الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من الحظر إلى الدعم.. رحلة ترامب بين ودّ بوتين ومساندة كييف

  • مشاركة :
post-title
الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأنه منفتح على مسألة رفع القيود المفروضة على أوكرانيا بشأن استخدامها للأسلحة الأمريكية طويلة المدى لضرب العمق الروسي، لكنه لم يلتزم بذلك في اجتماعهما يوم الثلاثاء، في حين جاء ذلك وفقًا لما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى ومسؤول أوكراني مطّلع على تفاصيل اللقاء الذي عُقد على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.

طلبات أوكرانية محددة لأسلحة متطورة

خلال المناقشات الجانبية، طرح زيلينسكي على ترامب طلبات محددة تشمل المزيد من الصواريخ بعيدة المدى والموافقة على استخدام هذه الأسلحة لضرب أهداف في الأراضي الروسية.

وبحسب المصادر ذاتها، رد ترامب بأنه لا يعارض هذه الفكرة، رغم عدم قطعه أي التزامات محددة لعكس الحظر الأمريكي المفروض على مثل هذه الهجمات منذ شهور.

تضمنت الطلبات الأوكرانية بشكل خاص الحصول على صواريخ "توماهوك" الجوالة فائقة الدقة، والتي يتراوح مداها بين 900 و1500 ميل، في طلب كشف عنه الرئيس الأوكراني نفسه لاحقًا في مقابلة مع موقع "أكسيوس" نُشرت الجمعة الماضي.

وتدرس الإدارة الأمريكية حاليًا توفير هذه الصواريخ عالية الدقة إلى جانب أسلحة أخرى بعيدة المدى لأوكرانيا، وفقًا للمسؤول الأمريكي ومسؤول أوروبي مطّلع على هذه الخطط.

عقبات بيروقراطية ومحادثات مقبلة

تواجه الطلبات الأوكرانية عقبات داخل أروقة البنتاجون، إذ يشرف وزير الدفاع بيت هيجسيث ووكيل وزارة الدفاع للسياسات إلبريدج كولبي على الموافقة على طلبات كييف لاستخدام الأسلحة الأمريكية ضد الأراضي الروسية، وقد منع هذان المسؤولان أوكرانيا من إطلاق صواريخ "أتاكمز" منذ فصل الربيع الماضي.

في محاولة لكسر هذا الجمود، من المقرر أن يسافر مسؤولون أوكرانيون الأسبوع المقبل إلى واشنطن لإجراء محادثات مباشرة مع هيجسيث، بحسب المسؤول الأمريكي والمسؤول الأوروبي.

وقد وافقت الإدارة الأمريكية الشهر الماضي على بيع 3350 صاروخًا من طراز "إيرام" الجوي بعيد المدى، والتي يتراوح مداها بين 150–280 ميلًا، ضمن حزمة أسلحة بقيمة 850 مليون دولار مُمولة من دول أوروبية.

تحول جذري في موقف ترامب من الصراع

شهد خطاب ترامب تحولًا جذريًا بعد لقائه مع زيلينسكي، إذ أشاد بكييف ووصف روسيا بأنها "نمر من ورق" تخوض حربًا "عبثية" في أوكرانيا، في تغيير مفاجئ عن جهوده السابقة لكسب ود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل إجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب.

وتعهّد بمواصلة تزويد أعضاء حلف الأطلسي بالأسلحة، قائلًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "سنواصل توفير الأسلحة لحلف الناتو ليفعل بها ما يشاء".

أصبح ترامب أكثر تشككًا في انتصار روسيا بالحرب بعد فشلها في تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة منذ العملية الشاملة في فبراير 2022.

كما ضغط عليه زيلينسكي والقادة الأوروبيون للحصول على مزيد من الدعم، بحسب ما ذكره مسؤولون أمريكيون.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي بعد لقاء ترامب إنه أشاد بـ"حسم الرئيس الأمريكي في المساعدة على إنهاء هذه الحرب"، ووصفه بأنه "مُغيّر قواعد اللعبة".

ترحيب أوروبي وضغوط دبلوماسية متزايدة

رحب مسؤولون أوروبيون رفيعو المستوى بالتحول في خطاب ترامب، معتبرين أنه يبرر تحذيراتهم السابقة له بأن بوتين لم يكن جديًا أبدًا بشأن السلام وكان يلعب من أجل كسب الوقت فقط في تعاملاته مع الرئيس الأمريكي، بينما تستمر الحرب.

وقالت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "كلمات الرئيس لها وزن، وقد تم استقبالها بشكل إيجابي للغاية من جميع الأوروبيين".

وأضافت كالاس أن "الضغط على روسيا معًا من خلال مساعدة أوكرانيا، يمكن أن يجلب نهاية لهذه الحرب"، مؤكدة أنه "بما أن الرئيس ترامب قال إنه يريد وقف هذا القتل، فعلينا استخدام الأدوات المتاحة لجعل القتل يتوقف".

ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي يعد حاليًا حزمة عقوبات جديدة على روسيا، الحزمة التاسعة عشرة منذ إطلاق موسكو عمليتها العسكرية على أوكرانيا في 2022.