الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطة غزة أو عزلة قاتلة.. تهديدات ترامب الخفية لنتنياهو

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

لا يزال اجتماع اليوم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو الحدث الأهم الذي ينتظره العالم، وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن اجتماع اليوم قد يُختزل في خيارين إما قبول خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، أو المخاطرة بحدوث خلاف علني بينه وبين نتنياهو الذي قد يواجه عزلة دولية أشد وطأة.

خلاف وشيك

وذكر الموقع الأمريكي في تقريره له اليوم "أنه ولأول مرة منذ عودته إلى البيت الأبيض، يبدو أن ترامب مستعدًا للانقلاب على نتنياهو بشأن غزة والضغط عليه لإحلال السلام".

وكان آخر ذلك ما صرّح به ترامب لـ"أكسيوس" أمس الأحد، بأن خطته بشأن غزة في "مراحلها النهائية" وأن نتنياهو يدعمها. إلا أن التصريحات العلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي كانت أكثر غموضًا.

كما قال مستشار لترامب شارك في إعداد الخطط للموقع: "لقد وافق العرب عليها بنسبة 100%. والآن ننتظر من الرئيس أن يُمارس سحره على نتنياهو"، مضيفًا أن الرأي السائد في البيت الأبيض هو أنه إذا لم يقبل نتنياهو الاتفاق، فسيكون هو المسؤول عن استمرار الحرب، وتمكين حماس وعدم تقديم أي مساعدة للفلسطينيين واستمرار الجوع في القطاع".

تغيير موقف

لم يُلقِ ترامب باللوم علنًا على نتنياهو لإطالة أمد الحرب مع حماس أو فشله في التوصل إلى اتفاق لتحرير المحتجزين المتبقين، ولكن إذا رفض نتنياهو هذه المرة، يعتقد بعض مساعدي ترامب أنه قد ينقلب على رئيس الوزراء.

وبحسب "أكسيوس"، تراجع دعم إسرائيل والحرب على غزة إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك في البيت الأبيض وفي أوساط مؤيدي حملة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" على نطاق أوسع. وقال مسؤول في الإدارة: "الجميع - وأعني الجميع - مستاؤون من نتنياهو".

وأخبر بعض مستشاري ترامب، نتنياهو أن عملية السلام في غزة تُمثل اختبارًا لمصداقيته العالمية. وقال أحد المستشارين إن كل ما يسعى ترامب إلى تحقيقه في الشرق الأوسط سيُقوّض حتى يتمكن من إقناع نتنياهو بإنهاء الحرب.

الصبر ينفد

التقى المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر نتنياهو في نيويورك لعدة ساعات أمس الأحد في محاولة لتسوية الخلافات المتبقية بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن خطة ترامب المكونة من 21 نقطة.

ووفقًا لمستشار ترامب فإن "ويتكوف وكوشنر كلاهما كاد صبرهما أن ينفد من نتنياهو وأن كلاهما في حيرة من أمره بشأن إسرائيل".

وجاءت خطة ترامب على نحو متناقض، من محاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال قادة حماس بهجوم صاروخي في العاصمة القطرية الدوحة في 9 سبتمبر الجاري.

وقال مستشار ترامب: "عندما أرسل نتنياهو تلك الصواريخ إلى قطر، وحّد عرب دول الخليج. إنهم جميعًا واحد. يتحدثون بصوت واحد، كان ذلك بمثابة حشدٍ للجهود، وفي هذا السياق، كان لدينا عالم عربي موحد".

مرعوب من محاكمته

تصاعد الإحباط والانزعاج والارتباك تجاه نتنياهو لأشهر في محيط ترامب، داخل البيت الأبيض وخارجه. وأبلغ بعض مستشاري ترامب، الرئيس بأن نتنياهو "يعامله بقسوة"، وفقًا لما ذكره أحد هؤلاء المستشارين لموقع "أكسيوس".

ويعتقد آخرون أن نتنياهو يتخذ قرارات مزعزعة للاستقرار بشكل كبير، مثل قصف قطر، وذلك أساسًا لدعم بقائه السياسي.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: "من الواضح أن نتنياهو قلق للغاية بشأن محاكمته"، مضيفًا أن هذا على الأرجح هو سبب عدوانيته.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن نتنياهو سيضطر الآن للاختيار بين رغبة ترامب في إنهاء الحرب وشركاء الائتلاف القوميين المتطرفين في حكومته الذين يضغطون عليه لمواصلة القتال، والذين انحاز إليهم مرارًا وتكرارًا حتى الآن.

متطفل على الشأن الأمريكي

قال "أكسيوس" إن أحد عوامل إحباط ترامب تجاه نتنياهو هو ميله للتدخل في السياسة الأمريكية الداخلية. 

والجمعة الماضي، التقى نتنياهو في الأمم المتحدة بمؤثرين أمريكيين على مواقع التواصل الاجتماعي، معظمهم من مؤيدي ترامب المحافظين، طالبًا مساعدتهم في "القتال" عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إسرائيل.

وفي مقابلات أُجريت هذا الشهر مع "أكسيوس"، أعرب مستشارو ترامب عن حيرتهم إزاء "هوس نتنياهو الغريب" بالخطاب السياسي عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، إذ قال مسؤول في البيت الأبيض: "لا نستطيع فهم ما يُخطط له هذا الرجل. ركّزوا على إسرائيل. ركّزوا على غزة. كفّوا عن التدخّل في القضايا السياسية الداخلية الأمريكية".

وأضاف: "كفوا عن الحديث عن جلب المؤثرين إلى هنا ليكونوا دعاية لكم. هذا لا يُفيدكم. ولا يُفيد إسرائيل. وبالتأكيد لا يُساعدنا في التوصل إلى اتفاق سلام".