بالضبط".

خلال حديثه، أدرج ترامب ملاحظات وإشارات عابرة بدت أحيانًا خارج السياق؛ فقال مثلًا: "أعتقد أنه ربما علينا أن نبدأ بالتفكير في البوارج الحربية"، وأضاف في موضع آخر: "بالمناسبة، كانت قاذفات B-2 مذهلة"، كما استدعى ذكرياته مع مسلسل قديم بالأبيض والأسود بعنوان Victory at Sea عن الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن خطابه لم يختلف كثيرًا عن خطاباته الأخرى، فإنه بدا أكثر تصميمًا على كسب انتباه جمهوره العسكري، فقال في بدايته: "لم أدخل غرفةً بهذا الصمت من قبل". ثم أقر بأن الجنود ليسوا ملزمين بالتصرف كأنصار سياسيين، لكنه حثهم على "عدم الاكتراث بمثل هذه العادات".