الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أكبر حشد منذ غزو بنما.. قوات أمريكية بجنوب الكاريبي والهدف "مادورو"

  • مشاركة :
post-title
رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تزايدت حدة التوترات بين واشنطن وكاراكاس بعد تمركز سفن البحرية الأمريكية في جنوب البحر الكاريبي بذريعة مكافحة تهريب المخدرات، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إلى توجيه الاتهام للولايات المتحدة بالتخطيط لاستخدام قوتها العسكرية للإطاحة به من السلطة.

ونقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن مادورو تعليقه على الخطوة الأمريكية في أول مؤتمر صحفي دولي له منذ أكثر من عام في العاصمة كاراكاس: "إنهم يسعون لتغيير النظام عبر التهديد العسكري"، مؤكدًا جاهزية القوات المسلحة لبلاده لأي طارئ.

وفي تعبير واضح عن غضبه تجاه ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي الذي كان لسنوات أحد أشد منتقدي النظام الفنزويلي، قال مادورو: "روبيو يريد أن يلطخ يديه بالدماء".

ارتفعت التوترات بين الولايات المتحدة ومادورو بشكل حاد منذ 7 أغسطس، عندما أعلنت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي عن مضاعفة المكافأة الحالية مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال رئيس فنزويلا إلى 50 مليون دولار. ووصفت بوندي مادورو بأنه "أحد أقوى تجار المخدرات في العالم ويشكل تهديدًا للأمن القومي" للولايات المتحدة.

وحسب "ذا تايمز"، تزعم واشنطن أن الجيش الفنزويلي يدير عصابة لتهريب المخدرات تعرف باسم "كارتل الشمس"، وأن مادورو هو زعيمها. لكن الرئيس الفنزويلي البالغ من العمر 62 عامًا نفى أي صلة له بعصابات المخدرات.

ونقلت الصحيفة عن محللين أن الأدلة على وجود "كارتل الشمس" كهيكل منظم ضئيلة، ومع ذلك ينتشر الاتجار بالمخدرات على نطاق واسع في فنزويلا. وفي عام 2016، أدانت محكمة في نيويورك اثنين من أبناء شقيق زوجة مادورو لمحاولتهما نقل 800 كيلوجرام من الكوكايين إلى الولايات المتحدة.

في 14 أغسطس، أبلغت مصادر حكومية أمريكية الصحفيين بنشر قوات جوية وبحرية كبيرة في جنوب البحر الكاريبي لمواجهة تهديدات "عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية".

ومنذ ذلك الحين، نشرت البحرية الأمريكية طراد الصواريخ الموجهة "يو إس إس ليك إيري"، والغواصة النووية الهجومية السريعة "يو إس إس نيوبورت نيوز"، إلى جانب 3 مدمرات من فئة "أرلي بيرك"، وسفينة قتالية، واثنتين من السفن الهجومية البرمائية. ويوجد على متن السفينة نحو 4500 عسكري، بما في ذلك أكثر من 2000 من مشاة البحرية.

ولم يصرح المسؤولون الأمريكيون صراحة في أي مرحلة عن التخطيط لأي غزو أو لعملية عسكرية أصغر حجمًا للقبض على مادورو، لكن هذا الحشد يعد الأكبر في منطقة أمريكا اللاتينية منذ غزو بنما عام 1989، والذي أدى إلى إقصاء قائدها الفعلي الجنرال مانويل نورييجا، الذي أدين لاحقًا بتهم الاتجار بالمخدرات والابتزاز وغسل الأموال، وحكم عليه بالسجن 40 عامًا في سجن أمريكي.

نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، الخميس الماضي، عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله: "قد يكون هذا الجزء الثاني من نورييجا".

وفي مؤتمره الصحفي، قال مادورو إنه إذا تعرضت بلاده لهجوم من قبل الولايات المتحدة فإنه "سيعلن دستوريًا جمهورية مسلحة"، في إشارة واضحة إلى نضالات الاستقلال في المنطقة.

وتعتبر الولايات المتحدة مادورو زعيمًا غير شرعي رغم فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي أمام إدموندو جونزاليس.

ووجهت ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة المعارضة في فنزويلا، الشكر للرئيس ترامب على نشر القوات البحرية الأمريكية في الكاريبي، والتي قالت إنها "النهج الصحيح" تجاه حكومة كاراكاس التي وصفتها بأنها "مؤسسة إجرامية". ووصفت "ماتشادو" ما اعتبرته مزاعم حول سعي الولايات المتحدة إلى تغيير النظام قسرًا في فنزويلا بالمضللة.

واشتكى مسؤولو حكومة مادورو من الرسائل المتضاربة للغاية التي أصدرتها إدارة ترامب، والتي بدت في الشهر الماضي وكأنها تخفف من موقفها تجاه النظام عندما تبين أن شركة النفط الأمريكية العملاقة "شيفرون" حصلت على إذن باستئناف ضخ وتصدير النفط من فنزويلا بعد 5 أشهر فقط من إعلان الإدارة أنها ستلغي ترخيص المجموعة.

تتمتع فنزويلا بأكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، ولكن على مدى العقدين الماضيين انهار الإنتاج نتيجة العقوبات الأمريكية الأخيرة. وأثارت التحركات العسكرية الأمريكية انقسامًا بين جيران فنزويلا. ففي حين وصف رئيسا البرازيل وكولومبيا هذه الاستراتيجية بأنها "مزعزعة للاستقرار"، أصدرت كل من غيانا وترينيداد وتوباجو بيانات تدعم الولايات المتحدة.