الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جيش ترامب يستعد لـ "أعداء الداخل" بعد اجتماع كوانتيكو

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث في كوانتيكو

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

خلال خطابه التاريخي في قاعدة "كوانتيكو" لمشاة البحرية الأمريكية بشمال فيرجينيا، جلس أكثر من 800 من كبار القادة العسكريين بهدوء، الثلاثاء، أمام الرئيس دونالد ترامب، الذي أعاد تعريف مهمة الجيش وهاجم أعداءه السياسيين بعبارات لاذعة.

هناك، ألغى ترامب عقودًا من فصل البنتاجون عن الأزمات الداخلية في البلاد، وأعلن أن القوات المسلحة هي سلاحه المفضل ضد "الأعداء المحليين"، ليبدو مهووسًا بساحة معركة أمريكية ادّعى أنها أكثر خطورة من أي منطقة حرب أجنبية.

وحضر الجنرالات والأدميرالات من جميع أنحاء العالم وجلسوا معًا لسماع الرئيس يعلن "حربًا جديدة في الداخل"، بعد أن تعهّد ترامب مرارًا وتكرارًا خلال حملته الانتخابية العام الماضي بإطلاق العنان للجيش ضد "الأعداء في الداخل"، وهي العبارة التي استخدمها لوصف المجرمين العنيفين وكذلك الديمقراطيين المنتخبين.

وقال في كوانتيكو: "نحن نتعرض لغزو داخلي لا يختلف عن العدو الأجنبي، ولكنه أصعب من نواحٍ عديدة لأنهم لا يرتدون الزي العسكري"، وذلك خلال خطابه الاستثنائي الذي استمر ساعة كاملة.

استخدام الجيش

بعد أن تولى منصبه، حقق ترامب وعده الانتخابي. وأصبح السياق مختلفًا جذريًا، إذ أمر بالفعل بنشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس وواشنطن العاصمة وممفيس وبورتلاند، وذلك في كثير من الأحيان رغم اعتراض المسؤولين المحليين.

ويرى الرئيس الجمهوري أن هذه الانتشارات تمثل نموذجًا للمدن الكبرى الأخرى مثل شيكاغو وبالتيمور وسان فرانسيسكو، والتي قال يوم الاثنين إنه ينبغي استخدامها كـ"مناطق تدريب" للجيش، بحسب تقرير لموقع "أكسيوس".

وقال: "التاريخ مليء بالأبطال العسكريين الذين واجهوا كل الأعداء، الأجانب والمحليين"، مشيرًا إلى جورج واشنطن وأبراهام لينكولن ورؤساء آخرين "استخدموا القوات المسلحة للحفاظ على النظام والسلام في الداخل".

كما أعرب عن أسفه قائلاً: "لقد استخدم العديد من قادتنا الجيش للحفاظ على السلام. والآن يقولون إنه لا يُسمح لك باستخدام الجيش".

وقبلها، أثار ضحك الحضور في بداية خطابه بقوله: "إذا لم يعجبكم ما أقوله، يمكنكم مغادرة القاعة. بالطبع، ستذهب رتبتكم، وسيذهب مستقبلكم".

وكان استطلاع رأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" قد سلط الضوء على مدى الاستقطاب الذي أحدثته رؤية ترامب. وقال 51% من الناخبين إنهم أكثر قلقًا بشأن استخدام ترامب للحرس الوطني لتخويف خصومه السياسيين مقارنة بقلقهم من الجريمة التي خرجت عن السيطرة في المدن التي يقودها الديمقراطيون، بينما قال 42% العكس.

وقالت منظمة اتحاد الحريات المدنية الأمريكية في بيان: "في المدن في جميع أنحاء البلاد، فإن عمليات نشر الرئيس للقوات الفيدرالية تخلق بالفعل صراعًا حيث لا يوجد أي صراع، وتزرع خوفًا عميقًا في نفوس الناس الذين يحاولون ببساطة عيش حياتهم وممارسة حقوقهم الدستورية".

أسوأ المخاوف

من خلال الالتفاف على سابقة تاريخية، حاول ترامب تطبيع ما كان ليشكّل قطيعة دراماتيكية مع التقاليد المدنية والعسكرية الحديثة في الولايات المتحدة، عبر استخدام قانون "بوس كوميتاتوس" لعام 1878، الذي كان يهدف إلى منع الرؤساء من استخدام القوات المسلحة كقوة شرطة محلية.

ولمدة تقارب 150 عامًا، مثّل هذا القانون، الذي وضع في عهد الرئيس توماس جيفرسون ويُعرف كذلك باسم "قانون التمرد"، الحاجز الذي صان الديمقراطية الأمريكية. لكن ترامب تعامل مع هذه القضية باعتبارها مصدر إزعاج أكثر من كونها قيدًا، فتجاوزها من خلال نشر الحرس الوطني بشكل متكرر، وإنشاء "قوة رد سريع" جديدة لقمع الاضطرابات الداخلية.

في افتتاح مؤتمر "كوانتيكو"، قال وزير الدفاع بيت هيجسيث إن الجيش سوف يلغي "قواعد الاشتباك المتغطرسة" و"يطلق العنان لمقاتلينا لترهيب وإحباط ومطاردة وقتل أعداء بلادنا".

ثم طبّق ترامب هذا النهج على الجبهة الداخلية، وحثّ القوات التي تتعرض للمضايقة أو الاعتداء من قبل المتظاهرين على "الخروج من تلك السيارات والقيام بكل ما يريدون فعله".

ويشير موقع "أكسيوس" إلى أن "لغة ترامب تشير إلى توسع دور الحرس الوطني بما يتجاوز تركيزه الحالي على حماية عملاء الهجرة والمباني الفيدرالية".

وقال ترامب: "إذا كان ذلك مناسبًا بالنسبة لكم، أيها الجنرالات والأدميرالات، أقول: هم يبصقون، ونحن نضرب".

وينقل التقرير عن الديمقراطيين والمدافعين عن الحقوق المدنية أن خطاب ترامب يؤكد أسوأ مخاوفهم، "فهو ينظر إلى الجيش باعتباره قوة شرطة شخصية له".

وأثار المنتقدون أسئلة دستورية، من بينها ما إذا كان بإمكان الرئيس الأمريكي استخدام القوات المسلحة للتأثير على الانتخابات. وذلك في الوقت الذي قال فيه ترامب للصحفيين، أثناء مغادرته البيت الأبيض صباح الثلاثاء، إنه سيطرد أي جنرالات "لا يعجبه" أداؤهم على الفور.