الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تاريخ توني بلير يثيير الجدل حول دوره في خطة ترامب للسلام بغزة

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

أثار مقترح تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، كمرشح محتمل لرئاسة هيئة مختصة بإعادة إعمار غزة، حالة من الجدل، إذ عُرف بانحيازه للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ودوره في غزو بريطانيا العراق، ما يثير الشكوك حول الدور الذي سيلعبه في القطاع.

رحّب بلير بخطة السلام التي طرحها ترامب، ووصفها بأنها "خطوة جريئة وحكيمة"، مشيرًا إلى أنها تُمثل "فرصةً لبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا لشعب غزة، مع ضمان الأمن الكامل والراسخ لإسرائيل".

تولى بلير منصب رئيس الوزراء في بريطانيا من عام 1997 إلى عام 2007، حيث ظل في منصبه لمدة عشر سنوات، ثم عمل لاحقاً كمسؤول دولي في منطقة الشرق الأوسط.

متورط في غزو العراق

وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، قاد بلير بريطانيا إلى حرب العراق عام 2003 دعمًا لرئيس الولايات المتحدة آنذاك جورج دبليو بوش، ما تسبب في تدهور سمعته واندلاع احتجاجات شعبية ودبلوماسية.

وفي أبريل 2004، كتب أكثر من 50 دبلوماسيًا بريطانيًا بارزًا سابقًا رسالة مفتوحة انتقدوا فيها دعمه المطلق لسياسات الولايات المتحدة في كل من العراق وإسرائيل في فلسطين، باعتبارها "محكومًا عليها بالفشل".

ووفقًا لـ"سي إن إن"، كشفت لجنة تحقيق مستقلة لاحقًا أن بلير بالغ في ادعاءات وجود خطر وشيك من نظام صدام حسين، وأن الولايات المتحدة غزت العراق بزعم البحث عن أسلحة دمار شامل، بينما لم يكن هناك ما يبرر ذلك.

صديق الإسرائيليين

مع ازدياد الانتقادات التي وُجِّهت إلى بلير في السنوات الأخيرة من فترة ولايته، صرّح نبيل شعث، رئيس المفاوضات السابق للسلطة الفلسطينية، قائلاً إن بلير "لم يحقق أي إنجاز يُذكر بسبب محاولاته المستمرة لكسب ودّ إسرائيل".

وأضاف شعث: "تنازل بلير تدريجيًا عن دوره، ليقتصر على مطالبة الإسرائيليين بإزالة بعض الحواجز هنا وهناك".

صمت غامض

لم يتغير موقف الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من بلير كثيرًا منذ ذلك الحين. حيث قال مصطفى البرغوثي من المبادرة الوطنية الفلسطينية لقناة "سي إن إن" يوم الاثنين: "أعتقد أنه من الأفضل أن يبقى في بلاده وأن يترك للفلسطينيين حق تقرير مصيرهم بأنفسهم. والأهم من ذلك، أن يُتيح للفلسطينيين إجراء انتخابات ديمقراطية حرة لاختيار قيادتهم، بدلًا من إخضاعنا لحكم استعماري جديد".

في الأيام الأخيرة، لم يُظهر بلير أي دعم للحكومة البريطانية الحالية فيما يتعلق باعترافها بدولة فلسطينية. وعندما سُئل مكتب رئيس الوزراء البريطاني عن موقف بلاده من دور بلير، تجنّب الإجابة، مكتفيًا بقوله: "نركز اهتمامنا على مفاوضات السلام، التي نشارك فيها بنشاط".

في شهر أغسطس، التقى بلير في البيت الأبيض مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، لمناقشة أفكار إعادة إعمار غزة.