الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"خطة اليوم التالي".. ترامب يستعين بـ"كوشنر وبلير" لإنهاء حرب غزة

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتماعًا موسعًا في البيت الأبيض مساء أمس الأربعاء، لمناقشة المرحلة التالية للحرب في قطاع غزة، وسط استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي قارب عامه الثاني على الانتهاء، وذلك في ظل تواجد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى في واشنطن، هما وزير الخارجية جدعون ساعر والوزير رون ديرمر.

ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، شارك في الاجتماع صهر ترامب ومستشاره السابق إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. 

وأوضح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الاجتماع بحث جميع جوانب الأزمة، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأزمة المحتجزين، وخطط ما بعد الحرب.

"إنهاء الحرب"

وخلال الاجتماع، أعرب ترامب عن استيائه من استمرار الحرب قائلاً: "لا أستطيع مشاهدة هذا بعد الآن. إنه أمر فظيع"، معربًا عن رغبته في إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أنه يريد تحقيق السلام والازدهار لكافة شعوب المنطقة.

وأشار مسؤولون في البيت الأبيض إلى أن الاجتماع كان ذا طبيعة سياسية، ناقش خلاله المشاركون خطط إنهاء الصراع، وإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بالتوازي مع تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للقطاع.

إدارة غزة

وذكرت مصادر لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن أحد محاور المحادثات التي ركز عليها كوشنر هي مستقبل الحكم وإعادة إعمار غزة بعد انتهاء عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر قرابة عامين.

وقالت المصادر إن كوشنر وبلير، خططا لمناقشة أفكار حول كيفية إدارة غزة دون سيطرة حماس، وقالوا إن ترامب أوضح رغبته في إنهاء الحرب، ويريد السلام والازدهار للجميع في المنطقة.

وقال ويتكوف: "إنها خطة شاملة للغاية نعدها في اليوم التالي، وأعتقد أن الكثيرين سيلاحظونها — سيلاحظون مدى فاعليتها وحسن نواياها". وأضاف: "وهي تعكس الدوافع الإنسانية للرئيس ترامب هنا".

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن مصادر قولها، إن المحادثات تمحورت حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وناقشت سبل إعادة إعمار قطاع غزة بعد أن دمر جراء القصف الإسرائيلي، إضافة إلى مستقبل السلطة بعد نهاية الحرب.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن المناقشات تناولت خطة "اليوم التالي"، إلى جانب الأزمة المستمرة في قطاع غزة، خاصة كيفية زيادة المساعدات الغذائية، وما يمكن فعله لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.

فيما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن توني بلير يعمل على خطط لتحويل المنطقة المدمرة بالحرب، في قطاع غزة، إلى "مركز تجاري حديث ووجهة سياحية".

وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة: "كل جوانب الحرب في غزة كانت مطروحة على طاولة النقاش".

مفاوضات متعثرة

ورغم مرور ستة أيام على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن بدء مفاوضات فورية لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى، لم تُرسل إسرائيل أي وفد إلى الدوحة أو القاهرة حتى الآن. وبحسب المبعوث الأمريكي ويتكوف، فإن حركة حماس أبدت مؤخرًا مرونة تجاه خطة أمريكية لوقف إطلاق النار، بعد شهور من الرفض.

ويتضمن المقترح المصري القطري – التي وافقت عليها حماس مبدئيًا – إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء و18 جثة، مقابل هدنة لمدة 60 يومًا تُستكمل خلالها المفاوضات حول اتفاق شامل بضمانات أمريكية. لكن نتنياهو يصر على التوصل إلى اتفاق كامل قبل أي هدنة طويلة، وهو ما يفاقم حالة الجمود.

ضغوط شعبية متزايدة

ميدانيًا، يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملية واسعة للسيطرة على مدينة غزة، بينما تتهم تل أبيب حركة حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية ومنعهم من مغادرة المدينة. في المقابل، تواصل عائلات المحتجزين الإسرائيليين ضغطها على الحكومة من خلال احتجاجات واسعة، كان آخرها الدعوة إلى يوم غضب في القدس الأسبوع المقبل للمطالبة بإبرام صفقة عاجلة تضمن عودة المحتجزين.

وقالت فيكي كوهين، والدة أحد الجنود المختطفين: "كفى إصرارًا على شروط مُعقدة، كفى تعريضًا لجنودنا للخطر. هذه الحرب لا يمكن أن تستمر"، في حين دعت منظمات مدنية إلى جعل الأربعاء القادم يومًا مفصليًا في النضال من أجل عودة الأسرى.

وعلى الرغم من تقدير ترامب بأن الحرب قد تنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة، يرى "ويتكوف" أن التوصل إلى اتفاق سيكون قبل نهاية العام الجاري على أبعد تقدير، مؤكّدًا أن جميع الأطراف باتت أكثر انفتاحًا على التسوية، خاصة في ظل الضغوط الإنسانية الهائلة والضغوط السياسية الداخلية في إسرائيل.