بينما توقفت المفاوضات تمامًا بين روسيا وأوكرانيا، تتحرك الحرب على الأرض بسرعة لا هوادة فيها، إذ تنفذ روسيا هجمات يومية بمئات المسيّرات وعشرات الصواريخ، خاصة خلال الأسابيع الماضية، بينما تُجاهد أوكرانيا لاستعادة الأراضي عبر عمليات مضادة، وسط خسائر فادحة بين الطرفين.
وتتواصل الحرب الروسية الأوكرانية على قدمٍ وساق منذ أكثر من 3 سنوات، قُتل خلالها عشرات الآلاف من الجانبين، وتمكّنت خلالها روسيا من السيطرة على نحو خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك معظم منطقتي لوجانسك ودونيتسك في الشرق، وأجزاء من منطقتي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب.
هجمات يومية
ويعد إنشاء منطقة عازلة في شمال أوكرانيا على طول الحدود الدولية، الهدف الرئيسي الآن بالنسبة للجيش الروسي، الذي يواصل بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، شن هجمات يومية في منطقة سومي، ودفع القوات الأوكرانية بعيدًا عن الحدود الدولية مع منطقة بيلجورود والاقتراب من مدينة خاركوف.
في الوقت ذاته؛ يسعى الكرملين للسيطرة على ما تبقى من منطقة لوجانسك والتقدم غربًا إلى منطقة خاركيف الشرقية وتطويق منطقة دونيتسك الشمالية، عبر الهجمات المنسقة، ثم السيطرة على كامل منطقة دونيتسك، وهي المنطقة التي يطالب بها وكلاء روسيا في دونباس، والتقدم نحو منطقة دنيبروبيتروفسك.
البنية التحتية
ومنذ يونيو تواجه مدينة كوستيانتينيفكا دمارًا كبيرًا، إذ تعمل الضربات الروسية المستمرة على تدمير البنية التحتية الحيوية، ما يترك السكان دون كهرباء وغاز وإمدادات مستقرة من المياه، وحققت القوات تقدمًا كبيرًا نحو المدينة كجزء من الحملة الهجومية الصيفية الروسية، بحسب صحيفة "كييف إندبندنت".
وقدرت مجموعة رسم الخرائط والمراقبة الأوكرانية "ديب ستيت" إجمالي المساحة، التي احتلتها القوات الروسية، خلال يونيو ويوليو وأغسطس بـ1548 كيلومترًا مربعًا، وهو ما يزيد بشكل كبير على 659 كيلومترًا مربعًا تم الاستيلاء عليها في الفترة المقابلة عام 2024.
عملية مضادة
وتمكن الجيش الأوكراني، وفقًا للرئيس فولوديمير زيلينسكي، من تحرير 160 كيلومترًا مربعًا من الأراضي خلال "عملية هجومية مضادة" في منطقة دونيتسك الشرقية، واستعادة سبع مستوطنات وأسر ما يقرب من 100 جندي روسي خلال العملية، بالقرب من مدينة بوكروفسك المحاصرة.
وينتظر الجيش الأوكراني أول الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، في إطار برنامج يموله حلفاؤها الأوروبيون، تبلغ قيمة الدفعتين الأوليين 500 مليون دولار أمريكي لكلّ منهما، وتشمل صواريخ لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت وقاذفات صواريخ هيمارز، وتوقع رئيس أوكرانيا أن يصل إجمالي الأموال المدفوعة نحو 3.5 مليار دولار أمريكي، أكتوبر 2025.
ووضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، روشتة خاصة من أجل إحلال السلام مع أوكرانيا، تتمثل في سحب كييف قواتها من المناطق الأربع التي أعلنت موسكو، 30 سبتمبر 2022، ضمها، وهي مناطق لوهانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، التي تُشكل 19% من الأراضي الأوكرانية، بينما يرى زيلينسكي أنه يمكن أن تبدأ المفاوضات من حيث يقف خط المواجهة الحالي.